حديث: عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١)﴾

عن عائشة قالت: كان يدخل على أزواج النبي ﷺ مخنث، فكانوا يعدّونه من غير أولي الإربة. قال: فدخل النبي ﷺ يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة، قال: «إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان». فقال النبي ﷺ: «ألا أرى هذا يعرف ما ههنا، لا يدخلنّ عليكن». قالت: فحجبوه.

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٨١) عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: كان يدخل على أزواج النبي ﷺ مخنث، فكانوا يعدّونه من غير أولي الإربة. قال: فدخل النبي ﷺ يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة، قال: «إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان». فقال النبي ﷺ: «ألا أرى هذا يعرف ما ههنا، لا يدخلنّ عليكن». قالت: فحجبوه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان يدخل على أزواج النبي ﷺ مخنث، فكانوا يعدّونه من غير أولي الإربة. قال: فدخل النبي ﷺ يوماً وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة، قال: «إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان». فقال النبي ﷺ: «ألا أرى هذا يعرف ما ههنا، لا يدخلنّ عليكن». قالت: فحجبوه.
[رواه البخاري ومسلم]


الشرح الوافي:



# 1. شرح المفردات:


● المخنث: هو الرجل الذي يتشبه بالنساء في كلامه أو حركاته أو هيئته.
● غير أولي الإربة: الإربة هي الحاجة والاهتمام بالنساء (أي الشهوة)، فـ"غير أولي الإربة" يعني الذين لا شهوة لهم في النساء، كالخصي أو الكبير في السن أو من لا رغبة له في النساء.
● ينعت امرأة: يصفها ويذكر تفاصيل جسمها وهيئتها.
● أقبلت بأربع: أي عندما تأتي الأمام تُرى لها أربع (يقصد الثديين والردفين، أو التفاصيل التي تظهر من الأمام).
● أدبرت بثمان: عندما تدبر وتذهب يُرى لها ثمان (ربما يقصد الثديين والردفين وأطراف الجسم، أو هو كناية عن الإطالة في الوصف).
● حجبوه: منعوه من الدخول عليهن.


# 2. شرح الحديث:


كان هناك رجل مخنث (يتصرف كالنساء) يدخل على بيوت أزواج النبي ﷺ، وكان الصحابة يظنون أنه لا شهوة له في النساء (غير أولي الإربة) لأنه على هذه الحالة، فلم يمنعوه من الدخول.
وفي يوم من الأيام، دخل النبي ﷺ على إحدى زوجاته فوجد هذا المخنث يصف امرأةً وصفاً دقيقاً يتعلق بجسدها، حيث قال: "إذا أقبلت هذه المرأة ظهر منها كذا وكذا (بأربع)، وإذا أدبرت ظهر منها أكثر (بثمان)".
ففطن النبي ﷺ إلى أن هذا الرجل ليس كما يظنون، بل عنده اهتمام بأجساد النساء ومعرفة بها، فقال: «ألا أرى هذا يعرف ما ههنا» أي: أليس هذا يعرف تفاصيل أجساد النساء؟! ثم أمر بمنعه من الدخول على نسائه، فقال: «لا يدخلنّ عليكن».
فامتثلن لأمره ومنعوه من الدخول عليهن.


# 3. الدروس المستفادة:


● تحريم الاختلاط غير المشروع: الحديث أصل في منع الاختلاط بين الرجال والنساء غير المحارم، ولو كان الرجل مخنثاً أو يُظن أنه لا شهوة له.
● الحذر من الفتنة: النبي ﷺ لم ينتظر حتى يقع محظور، بل منع عند أول بادرة فتنة.
● الغيرة على الحرمات: النبي ﷺ غار على نسائه وأمر بحجبهن عن هذا الشخص.
● عدم الثقة المطلقة بأحوال الناس: كان الصحابة يظنون أن هذا المخنث لا شهوة له، لكن النبي ﷺ علم بحقيقة حاله من خلال كلامه.
● تحريم التخنث: التخنث محرم شرعاً، وهو من كبائر الذنوب، لأنه تشبه بالنساء.
● وجوب سد الذرائع: النبي ﷺ سد الذريعة إلى الفتنة بمنع هذا الشخص من الدخول.


# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على عفة النبي ﷺ وغيرة الله تعالى، حيث أنزل آيات الحجاب بعد ذلك تأكيداً على هذه المعاني.
- المخنث في الحديث هو "هيت" أو "هيت المخنث" كما في بعض الروايات.
- الحديث يدل على أن الإنسان قد يخفي ما في نفسه، ولكن الله يظهره على لسانه أو فعله.
- يستفاد منه أن وصف المرأة أمام الرجال حرام، لأنه قد يثير الفتنة.

اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وارزقنا العفة والحياء.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢١٨١) عن عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكرته.
ورواه أبو داود (٤١١٠) من وجه آخر عن الأوزاعي، عن الزهري به، وزاد فيه: فقيل: يا رسول الله، إنه إذن يموت من الجوع، فأذن له أن يدخل في كل جمعة مرتين، فيسأل، ثم يرجع. وإسناده صحيح.
الذين ذكروا في هذه الآية الكريمة من المحارم وغيرهم إنما ذكروا لكثرة دخولهم عليهن، ولم يذكر فيها الأعمام والأخوال مع أنهم أيضا من المحارم؛ لأنهم في الغالب يعيشون في مكان آخر، ولا يضطرون إلى كثرة الدخول عليهن.
وقوله: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1015 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث

  • 📜 حديث: عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب