حديث: لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن ابن عمر قال: صعد رسول الله ﷺ المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: «يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيِّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك، وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.

حسن: رواه الترمذي (٢٠٣٢) وابن حبان (٥٧٦٣) كلاهما من طريق الفضل بن موسى، حدثنا الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره.

عن ابن عمر قال: صعد رسول الله ﷺ المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: «يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيِّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك، وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل تحذيرًا شديدًا من أذية المسلمين والتجسس على عوراتهم. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا وفق المنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● صعد المنبر: ارتقى مكان الخطبة العالي ليسمعه الناس.
● نادى بصوت رفيع: رفع صوته ليبلغ الحاضرين جميعًا، دلالة على أهمية ما سيقوله.
● أسلم بلسانه: نطق بالشهادتين ظاهرًا.
● لم يفض الإيمان إلى قلبه: لم يدخل الإيمان حقيقةً إلى قلبه، أي أن إيمانه ضعيف أو منافق.
● لا تؤذوا المسلمين: لا تسببوا لهم أي أذىً نفسي أو جسدي أو معنوي.
● لا تعيِّروهم: لا تذكروهم بعيوبهم أو تعيروهم بها.
● لا تتبعوا عوراتهم: لا تبحثوا عن أسرارهم وعيوبهم الخفية.
● تتبع الله عورته: يكشف الله ستره ويظهر عيوبه.
● يفضحه: يفضحه ويبين عيوبه للناس.
● جوف رحله: داخل بيته وخيمته، أي في أخص أماكنه وأكثرها حميمية.

2. شرح الحديث:


ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم خطبته بنداء موجه إلى فئة معينة: الذين أظهروا الإسلام بألسنتهم ولكن قلوبهم لم تكن ممتلئة بالإيمان الحقيقي. وهذا تحذير لهم من الاستمرار في سلوكياتهم الخاطئة.
ثم ذكر ثلاثة محرمات كبرى:
● عدم إيذاء المسلمين: يشمل جميع أنواع الأذى من ظلم أو غيبة أو نميمة أو ضرر.
● عدم تعييرهم: أي عدم إهانتهم بذكر عيوبهم أو التندر بها.
● عدم تتبع عوراتهم: وهو التحذير الأكبر، وهو التجسس والبحث عن عيوب الناس الخفية.
ثم بين العقوبة الإلهية على من يتتبع عورات المسلمين، وهي من القواعد الشرعية العظيمة: جزاء من جنس العمل. فمن يتتبع عيوب الناس ويحب كشف ستورهم، فإن الله تعالى سيكشف ستره ويظهر عيوبه، حتى في بيته وأخص أماكنه، حيث لا يخطر بباله أن يفضح هناك.
وفي نهاية الأثر، ينقل ابن عمر رضي الله عنهما نظرته التقديرية لحرمة المؤمن، حيث يقارن بين حرمة البيت الحرام - وهو أعظم مكان في الأرض - وحرمة المؤمن، فيعلن أن المؤمن أعظم حرمة عند الله من الكعبة نفسها. وهذا يدل على المكانة العظيمة للمسلم عند ربه.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة حرمة المسلم: للمسلم حرمة عظيمة يجب احترامها وصيانتها.
● تحريم إيذاء المسلم: بأي شكل من الأشكال، سواء بالقول أو الفعل.
● النهي عن التجسس: البحث عن عورات المسلمين وعيوبهم من كبائر الذنوب.
● الجزاء من جنس العمل: من يتتبع عورات الناس فضحه الله حتى في بيته.
● التربية على حفظ اللسان: وعدم استخدامه في إيذاء الآخرين أو تعييرهم.
● التحذير من النفاق العملي: حيث خاطب النبي من لم يكتمل إيمان قلوبهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
● من تتبع عورات الناس يُخشى عليه أن يكون من المنافقين، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 58].
● حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًا، فلا يجوز انتهاك حرمته أو اغتيابه بعد موته.
● الواجب على المسلم ستر عورات إخوانه والدفاع عن أعراضهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه».
نسأل الله أن يحفظ أعراضنا ويستر عيوبنا، وأن يجعلنا من الذين يحفظون حقوق إخوانهم المسلمين.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٠٣٢) وابن حبان (٥٧٦٣) كلاهما من طريق الفضل بن موسى، حدثنا الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد وشيخه أوفى بن دلهم، فكلاهما حسن الحديث.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1490 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم

  • 📜 حديث: لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب