حديث: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٣)﴾

عن ابن عباس قال: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه، وأبقى الآخر، فأنزل الله عز وجل: ﴿مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾.

حسن: رواه النسائي في الكبرى (١١٤٢١) وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٥٢،٤٥٣) كلاهما من طريق مطرف، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه، وأبقى الآخر، فأنزل الله ﷿: ﴿مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الأثر الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:

نص الأثر:


عن ابن عباس قال: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه، وأبقى الآخر، فأنزل الله: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الجاثية: 23].

1. شرح المفردات:


● يعبد الحجر: يتخذه إلهاً ويتذلل له.
● أحسن منه: أي أكبر أو أملس أو أنصع لوناً.
● أبقى الآخر: تركه ولم يعد يعبده.
● هَوَاهُ: ما تميل إليه نفسه وتشتهيه دون دليل أو هدى.

2. شرح الأثر ومعناه:


يصف ابن عباس رضي الله عنهما حال بعض العرب في الجاهلية قبل الإسلام، حيث كان أحدهم يختار حجراً من الأرض فيعبده ويتخذه إلهاً. فإذا مر بحجر آخر أجمل شكلاً أو أكبر حجماً أو أصفى لوناً، ترك إلهه الأول وانتقل إلى عبادة الحجر الجديد، متبعاً هواه وما ترغب فيه نفسه دون عقل أو منطق.
فبيّن ابن عباس أن هذه الآية الكريمة ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ نزلت في وصف مثل هذا الشخص، الذي جعل هواه إلهاً يعبده، يتبعه حيثما قاده دون التفات إلى الحق أو الباطل.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● بيان حقيقة الشرك: يظهر هذا الأثر سخافة الشرك وعدم عقليته، حيث يعبد الإنسان حجراً لا يضر ولا ينفع، ويستبدله بغيره لمجرد الهوى.
● اتباع الهوى طريق الضلال: التحذير من جعل الهوى إلهاً يُتبع، فيصبح مراد الشخص هو ما تهواه نفسه، لا ما أمر به الله ورسوله.
● عظمة التوحيد: يقابل هذا السلوك الجاهلي عظمة التوحيد واتِّباع الوحي، فالعبد المؤمن يعبد الله الواحد الذي لا شريك له، ويتبع ما أنزل على رسله، لا أهواء النفوس.
● ذم التقليد الأعمى: ذمُّ التقليد في الدين دون دليل أو برهان، وهو حال كثير من الضالين الذين يقلدون آباءهم ومجتمعاتهم في الضلال.

4. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الإمام الطبري في "تفسيره" والإمام ابن أبي حاتم في "تفسيره" وغيرهما.
- الآية الكريمة ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ هي من سورة الجاثية، وهي تذكير بعاقبة من اتبع هواه وكذب بآيات الله.
- المعنى العام للآية يتسع ليشمل كل من جعل هواه غايةً يتبعها، ويحكمها في كل شيء، فيحلّ ما يشتهي ويحرّم ما يكره، دون الرجوع إلى شرع الله.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على التوحيد، ويجنبنا اتباع الهوى، ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١١٤٢١) وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٥٢،٤٥٣) كلاهما من طريق مطرف، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل جعفر وهو ابن أبي المغيرة القمي، فإنه حسن الحديث.
تنبيه: في مطبوعة مستدرك الحاكم: «جعفر بن إياس»، وكذا في إتحاف المهرة (٧/ ١٥٣)، فالظاهر أنه خطأ قديم؛ لأن مطرفا من تلاميذ جعفر بن أبي المغيرة.
ثم وجدتُّ أن المزيّ أيضا ذكر هذا الحديث في تحفة الأشراف (٥٤٦٨) في ترجمة جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وفي معناه قول أبي رجاء العطاردي، رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٦،٤٣٧٧) ولكن ليس فيه ذكر نزول الآية، وهو مذكور في كتاب سيرة النبي ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1385 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه

  • 📜 حديث: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب