لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

حديث: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٢٤)﴾

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر».

صحيح: رواه مسلم في كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها (٢٢٤٦: ٥) عن زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر».

أولاً. شرح المفردات:

● لا تسبوا: النهي عن السبِّ والشتم والذم.
● الدهر: الزمان وما يجري فيه من أحداث وأوقات.
● فإن الله هو الدهر: أي أن الله تعالى هو مدبر الدهر وخالقه، فمن سب الدهر فقد سب الله تعالى.

ثانياً. شرح الحديث:

هذا الحديث النبوي الشريف ينهى المسلم عن سب الدهر أو ذم الزمان، لأن الدهر هو مخلوق من مخلوقات الله، والله تعالى هو الذي يدبر أحداثه ويقدر ما يجري فيه. فإذا قال الإنسان مثلاً: "يا خيبة الدهر" أو "الدهر ظالم" أو "الدهر لا يعرف إلا الأقوياء" ونحو ذلك، فإنه يكون قد أخطأ؛ لأن هذه الألفاظ تتضمن اتهاماً للدهر بالظلم أو السوء، والدهر ليس فاعلاً بنفسه، بل هو مسخر بأمر الله تعالى.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فإن الله هو الدهر» لا يعني أن الله هو الزمان نفسه – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – بل المعنى أن الله هو الذي يصرِّف الدهر ويقدر أحداثه، فالفاعل الحقيقي هو الله تعالى، والدهر مجرد وعاء للأحداث. فمن سب الدهر فقد نسب السوء إلى الله تعالى، لأنه هو المدبر له.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- تحريم سب الدهر: لأنه يتضمن الطعن في تقدير الله تعالى وحكمته.
2- التعظيم الصحيح لله تعالى: فالله هو المدبر لكل شيء، ولا يجوز أن ينسب الشر أو السوء إليه.
3- الصبر على أقدار الله: فما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره، ويجب على المسلم أن يصبر ويحتسب.
4- التأدب في الكلام: فالمسلم مطالب بأن يحسن اختيار ألفاظه، فلا يتكلم إلا بخير.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي توضح عقيدة المسلم في القضاء والقدر، وأن كل شيء بقدر الله.
- وردت أحاديث أخرى تحذر من سب الدهر، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار» (رواه البخاري ومسلم).
- ينبغي للمسلم إذا أصابته مصيبة أن يقول: "قدر الله وما شاء فعل"، ولا يلوم الدهر أو الزمان.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفهم في الدين، وأن يجعلنا من المتقين الذين يحسنون القول والعمل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها (٢٢٤٦: ٥) عن زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.
وروي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يقول الله: استقرضت عبدي فلم يقرضني، ويشتمني عبدي وهو لا يدري، يقول: وادهراه، وادهراه، وأنا الدهر».
رواه أحمد (٧٩٨٨) وأبو يعلى (٦٤٦٦) وصحّحه ابن خزيمة (٢٤٧٩) والحاكم (١/ ٤١٨) كلهم من طرق عن محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وفيه ابن إسحاق مدلس قد عنعن، ولم يتابعه عليها أحد بهذا اللفظ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1388 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

📜 حديث: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية