حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤)﴾

روي عن عبد الله بن عباس قال: قام نبي الله ﷺ يوما يصلي، فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترى أن له قلبين: قلبا معكم، وقلبا معهم؟ فأنزل الله تعالى: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾.

ضعيف: رواه الترمذي (٣١٩٩)، وابن خزيمة (٨٦٥)، والحاكم (٢/ ٤١٥) كلهم من طريق زهير بن معاوية، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.

روي عن عبد الله بن عباس قال: قام نبي الله ﷺ يوما يصلي، فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترى أن له قلبين: قلبا معكم، وقلبا معهم؟ فأنزل الله تعالى: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر يرويه الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه، ووافقه الذهبي.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
* خطر خطرة: أي خطر بباله وخاطره فكرة أو شكاية أو همّ من هموم الدنيا. والخطرة: هي الفكرة أو الوسوسة التي تخطر على القلب.
* المنافقون: هم الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
* قلبين: أي فؤادين أو عقلين، يقصدون أنه منقسم بين المسلمين والكفار.
ثانياً: شرح الحديث وقصته:
يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن قصة وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، وهي أعظم أحوال العبد ومناجاته لربه. فخطر ببال النبي صلى الله عليه وسلم أثناء صلاته أمر من أمور الدنيا، إما همّ من الهموم، أو تفكير في أمر يتعلق بالدعوة أو المسلمين. وهذا مما يعتري البشر، حتى الأنبياء في صلواتهم، فهم بشر، لكنهم معصومون من أن يستمر معهم هذا الشيطان أو يقرروه.
فانتهز المنافقون – الذين كانوا يصلون مع المسلمين ظاهرًا – هذه اللحظة ليعيبوا النبي صلى الله عليه وسلم ويزعزعوا ثقة الناس به، فقالوا متعجبين ساخرين: "ألا ترون أنه له قلبان؟! قلب هنا معكم في الصلاة، وقلب آخر مع أعدائكم (أي الكفار) يفكر فيهم ويشتغل بشؤونهم!"، أي اتهموه بالانشغال عن صلاته والتفكير في أعداء الله، وكأنه منقسم الولاء.
فأنزل الله تعالى ردًا عليهم وكشفًا لسوء مقصدهم وكذبهم، في قوله تعالى في سورة الأحزاب: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4]. أي أن الله تعالى يخبر حكمته الكونية والخلقية أنه لم يخلق لإنسان قلبين في جوفه، فكيف يكون له ولاءان متضادان؟! فالآية ترد على افترائهم بيانًا للحقيقة الخلقية، وهي استحالة أن يكون في الإنسان قلبان، فكيف يتصف بصفة خلقية مستحيلة؟! والمعنى الأعمق: أن الله لم يجعل لأحد قلبين، أحدهما للإيمان والآخر للنفاق، بل القلب واحد إما أن يكون سليمًا مؤمنًا أو مريضًا منافقًا.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عصمة النبي صلى الله عليه وسلم: الحادثة تبين أن خطورات الخواطر والشكايات أثناء الصلاة أمر بشري طبيعي، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من أن يلتفت لها أو يستمر عليها، بل كان أسرع الناس回归 إلى الله واستغفارًا.
2- كيد المنافقين ودسهم: يظهر الحديث كيف كان المنافقون يتربصون بالمسلمين والدعوة، ويحاولون النيل من مقام النبي صلى الله عليه وسلم بأدنى حجة واهية.
3- حماية الله لنبيه: الله تعالى هو الذي يتولى الدفاع عن نبيه، وينزل القرآن حجة دامغة على المفترين، مما يزيد المؤمنين يقينًا بنبوته وصدقه.
4- التسليم لحكمة الله في الخلق: الآية تذكرنا بحكمة الله في خلق الإنسان على الفطرة السليمة، وتركيبه التركيب الذي يتيح له الاختيار بين الإيمان والكفر بقلب واحد، لا يتوزع بينهما.
5- الرد على الشبهات بالحجة العلمية والمنطقية: رد الله على المنافقين كان ردًا عقليًا محكمًا، يبين استحالة ما ادعوه في أصل الخلقة.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة، حيث أخبر القرآن عن قصة حصلت في نفس اللحظة، وهو ما يسمى بالإعجاز الغيبي.
* يستدل العلماء بهذا الحديث على أن الخواطر التي تعرض للعبد في صلاته لا تؤثر على صحة الصلاة ما دام لم يتبعها ويتكلم بها أو يعمل بها.
* الآية التي نزلت هي مقدمة لبيان حكم مهم في الإسلام، وهو حكم الظهار، حيث أكمل الله الآية: {وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ}، فجمعت بين الرد على المنافقين وبيان حكم شرعي.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيذنا من نفاق القلوب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٩٩)، وابن خزيمة (٨٦٥)، والحاكم (٢/ ٤١٥) كلهم من طريق زهير بن معاوية، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
وفي الإسناد قابوس بن أبي ظبيان وهو ضعيف.
وفي المتن نكارة شديدة فإن النبي ﷺ لم يكن في قلبه مكان للمنافقين.
وأما حمل الآية على الظاهر بأن الله ما جعل لرجل من قلبين فهو خلاف للواقع، فقد وُجد من كان له أكثر من قلب، واحتيج إلى عملية جراحية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1159 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

  • 📜 حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب