حديث: في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)﴾

عن سهل بن سعد الساعدي يقول: شهدت من رسول الله ﷺ مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال ﷺ في آخر حديثه: «فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، ثم اقترأ هذه الآية: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧).

صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٢٥) من طرق عن ابن وهب، حدثني أبو صخر أن أبا حازم حدثه قال: سمعت سهل بن سعد فذكره.

عن سهل بن سعد الساعدي يقول: شهدت من رسول الله ﷺ مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال ﷺ في آخر حديثه: «فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، ثم اقترأ هذه الآية: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلك من أهل الجنة الذين يَنالون ما أعدَّه الله لهم من النعيم المقيم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره، يصف لنا جانبًا من عظمة الجنة ونعيمها الذي أعده الله لعباده المتقين. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● شهدت: حضرت.
● مجلسًا: جلسة أو لقاءً.
● وصف فيها الجنة: بيَّن وشرح ما فيها من نعيم.
● حتى انتهى: أي استمر في الوصف حتى أكمل.
● لا عين رأت: لم ترها عين بشرية في الدنيا.
● ولا أذن سمعت: لم تسمع أذن بشرية بوصف كامل لها.
● ولا خطر على قلب بشر: لم يُتصوَّر أو يُخطر في بال إنسان.
● اقترأ: قرأ.
● تتجافى جنوبهم عن المضاجع: تبتعد جُنوبهم (جوانبهم) عن الفُرُش؛ لقيامهم لصلاة الليل وعبادة الله.
● خوفًا وطمعًا: خوفًا من عذاب الله، وطمعًا في ثوابه.
● قرة أعين: ما تقر به العين من المسرات واللذات.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه حضر مجلسًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فوصف فيه الجنة وصفًا تفصيليًا عظيمًا، حتى وصل إلى نهاية وصفه، فختم بهذه الكلمات التي تُعبر عن عظمة ما فيها من النعيم الذي لا يستطيع البشر تصوره في الدنيا، لأنه يفوق كل ما عرفوه أو تخيلوه.
ثم استشهد النبي صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]، ليبيّن أن هذا النعيم العظيم هو جزاء لأولئك المؤمنين الذين تركوا النوم والراحة، وقاموا ليلاً يصلون ويدعون الله خائفين من عقابه، طامعين في رحمته، وينفقون مما رزقهم الله في سبيل الخير.
ثم تأتي الآية التالية: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]، لتؤكد المعنى نفسه: أن ما أعدّه الله للمتقين من نعيم في الجنة هو شيء مخفي وعظيم، لا تستطيع نفس في الدنيا أن تدرك كنهه أو تعلم مقداره.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة نعيم الجنة: الجنة فيها من النعيم ما لا يمكن لعقل بشر أن يتخيله أو يحيط به، مما يبعث في نفس المؤمن الشوق والرغبة في نيل هذا الفضل.
● الترغيب في الطاعة: بيان أن هذا النعيم هو جزاء للمؤمنين الطائعين، الذين يؤثرون طاعة الله على راحتهم ودنياهم.
● فضل قيام الليل والإنفاق: الحديث والآية ي سلط الضوء فضل قيام الليل والإنفاق في سبيل الله، وأنهما من أسباب الفوز بهذا النعيم.
● اليقين بالغيب: المؤمن يؤمن بما أخبر الله ورسوله عن الجنة وإن كان لا يراه، وهذا من كمال الإيمان.
● حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: في ختم حديثه عن الجنة بالآية القرآنية، ليجمع بين الوحيين (القرآن والسنة) في التعبير عن هذا المعنى العظيم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بــ "حديث التفاضل" في وصف الجنة، وهو حديث صحيح متفق عليه.
- قوله صلى الله عليه وسلم: «ما لا عين رأت...» هو من أبلغ الأساليب في البيان، حيث نفى أن任何 إنسان قد رآه أو سمعه أو حتى فكّر فيه، مما يؤكد تفرد هذا النعيم وكماله.
- الآية التي استشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم (من سورة السجدة) تربط بشكل مباشر بين عمل المؤمن في الدنيا (قيام الليل، الإنفاق، الدعاء) وبين الجزاء في الآخرة (قرة الأعين).
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن نعيم الجنة حقيقي، ولكنه يفوق إدراك البشر في الدنيا، فكما أن للجنة حقيقة لا نعرفها تمامًا، فكذلك نعيمها.
أسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم الجنة، وأن يجعلنا من الذين تستغرق جنوبهم عن المضاجع طاعة له، وخشيةً منه، وطمعًا في رحمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٢٥) من طرق عن ابن وهب، حدثني أبو صخر أن أبا حازم حدثه قال: سمعت سهل بن سعد فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1156 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب

  • 📜 حديث: في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب