حديث: ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١)﴾

عن أنس أن النبي ﷺ أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، قال: وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي ﷺ ما تلقى، قال: «إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك».

حسن: رواه أبو داود (٤١٠٦) عن محمد بن عيسى، حدثنا أبو جميح سالم بن دينار، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس أن النبي ﷺ أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، قال: وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي ﷺ ما تلقى، قال: «إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، قال: وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تَلَقِّي، قال: «إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك».

1. شرح المفردات:


● أتى فاطمة: جاء إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها.
● بعبد قد وهبه لها: بِغُلامٍ (خادم) أهداه لها.
● قنعت به رأسها: غطت به رأسها.
● ما تَلَقِّي: ما أصابها من الحرج والحياء من قِصَر الثوب.
● ليس عليك بأس: لا حرج عليك ولا إثم.
● إنما هو أبوك: أي أنا أبوك فلا حاجة للستر التام مني.
● وغلامك: وهذا عبدك (مملوكك) فلا حرج من رؤيته لك كذلك.

2. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم подари لابنته فاطمة رضي الله عنها غلامًا (خادمًا) لخدمتها. وكانت فاطمة في حالة من الفقر والحاجة، حتى أن ثوبها كان قصيرًا جدًا، لا يكفي لتغطية جسمها بالكامل؛ إذا غطت رأسها لم يصل إلى رجليها، وإذا غطت رجليها بان رأسها.
فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بالغلام، رأى عليها آثار الحرج والحياء من قِصَر ثوبها وعدم قدرتها على التستر بالصورة الكاملة أمام الغلام الجديد. فطمأنها النبي صلى الله عليه وسلم وقال لها: «إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك».
● «إنما هو أبوك»: أي أنا والدك، والعلاقة بين الأب وابنته关系 تحلل الكثير من أحكام الستر، فلا يجب عليها أن تحتجب من أبيها كما تحتجب من الأجانب، فهو من محارمها.
● «وغلامك»: وهذا عبدك المملوك لك، والعبد في الشرع لا يحكم له حكم الأحرار في كثير من الأحكام، including أحكام الستر. فالأمة (العبدة) لا يجب عليها أن تحتجب من عبدها، وكذلك العبد لا يجب عليه أن يحتجب من سيدته بنفس درجة ستره أمام الأجانب الأحرار.
فكلمته صلى الله عليه وسلم جمعت بين تطييب خاطرها وإزالة حيائها، وبيان حكم شرعي مهم.

3. الدروس المستفادة منه:


1- الرحمة والشفقة: يتجلى في هذا الموقف رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بابنته وشفقته عليها، وحرصه على راحتها النفسية وإزالة ما يقلقها.
2- بيان أحكام الستر والمحارم: الحديث يوضح أن المحارم (كالأب) لا يجب على المرأة الاحتجاب عنهم بالكامل كما تحتجب عن الأجانب. كما يبين الفرق في أحكام الستر بين الحر والعبد.
3- التيسير ورفع الحرج: من قواعد الشريعة الإسلامية التيسير ورفع الحرج عن المكلفين، خاصة في حالات الضرورة أو الحاجة، كما في حالة فقر السيدة فاطمة رضي الله عنها.
4- التواضع وزهدهن: يظهر الحديث جانبًا من زهد السيدة فاطمة وابنة النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعها، حيث كانت تعيش حياة بسيطة رغم مكانتها العظيمة.
5- جواز هبة الخدم والمعاونة: الحديث يدل على جواز إهداء الخدم والعبيد لمن يحتاجهم من المسلمين، وذلك للمساعدة في أمور الحياة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في "الأدب المفرد"، وقال الشيخ الألباني: حديث حسن.
● السيدة فاطمة رضي الله عنها: هي ابنة النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة، وأحب بناته إليه، وهي سيدة نساء العالمين في زمانها.
● حكم العبد في الستر: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن العبد لا يجب عليه ستر عورته أمام سيدته بنفس درجة وجوبها أمام الأجانب، وكذلك للأمة مع سيدها.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٠٦) عن محمد بن عيسى، حدثنا أبو جميح سالم بن دينار، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي جميح سالم بن دينار، فإنه حسن الحديث. ووثقه ابن معين. وقال أحمد: «أرجو أن لا يكون به بأس».
ورواه ابن عدي في الكامل (٣/ ١١٥٢) من طريق سلام بن أبي الصهباء، ثنا ثابت به نحوه.
وسلام بن أبي الصهباء مختلف فيه، ولكنه لا بأس به في المتابعات. قال أحمد: «إنه حسن الحديث». وقال ابن عدي بعد ذكر عدة أحاديث له، ومنه هذا الحديث: «أرجو أنه لا بأس به».
وقوله: ﴿التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ﴾ أي: الذين ليس عندهم شهوة بالنساء، ولا معرفة بمفاتنهن، وإلا يُمنعون من الدخول عليهن ولو كان مخنثا، كما جاء في الصحيح

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1013 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك

  • 📜 حديث: ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب