حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١)﴾
صحيح: رواه أبو داود (٤٩٦٢) والترمذي (٣٢٦٨) وابن ماجه (٣٧٤١) وصحّحه ابن حبان (٥٧٠٩) والحاكم (٢/ ٤٦٣) كلهم من طريق داود بن أبي هند، قال: سمعت عامرا الشعبي، يحدث عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه، يروي لنا قصة نزول آية عظيمة من كتاب الله تعالى، وهي قوله سبحانه: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة الحجرات: 11].
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، مقسم على النحو التالي:
1. شرح المفردات:
* تَنَابَزُوا: من النبز، وهو اللقب الذي يُذم به الإنسان أو يُعاب. والتَنابُز هو أن يلقب الرجل أخاه بلقب قبيح يكرهه، فيرد عليه بمثله، فيتنابزان ويتعايران بتلك الألقاب.
* بِالْأَلْقَابِ: جمع لقب، وهو الاسم الذي يُطلق على الشخص غير اسمه الحقيقي، وغالبًا ما يكون لذمّه أو السخرية منه.
* بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ: "بئس" للذم، أي: بئس الشيء اسم الفسوق. والفسوق هنا هو الخروج عن الطاعة، أي: بئس الاسم الذي يدل على فسق صاحبه وخروجه عن الحق.
* بَعْدَ الْإِيمَانِ: أي بعد أن آمنتم وعرفتم حرمة المؤمن وأخوته في الدين.
* وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ: التوبة هي الرجوع عن هذا الفعل القبيح، والظلم هنا هو وضع الشيء في غير موضعه، وذلك بظلم أخيه المؤمن وإيذائه.
2. شرح الحديث:
يخبر الصحابي الجليل أبو جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه عن سبب نزول هذه الآية الكريمة، فيقول إنها نزلت فيهم، أي في صحابة رسول الله ﷺ.
وكانت الحالة الاجتماعية في المدينة قبل الإسلام أن يكون للرجل أكثر من اسم (اسمان أو ثلاثة)، بعضها قد يكون ألقابًا يُدعى بها، بعضها طيب وبعضها خبيث قبيح. فلما قدم النبي ﷺ المدينة وبدأ يدعو الناس بأسمائهم التي يعرفها، كان أحيانًا يدعو رجلاً بلقبٍ كان معهودًا له في الجاهلية، ولكن هذا اللقب قد يكون سيئًا أو مما يُغضب صاحبه ويُؤذيه بعد أن دخل في الإسلام وترك حال الجاهلية.
فكان الصحابة رضوان الله عليهم، حرصًا منهم على مشاعر إخوانهم، يقولون للنبي ﷺ: "يا رسول الله! إنه يغضب من هذا (اللقب)، فلا تدعه به". فأنزل الله تعالى هذه الآية تأديبًا للمؤمنين وتحذيرًا لهم من التنابز بالألقاب، وأمرهم بأن يدعوا الناس بما يحبون من الأسماء والألقاب الحسنة.
3. الدروس المستفادة منه:
هذا الحديث العظيم يحمل بين طياته دروسًا عظيمة وأخلاقًا سامية، منها:
* تحريم التنابز بالألقاب: يحرم على المسلم أن ينادي أخاه المسلم بلقب يكرهه، سواء كان هذا اللقب يصف عيبًا في خلقته، أو في نسبه، أو في مهنته، أو في أي صفة من صفاته. وهذا من كمال الإسلام ورفعه لحقوق المسلم وآدميته.
* مراعاة مشاعر الآخرين: الإسلام دين الرحمة واللباقة، فيجب على المسلم أن يراعي مشاعر إخوانه، ويختار من الكلمات أحسنها، ومن الأسماء ما يسرهم ولا يغضبهم. فعل الصحابة رضي الله عنهم خير دليل على هذا الخلق الرفيع.
* التوبة من الذنوب الاجتماعية: الذنوب لا تقتصر على العبادات فقط، بل إيذاء الناس والاعتداء على أعراضهم ومشاعرهم من الذنوب العظيمة التي يجب التوبة منها. وقد هدد الله من لم يتب من هذا الفعل بالظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.
* التعليم برفق: طريقة الصحابة في التصحيح للنبي ﷺ كانت مليئة بالأدب والاحترام، فلم يقطعوا عليه الكلام، بل نبهوه برفق قائلين: "يا رسول الله! إنه يغضب من هذا". فهذا أدب في التعلم والتعليم.
* تكريم الإنسان: الإسلام يكرم الإنسان بغض النظر عن أصله أو لونه أو شكله، فلا يجوز أن يكون شيء من هذا مدعاة للتنقص أو السخرية. فالإيمان هو المعيار الوحيد للتفاضل.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وقال عنه الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وهو حسن.
* الآية وردت في سورة الحجرات، وهي سورة عظيمة تضمنت العديد من الآداب الاجتماعية التي تنظم حياة المجتمع المسلم، مثل أدب الحديث مع النبي ﷺ، وآداب الأخوة، واجتناب الظن والسخرية والغيبة.
* ليس كل لقب محرمًا، فإذا كان اللقب حسنًا ولا يحمل معنى مذمومًا ولا يكرهه صاحبه، فلا بأس به، كأن يلقب الشخص بالصديق أو الفاروق أو بأسماء المدن كالحجازي أو المصري، أو بمحاسن صفاته كالأمين.
* من تاب من هذه المعصية وعزم على عدم العودة إليها، وطلب العفو ممن أسمعه ما يكره، غفر الله له، فإن كانت السخرية قد وصلت إلى المَسُوء فله أن يستحله منها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول في
تخريج الحديث
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1482 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1457 بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم
- 1458 عن أبي هريرة: أنزل الله في كتابه قوما استكبروا لا...
- 1459 خرج معتمرًا فحال كفار قريش بينه وبين البيت
- 1460 أمر النبي أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ليرى المشركون جلدهم.
- 1461 حلق النبي وطائفة من أصحابه وقصر بعضهم
- 1462 اللهم ارحم المحلِّقين والمقصرين
- 1463 لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده
- 1464 أي الناس خير؟ قال: القرن الذي أنا فيه
- 1465 سبب نزول: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله
- 1466 كاد الخيّران أن يهلكا أبو بكر وعمر
- 1467 يا أبا عمرو! ما شأن ثابت أشتكى؟
- 1468 لا بل هو من أهل الجنة
- 1469 من غض صوته عند رسول الله لا يكلمه إلا كأخي...
- 1470 عنوان الحديث: "إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي...
- 1471 اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت
- 1472 من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن
- 1473 لحمار رسول الله أطيب ريحا منك
- 1474 انصر أخاك ظالما أو مظلوما
- 1475 المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن
- 1476 المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه
- 1477 لك بمثل
- 1478 من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من...
- 1479 المؤمنون كالبنيان يشد بعضهم بعضا
- 1480 مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد
- 1481 المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد
- 1482 وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
- 1483 لا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا
- 1484 بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
- 1485 لا يحل لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلاث ليال
- 1486 الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره
- 1487 ما يسرني أني حكيت رجلا، وأن لي كذا وكذا
- 1488 من يتَّبع عورات المسلمين يفضحه الله في بيته
- 1489 من تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته
- 1490 لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم
- 1491 هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين
- 1492 لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون...
- 1493 أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم...
- 1494 الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون
- 1495 تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
- 1496 إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى...
- 1497 خيار الناس في الجاهلية والإسلام
- 1498 لا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود إلا...
- 1499 طف الصاع لم تملؤوه ليس لأحد على أحد فضل إلا...
- 1500 إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار
- 1501 إيتكلمون هكذا؟
- 1502 كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)
- 1503 صلى بنا رسول الله ﷺ فقرأ ق والقرآن المجيد
- 1504 ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله...
- 1505 كان يقرأ بـ ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر
- 1506 فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني
معلومات عن حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
📜 حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








