حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١)﴾

عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت الآية، قدم رسول الله ﷺ المدينة وما منا رجل إلا له اسمان أو ثلاثة، كان إذا دعا الرجل بالاسم، قلنا: يا رسول الله! إنه يغضب من هذا، فأنزلت: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

صحيح: رواه أبو داود (٤٩٦٢) والترمذي (٣٢٦٨) وابن ماجه (٣٧٤١) وصحّحه ابن حبان (٥٧٠٩) والحاكم (٢/ ٤٦٣) كلهم من طريق داود بن أبي هند، قال: سمعت عامرا الشعبي، يحدث عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: فذكره.

عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت الآية، قدم رسول الله ﷺ المدينة وما منا رجل إلا له اسمان أو ثلاثة، كان إذا دعا الرجل بالاسم، قلنا: يا رسول الله! إنه يغضب من هذا، فأنزلت: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه، يروي لنا قصة نزول آية عظيمة من كتاب الله تعالى، وهي قوله سبحانه: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة الحجرات: 11].
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، مقسم على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


* تَنَابَزُوا: من النبز، وهو اللقب الذي يُذم به الإنسان أو يُعاب. والتَنابُز هو أن يلقب الرجل أخاه بلقب قبيح يكرهه، فيرد عليه بمثله، فيتنابزان ويتعايران بتلك الألقاب.
* بِالْأَلْقَابِ: جمع لقب، وهو الاسم الذي يُطلق على الشخص غير اسمه الحقيقي، وغالبًا ما يكون لذمّه أو السخرية منه.
* بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ: "بئس" للذم، أي: بئس الشيء اسم الفسوق. والفسوق هنا هو الخروج عن الطاعة، أي: بئس الاسم الذي يدل على فسق صاحبه وخروجه عن الحق.
* بَعْدَ الْإِيمَانِ: أي بعد أن آمنتم وعرفتم حرمة المؤمن وأخوته في الدين.
* وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ: التوبة هي الرجوع عن هذا الفعل القبيح، والظلم هنا هو وضع الشيء في غير موضعه، وذلك بظلم أخيه المؤمن وإيذائه.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه عن سبب نزول هذه الآية الكريمة، فيقول إنها نزلت فيهم، أي في صحابة رسول الله ﷺ.
وكانت الحالة الاجتماعية في المدينة قبل الإسلام أن يكون للرجل أكثر من اسم (اسمان أو ثلاثة)، بعضها قد يكون ألقابًا يُدعى بها، بعضها طيب وبعضها خبيث قبيح. فلما قدم النبي ﷺ المدينة وبدأ يدعو الناس بأسمائهم التي يعرفها، كان أحيانًا يدعو رجلاً بلقبٍ كان معهودًا له في الجاهلية، ولكن هذا اللقب قد يكون سيئًا أو مما يُغضب صاحبه ويُؤذيه بعد أن دخل في الإسلام وترك حال الجاهلية.
فكان الصحابة رضوان الله عليهم، حرصًا منهم على مشاعر إخوانهم، يقولون للنبي ﷺ: "يا رسول الله! إنه يغضب من هذا (اللقب)، فلا تدعه به". فأنزل الله تعالى هذه الآية تأديبًا للمؤمنين وتحذيرًا لهم من التنابز بالألقاب، وأمرهم بأن يدعوا الناس بما يحبون من الأسماء والألقاب الحسنة.

3. الدروس المستفادة منه:


هذا الحديث العظيم يحمل بين طياته دروسًا عظيمة وأخلاقًا سامية، منها:
* تحريم التنابز بالألقاب: يحرم على المسلم أن ينادي أخاه المسلم بلقب يكرهه، سواء كان هذا اللقب يصف عيبًا في خلقته، أو في نسبه، أو في مهنته، أو في أي صفة من صفاته. وهذا من كمال الإسلام ورفعه لحقوق المسلم وآدميته.
* مراعاة مشاعر الآخرين: الإسلام دين الرحمة واللباقة، فيجب على المسلم أن يراعي مشاعر إخوانه، ويختار من الكلمات أحسنها، ومن الأسماء ما يسرهم ولا يغضبهم. فعل الصحابة رضي الله عنهم خير دليل على هذا الخلق الرفيع.
* التوبة من الذنوب الاجتماعية: الذنوب لا تقتصر على العبادات فقط، بل إيذاء الناس والاعتداء على أعراضهم ومشاعرهم من الذنوب العظيمة التي يجب التوبة منها. وقد هدد الله من لم يتب من هذا الفعل بالظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.
* التعليم برفق: طريقة الصحابة في التصحيح للنبي ﷺ كانت مليئة بالأدب والاحترام، فلم يقطعوا عليه الكلام، بل نبهوه برفق قائلين: "يا رسول الله! إنه يغضب من هذا". فهذا أدب في التعلم والتعليم.
* تكريم الإنسان: الإسلام يكرم الإنسان بغض النظر عن أصله أو لونه أو شكله، فلا يجوز أن يكون شيء من هذا مدعاة للتنقص أو السخرية. فالإيمان هو المعيار الوحيد للتفاضل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وقال عنه الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وهو حسن.
* الآية وردت في سورة الحجرات، وهي سورة عظيمة تضمنت العديد من الآداب الاجتماعية التي تنظم حياة المجتمع المسلم، مثل أدب الحديث مع النبي ﷺ، وآداب الأخوة، واجتناب الظن والسخرية والغيبة.
* ليس كل لقب محرمًا، فإذا كان اللقب حسنًا ولا يحمل معنى مذمومًا ولا يكرهه صاحبه، فلا بأس به، كأن يلقب الشخص بالصديق أو الفاروق أو بأسماء المدن كالحجازي أو المصري، أو بمحاسن صفاته كالأمين.
* من تاب من هذه المعصية وعزم على عدم العودة إليها، وطلب العفو ممن أسمعه ما يكره، غفر الله له، فإن كانت السخرية قد وصلت إلى المَسُوء فله أن يستحله منها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول في
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩٦٢) والترمذي (٣٢٦٨) وابن ماجه (٣٧٤١) وصحّحه ابن حبان (٥٧٠٩) والحاكم (٢/ ٤٦٣) كلهم من طريق داود بن أبي هند، قال: سمعت عامرا الشعبي، يحدث عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1482 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ

  • 📜 حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب