حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤)﴾
ضعيف: رواه الترمذي (٣١٩٩)، وابن خزيمة (٨٦٥)، والحاكم (٢/ ٤١٥) كلهم من طريق زهير بن معاوية، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر يرويه الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه، ووافقه الذهبي.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
* خطر خطرة: أي خطر بباله وخاطره فكرة أو شكاية أو همّ من هموم الدنيا. والخطرة: هي الفكرة أو الوسوسة التي تخطر على القلب.
* المنافقون: هم الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
* قلبين: أي فؤادين أو عقلين، يقصدون أنه منقسم بين المسلمين والكفار.
ثانياً: شرح الحديث وقصته:
يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن قصة وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، وهي أعظم أحوال العبد ومناجاته لربه. فخطر ببال النبي صلى الله عليه وسلم أثناء صلاته أمر من أمور الدنيا، إما همّ من الهموم، أو تفكير في أمر يتعلق بالدعوة أو المسلمين. وهذا مما يعتري البشر، حتى الأنبياء في صلواتهم، فهم بشر، لكنهم معصومون من أن يستمر معهم هذا الشيطان أو يقرروه.
فانتهز المنافقون – الذين كانوا يصلون مع المسلمين ظاهرًا – هذه اللحظة ليعيبوا النبي صلى الله عليه وسلم ويزعزعوا ثقة الناس به، فقالوا متعجبين ساخرين: "ألا ترون أنه له قلبان؟! قلب هنا معكم في الصلاة، وقلب آخر مع أعدائكم (أي الكفار) يفكر فيهم ويشتغل بشؤونهم!"، أي اتهموه بالانشغال عن صلاته والتفكير في أعداء الله، وكأنه منقسم الولاء.
فأنزل الله تعالى ردًا عليهم وكشفًا لسوء مقصدهم وكذبهم، في قوله تعالى في سورة الأحزاب: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4]. أي أن الله تعالى يخبر حكمته الكونية والخلقية أنه لم يخلق لإنسان قلبين في جوفه، فكيف يكون له ولاءان متضادان؟! فالآية ترد على افترائهم بيانًا للحقيقة الخلقية، وهي استحالة أن يكون في الإنسان قلبان، فكيف يتصف بصفة خلقية مستحيلة؟! والمعنى الأعمق: أن الله لم يجعل لأحد قلبين، أحدهما للإيمان والآخر للنفاق، بل القلب واحد إما أن يكون سليمًا مؤمنًا أو مريضًا منافقًا.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عصمة النبي صلى الله عليه وسلم: الحادثة تبين أن خطورات الخواطر والشكايات أثناء الصلاة أمر بشري طبيعي، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من أن يلتفت لها أو يستمر عليها، بل كان أسرع الناس回归 إلى الله واستغفارًا.
2- كيد المنافقين ودسهم: يظهر الحديث كيف كان المنافقون يتربصون بالمسلمين والدعوة، ويحاولون النيل من مقام النبي صلى الله عليه وسلم بأدنى حجة واهية.
3- حماية الله لنبيه: الله تعالى هو الذي يتولى الدفاع عن نبيه، وينزل القرآن حجة دامغة على المفترين، مما يزيد المؤمنين يقينًا بنبوته وصدقه.
4- التسليم لحكمة الله في الخلق: الآية تذكرنا بحكمة الله في خلق الإنسان على الفطرة السليمة، وتركيبه التركيب الذي يتيح له الاختيار بين الإيمان والكفر بقلب واحد، لا يتوزع بينهما.
5- الرد على الشبهات بالحجة العلمية والمنطقية: رد الله على المنافقين كان ردًا عقليًا محكمًا، يبين استحالة ما ادعوه في أصل الخلقة.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة، حيث أخبر القرآن عن قصة حصلت في نفس اللحظة، وهو ما يسمى بالإعجاز الغيبي.
* يستدل العلماء بهذا الحديث على أن الخواطر التي تعرض للعبد في صلاته لا تؤثر على صحة الصلاة ما دام لم يتبعها ويتكلم بها أو يعمل بها.
* الآية التي نزلت هي مقدمة لبيان حكم مهم في الإسلام، وهو حكم الظهار، حيث أكمل الله الآية: {وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ}، فجمعت بين الرد على المنافقين وبيان حكم شرعي.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيذنا من نفاق القلوب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وفي الإسناد قابوس بن أبي ظبيان وهو ضعيف.
وفي المتن نكارة شديدة فإن النبي ﷺ لم يكن في قلبه مكان للمنافقين.
وأما حمل الآية على الظاهر بأن الله ما جعل لرجل من قلبين فهو خلاف للواقع، فقد وُجد من كان له أكثر من قلب، واحتيج إلى عملية جراحية.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1159 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1134 أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تزاني حليلة جارك
- 1135 لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق على...
- 1136 من أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخل الجنة
- 1137 ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟
- 1138 لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء لخرج عمله للناس
- 1139 فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما...
- 1140 الكبر بطر الحق، وغمط الناس
- 1141 لو اقسم على الله لابره
- 1142 الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه...
- 1143 مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله
- 1144 السلام عليكم آدخل؟ لا يحسن الاستئذان
- 1145 أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس
- 1146 إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له بها...
- 1147 ما جعل الله ميتة عبد بأرض إلا جعل له بها...
- 1148 إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها...
- 1149 كان النبي يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر الم تنزيل...
- 1150 كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل وتبارك...
- 1151 أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار
- 1152 عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم
- 1153 ثار من فراشه ووطائه إلى صلاته
- 1154 من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل
- 1155 ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على...
- 1156 في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا...
- 1157 ما أدنى أهل الجنة منزلة وما أعلاها
- 1158 مصائب الدنيا والروم والبطشة أو الدخان
- 1159 ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
- 1160 ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله
- 1161 كانوا يرون سالما ولدا وأنزل الله فيه ما علمت
- 1162 الاستسقاء بالنجوم، والنياحة
- 1163 من ادعى لغير أبيه وهو يعلمه فقد كفر
- 1164 من ترك دينا فعلي قضاؤه
- 1165 النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
- 1166 من ترك كلّا أو ضياعا فأنا وليه
- 1167 فأيكم ما ترك دينا أو ضيعة فادعوني، فأنا وليه
- 1168 والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا...
- 1169 من ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
- 1170 نسخ الارث بالحلف
- 1171 واخيت أنا كعب بن مالك وأورثونا وأورثناهم
- 1172 عن عائشة في قوله: إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ...
- 1173 دعاء: اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
- 1174 أهلكت عاد بالدبور
- 1175 من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة
- 1176 آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرؤها
- 1177 من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
- 1178 عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية في أنس...
- 1179 السائل عمن قضى نحبه
- 1180 اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
- 1181 حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء
- 1182 عزة الله ونصره لعبده المؤمن
- 1183 قال حين أجلي الأحزاب: الآن نغزوهم، ولا يغزوننا
معلومات عن حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
📜 حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








