حديث: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠)﴾
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٥٠)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤٦: ٣٦) كلاهما من طريق عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
أولاً. نص الحديث كاملاً كما ورد في الصحيحين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ؟ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا».
ثانياً. شرح المفردات:
● تَحَاجَّتْ: أي تخاصمت وتنازعت وادعت كل واحدة منهما حجتها.
● أُوثِرْتُ: من الإيثار، أي خُصصت بي وأُعطيت من لا يستحقون غيري.
● الْمُتَكَبِّرِينَ: الذين يتعظمون على الخلق ويتكبرون عن طاعة الله.
● الْمُتَجَبِّرِينَ: الجبابرة والطغاة المتسلطين على الناس بالظلم.
● ضُعَفَاءُ النَّاسِ: الفقراء والمساكين الذين لا منعة لهم في الدنيا.
● سَقَطُهُمْ: أي من لا قيمة لهم في أعين الناس، كالفقراء والعبيد والضعفاء.
● مِلْؤُهَا: ما يملؤها من الخلق، فكل واحدة ستمتلئ بالعدد الذي كتبه الله لها.
ثالثاً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن حوار جرى بين الجنة والنار، بأمر الله وإذنه، ليظهر لنا حكمة الله في قسمة الخلق بينهما.
1- شكوى النار: تشتكي النار قائلة: لقد أُعطيتُ وأُثِرْتُ بنوعية معينة من الناس، وهم المتكبرون والمتجبرون، أي أصحاب الكبر والعلو والظلم في الأرض. وهذا ليس على وجه الحقيقة أن النار تعترض على قضاء الله، بل هو إخبار عن حكمة الله في تقديره، وأن هؤلاء المتكبرين جزاؤهم الطبيعي هو النار.
2- شكوى الجنة: تقول الجنة: لماذا لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ أي الفقراء والمساكين، والذين ليس لهم مكانة في الدنيا. وهذا أيضاً لإظهار فضل الله ورحمته، وأنه تعالى يختار من يشاء لدخول الجنة، ولا علاقة لذلك بالمناصب الدنيوية.
3- رد الله تعالى: فيقيم الله العدل ويبين الحكمة:
● يقول للجنة: «أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي». أي أن الجنة هي مجمع رحمتي، أدخل فيها من أشاء برحمتي وفضلي، لا بأعمالهم وحدها.
● ويقول للنار: «إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي». أي أن النار هي وعاء عذابي، أعذب بها من استحق العذاب بكفره أو معصيته.
4- الخاتمة: «وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا». أي أن كلاً من الجنة والنار ستمتلئان بالعدد الذي قدَّره الله تعالى، فلا تبقى واحدة منهما فيها vacancy، بل تمتلئان بالكامل.
رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- التواضع خير وسيلة للفوز: الحديث يظهر أن المتكبرين والمتجبرين هم من أهل النار، بينما الضعفاء والمساكين (المتواضعين) هم من أهل الجنة. وهذا يحث المسلم على التواضع وعدم التكبر.
2- العدل الإلهي: الله تعالى هو الحَكَم العدل، وهو الذي يقسم الخلق بين الجنة والنار بحكمته البالغة وعلمه المطلق.
3- الرحمة الإلهية: دخول الجنة هو محض فضل من الله ورحمته، وليس بالأعمال فقط، فالعمل الصالح هو سبب لدخول الجنة، ولكن القبول والفضل هو من الله تعالى.
4- التحذير من الكبر والجبروت: الحديث تحذير شديد من صفات الكبر والعلو في الأرض، فهي من صفات أهل النار.
5- الاهتمام بالضعفاء والمساكين: ينبغي للمسلم أن يهتم بهم ويحسن إليهم، فهم من أحباب الله وأهل جنته.
6- اليقين بقضاء الله: كل شيء بقدر الله، والجنة والنار ستمتلئان بالعدد الذي كتبه الله، فلا يزيد أحد فيهما ولا ينقص.
خامساً:
معلومات إضافية:- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر عظمة الله وحكمته في خلقه.
- فيه إثبات صفة الكلام لله تعالى كما يليق بجلاله.
- وهو من الأحاديث التي تحث على التواضع وذم الكبر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، ويبعدنا عن النار وأهلها، وأن يرزقنا
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1389 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1364 صلوا ما بيني وبينكم من القرابة
- 1365 الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته
- 1366 ما خير رسول الله في أمرين إلا أخذ أيسرهما
- 1367 لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في...
- 1368 لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا
- 1369 إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا
- 1370 إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا...
- 1371 أما ترضى أن تكون لهم في الدُّنيا ولنا في الآخرة؟
- 1372 لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير
- 1373 الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
- 1374 ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
- 1375 ما يصدون قومك من مثل ابن مريم
- 1376 «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»
- 1377 منزلك في الجنة ومنزلك في النار
- 1378 النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك
- 1379 تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان
- 1380 أن قريشا لما استعصت على النبي ﷺ دعا عليهم بسنين...
- 1381 خمس قد مضين: اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان.
- 1382 إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى...
- 1383 ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا
- 1384 أهل الجنة لا ينامون لأن النوم أخو الموت
- 1385 كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه...
- 1386 ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل...
- 1387 يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره
- 1388 لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر
- 1389 تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
- 1390 فإني أنساك كما نسيتني
- 1391 العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته
- 1392 الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ
- 1393 من يكرمه الله؟
- 1394 يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله...
- 1395 من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام
- 1396 الذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني
- 1397 ما يؤمني أن يكون فيه عذاب
- 1398 عنوان الحديث: النبي ﷺ إذا عصفت الريح كان يقول اللهم...
- 1399 حملت عجوزًا ولا أشعر أنها خصمي
- 1400 استماع الجن للقرآن وأنصاتهم له
- 1401 ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم
- 1402 كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟
- 1403 ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة
- 1404 أعجب ما جاءتك به جنيتك
- 1405 الشهيد: يرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن...
- 1406 ست خصال يمنحها الله للشهيد عند استشهاده
- 1407 الشهيد يغفر له كل ذنب الا الدين
- 1408 المؤمنون يُحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 1409 لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا
- 1410 الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد
- 1411 يأكل المسلم في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1412 المؤمن يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
- 1413 المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
معلومات عن حديث: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
📜 حديث: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








