حديث: والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (٦)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به، فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه، وأيكم ترك مالا فإلى العصبة من كان».

صحيح: رواه مسلم في الفرائض (١٦١٩: ١٥) عن محمد بن رافع، حدثنا شبابة قال: حدثني ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به، فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه، وأيكم ترك مالا فإلى العصبة من كان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ التي تبين مكانته ومسؤوليته عن أمته، وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:


● والذي نفس محمد بيده: قَسَمٌ من النبي ﷺ بربه، وهو أبلغ أنواع القسم، فالنفس بيد الله تعالى يحييها ويميتها.
● أولى الناس به: أي أحق الناس به وأقربهم إليه، وأولى بتولي أموره.
● دينًا: الدَّيْن الذي يثقل كاهله بعد موته.
● ضَيَاعًا: جمع ضيعة، وهي الأولاد الصغار والنساء والعيال الذين لا معيل لهم، أو الأموال التي لا عائل لها.
● فأنا مولاه: أي فأنا وليه الذي يتولى قضاء دينه والإنفاق على عياله.
● العصبة: هم الأقارب الذكور من جهة الأب كالإخوة والأعمام وأبنائهم.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث بعظم مسؤوليته عن أمته وقرابته منهم، فيقسم بالله -وهو أبلغ تأكيد- أنه أولى بكل مؤمن من نفسه، أي أنه أحق به وأقرب إليه من أي شخص آخر، حتى من أقاربه.
ثم يبين ﷺ تفصيل هذه الولاية والرعاية في حالتين:
1- من ترك دينًا أو ضياعًا (عيالاً): أي إذا مات المسلم وترك ديونًا لا يستطيع ورثته قضاءها، أو ترك أولادًا صغارًا أو عيالاً لا معيل لهم، فالنبي ﷺ هو وليهم الذي يتكفل بهم من بيت مال المسلمين (الذي هو تحت مسؤوليته كحاكم)، ويقضي عنهم الديون، وينفق على عيالهم. وهذا من كمال شفقته ورحمته ﷺ بأمته.
2- من ترك مالًا: أي إذا مات المسلم وترك وراءه مالًا وثروة (وليس دينًا أو عيالاً محتاجين)، فهذا المال لا يرجع إلى النبي ﷺ أو إلى بيت المال، بل يُورَّث لأقاربه الذكور (العصبة) حسب أحكام الميراث الشرعية التي بينها الله في كتابه. فالنبي ﷺ ليس وارثًا، كما قال في حديث آخر: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة».
فالحديث يوضح أن ولايته ﷺ هي ولاية رعاية ومسؤولية، وليست ولاية استيلاء على أموال الناس.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم مكانة النبي ﷺ ومسؤوليته عن أمته: فهو أب لهم وأولى بهم من أنفسهم، وهذه الولاية استمرت بعد وفاته ﷺ بتكفل الدولة الإسلامية (الخليفة) بقضاء ديون المعسرين والإنفاق على عيالهم من بيت مال المسلمين.
2- بيان كمال رحمة النبي ﷺ وشفقته على أمته: حتى بعد موته يهتم بأحوالهم ويطمئنهم أن ذويهم سيكونون تحت رعاية الإسلام.
3- الفصل بين المال العام والخاص: الحديث يضع قاعدة مهمة، فالمال العام (بيت المال) يُنفق على المحتاجين وأصحاب الديون، أما أموال الأغنياء فتُرد إلى ورثتهم. وهذا من عدل الشريعة.
4- الحث على تكفل المجتمع المسلم بضعفائه: من خلال المؤسسات الشرعية كبيت المال، لضمان عدم ضياع حقوق المحتاجين والأرامل واليتامى.
5- أن القسم يؤكد أهمية الكلام ويرسخ المعنى في النفوس، خاصة إذا تعلق بأمر عظيم كهذا.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل من أصول نظام الضمان الاجتماعي في الإسلام، الذي يتكفل بالضعفاء والمحتاجين.
- يستدل به العلماء على أن ولي الأمر (الحاكم) هو المسؤول عن قضاء ديون الموتى المعسرين والإنفاق على عيالهم من بيت المال.
- الحديث يرد على من يدعي أن النبي ﷺ كان يورث أو أن أموال المسلمين له، بل هو يبين أن ولايته ولاية رعاية وحماية، لا ولاية استحقاق للمال.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفرائض (١٦١٩: ١٥) عن محمد بن رافع، حدثنا شبابة قال: حدثني ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1168 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به

  • 📜 حديث: والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب