حديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣)﴾

عن عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله ﷺ: «يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٠٦٥)، ومسلم في النكاح (١: ١٤٠٠) كلاهما من طريق الأعمش، حدثني إبراهيم (وهو النخعي)، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال لنا رسول الله ﷺ: «يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحث على الزواج وتوضح وسيلة للعفة لمن لم يقدر عليه. وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:

نص الحديث:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله ﷺ: «يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء».


1. شرح المفردات:


● معشر الشباب: أي جماعة الشباب، والخطاب موجه لهم خاصة لما في سنهم من قوة الشهوة وحاجة إلى توجيه خاص.
● الباءة: هي القدرة على تكاليف الزواج من المهر والنفقة والسكن وغيرها من المتطلبات الشرعية والمادية. وقيل: إن الباءة تعني أيضًا الجماع، ولكن الأظهر في هذا السياق أنها تعني القدرة المادية والمعنوية على الزواج.
● أغض للبصر: أي أنه يسبب غض البصر عن المحرمات، لأن الزواج يشبع الغريزة بطريقة مشروعة فيصرف النظر عن الحرام.
● أحصن للفرج: أي أنه يحفظ الفرج من الوقوع في الزنا أو الفاحشة، فالتزوج وسيلة عظيمة للعفة والطهارة.
● وجاء: الوجاء هو رض عروق الأنثيين (أي الخصيتين) لإضعاف الشهوة، وكانت معروفة في الجاهلية. والمقصود هنا أن الصوم يضعف الشهوة الجنسية ويقمعها، فيكون كالوجاء في تأثيره.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ هذا الخطاب إلى الشباب خاصة، لأنهم في سن تكثر فيه الدوافع الجنسية ويشتد فيه الميل إلى الجنس الآخر، فهم أحوج ما يكونون إلى توجيه يضمن لهم العفة والطهارة.
● الجزء الأول: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" – أي من كان قادرًا على تحمل نفقات الزواج وتكاليفه من مهر ونفقة وسكن وغير ذلك، فليبادِر إلى الزواج، لأنه سنة النبي ﷺ وهو من أعظم أسباب حفظ الدين والعرض.
● الجزء الثاني: "فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج" – أي أن الزواج يؤدي إلى غض البصر عن المحرمات، لأن الإنسان عندما يشبع غريزته بطريقة مشروعة، فإنه لا يحتاج إلى النظر إلى المحرمات، كما أنه يحفظ الفرج من الوقوع في الزنا أو المعاصي.
● الجزء الثالث: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم" – أي من لم يكن قادرًا ماديًا أو ظرفيًا على الزواج، فعليه أن يكثر من الصوم، سواء كان صوم النوافل أو الصوم المشروع كصوم الاثنين والخميس أو أيام البيض وغيرها.
● الجزء الرابع: "فإنه له وجاء" – أي أن الصوم يضعف الشهوة الجنسية ويقمعها، فيكون وسيلة فعالة للتقليل من حدة الشهوة وتجنب الوقوع في المعاصي.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على الزواج: الزواج سنة نبوية وهو من أعظم أسباب العفة والطهارة، وهو من مكارم الأخلاق ومقاصد الشريعة في حفظ النسل والعرض.
2- التيسير في أمور الزواج: ينبغي على المجتمع والأفراد التيسير في أمور الزواج وعدم المغالاة في المهور والمتطلبات، حتى يتمكن الشباب من الزواج.
3- الصوم وسيلة للعفة: الصوم ليس فقط عبادة لله تعالى، بل هو أيضًا وسيلة عملية لتقوية الإرادة وكبح الشهوات، خاصة للشباب الذين لم يتمكنوا من الزواج.
4- التوجيه النبوي الحكيم: النبي ﷺ لم يترك الشباب دون حلول، بل قدم لهم البديل المناسب (الصوم) لمن لم يستطع الزواج، مما يدل على رحمة الإسلام ومراعاته للظروف المختلفة.
5- الوقاية خير من العلاج: الحديث يدعو إلى الوقاية من الفتنة بالزواج أو بالصوم، بدلاً من الانتظار حتى يقع الإنسان في المعصية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- رواه البخاري (رقم 5066) ومسلم (رقم 1400) وغيرهما، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- الحديث يدل على أن الإسلام يهتم بالجانب العملي في حياة الشباب، ويقدم حلولًا واقعية لمشكلاتهم.
- ينبغي للشباب أن يسعوا إلى الزواج عند القدرة، وأن يحرصوا على الصوم عند العجز عنه، مع التوكل على الله والدعاء بأن ييسر لهم أمورهم.
- الصوم المقصود هنا هو صوم النوافل، وليس فقط صوم رمضان، لأنه وسيلة مستمرة لكبح الشهوة.
أسأل الله تعالى أن يوفق الشباب للزواج والعفة، وأن يعينهم على طاعته واجتناب معصيته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٠٦٥)، ومسلم في النكاح (١: ١٤٠٠) كلاهما من طريق الأعمش، حدثني إبراهيم (وهو النخعي)، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
وقوله: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1018 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج

  • 📜 حديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب