النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

حديث: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (٦)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ فأيما مؤمن ترك مالا فلْيرثْه عصبتُه من كانوا، ومن ترك دَينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه».

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٧٨١) عن إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن فليح، حدثنا أبي، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمره، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يبين مكانته وعلاقته الخاصة بأمته. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ فأيما مؤمن ترك مالا فلْيرثْه عصبتُه من كانوا، ومن ترك دَينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه».
رواه البخاري ومسلم.

1. شرح المفردات:

● أولى:أحق وأقرب، أي له ولاية خاصة وتقدم على غيره.
● عصبته: أقاربه من جهة الذكور كالأب والابن والأخ والعم.
● دينًا: ما عليه من الديون والالتزامات المالية.
● ضياعًا: عيالاً وذرية لا عائل لهم، أو أموالاً ضائعة تحتاج إلى رعاية وكفالة.
● مولاه: وليه وناصره وكافله الذي يتولى أموره.

2. شرح الحديث:

يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على حقيقة عظيمة، وهي أن ولايته وصلته بالمؤمنين هي أعظم وأوثق من أي صلة أخرى، حتى من صلة الإنسان بنفسه. وهذا المعنى العظيم قد نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الأحق بهم، وهو أنصح لهم من أنفسهم، وطاعته مقدمة على هوى النفس.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم تطبيقًا عمليًا لهذه الولاية في جانب الميراث والكفالة، فيقول:
● «فأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه عصبه من كانوا»: هذا بيان لحكم شرعي، وهو أن الميراث يُوزع على الورثة الشرعيين (العصبة) كما بينه الله في كتابه. فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يأخذ من أموالهم شيئًا بغير حق، احترامًا لنظام الميراث الذي شرعه الله.
● «ومن ترك دينًا أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاه»: هنا تبرز ولايته الخاصة ونصرته. فإذا مات مؤمن وخلّف وراءه ديونًا لا يستطيع ورثته سدادها، أو خلّف عائلة (أيتامًا، نساءً) لا معيل لهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يتولى هو بنفسه سداد ذلك الدين أو كفالة أولئك العيال. فهو "المولى" أي المتكفل والراعي لهم، مما يخفف عن الورثة ويمنع الضياع.

3. الدروس المستفادة منه:

1- عظم حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: فله ولاية خاصة تجعل طاعته واتّباعه مقدمة على أي أمر آخر، حتى على هوى النفس.
2- كمال نصحه صلى الله عليه وسلم لأمته: فهو أنصح الخلق لأمته، يرشدهم إلى مصالحهم في الدنيا والآخرة، ويحمل عنهم ما ثقل عليهم.
3- بيان رحمته صلى الله عليه وسلم وتكافله الاجتماعي: حيث يتكفل بمن لا كافل له من أمته، ويقوم بسداد ديون الغارمين المعسرين، تطبيقًا عمليًا للتعاون والتكافل في المجتمع الإسلامي.
4- احترام النظام الشرعي: الحديث يوضح أن ولايته صلى الله عليه وسلم لا تلغي الأحكام الشرعية الثابتة (كقوانين الميراث)، بل تعمل في إطارها وتكمّلها في مواضع الحاجة.
5- فضل سداد دين الميت وكفالة الأيتام: يحث الحديث على هذه الأعمال العظيمة، التي كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة فيها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل عظيم في وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقديم محبته على محبة النفس والأهل والمال.
- استدل العلماء به على أن بيت المال هو وارث من لا وارث له، ويكفل ضعاف المسلمين، امتدادًا لمعنى ولاية النبي صلى الله عليه وسلم التي انتقلت إلى الخلفاء الراشدين ومن بعدهم ولاة الأمر المسلمين.
- فيه دليل على أن الدين يجب أن يُقضى من تركة الميت قبل تقسيم الميراث، وأنه حق للآدميين لا يسقط بالموت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٨١) عن إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن فليح، حدثنا أبي، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمره، عن أبي هريرة فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1165 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

📜 حديث: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية