بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

حديث: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا»، ويشير إلى صدره ثلاث مرات: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على
المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٦٤) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود - يعني ابن قيس -، عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي جمع بين النهي عن الأخلاق الذميمة والأمر بالأخلاق الحميمة:

الحديث بتمامه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا»، ويشير إلى صدره ثلاث مرات: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».

1. شرح المفردات:

● لا تحاسدوا: النهي عن الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن الغير.
● ولا تناجشوا: النهي عن النجش، وهو أن يزيد في ثمن سلعة لا يرغب في شرائها ليوهم الآخرين أنها تساوي أكثر.
● ولا تباغضوا: النهي عن التباغض، وهو التقاطع والعداوة.
● ولا تدابروا: النهي عن التدابر، وهو أن يعرض أحدكم عن أخيه ويوليَه ظهره.
● ولا يبع بعضكم على بيع بعض: النهي عن أن يبيع أحد على بيع أخيه، بأن يعرض سلعة مثلها بسعر أقل بعد أن اتفق المشتري مع البائع.
● لا يظلمه: لا يعتدي عليه بحق من حقوقه.
● ولا يخذله: لا يترك نصرته حين يحتاج إلى المساعدة.
● ولا يحقره: لا يستصغره أو يحتقر شأنه.
● بحسب امرئ من الشر: يكفيه شرًا وعيبًا.
● كل المسلم على المسلم حرام: أي أن دم المسلم وماله وعرضه محرمة لا يجوز الاعتداء عليها.

2. شرح الحديث:

يبدأ الحديث بتحذير النبي ﷺ من جملة من الأخلاق والسلوكيات التي تفسد العلاقات بين المسلمين، ثم يأمر بما يصلحها ويقويها:
- النهي عن الحسد لأنه يفسد القلب ويؤدي إلى البغضاء والعداوة.
- النهي عن النجش لأنه غش وخداع، وهو من صور الظلم في المعاملات.
- النهي عن التباغض والتدابر لأنهما يقطّعان أواصر المحبة والأخوة.
- النهي عن البيع على البيع لأنه إضرار بالغير وإفساد للمعاملات.
ثم يأمر النبي ﷺ بالأخوة الإيمانية: «وكونوا عباد الله إخوانا»، ويؤكد على حقوق الأخوة بين المسلمين:
● «لا يظلمه»: فالمسلم مأمور بعدم الاعتداء على أخيه بأي نوع من الظلم.
● «ولا يخذله»: بل يجب أن ينصره ويعينه إذا احتاج إلى المساعدة.
● «ولا يحقره»: لأن الكبر واحتقار الآخرين من صفات أهل النار.
ويشير النبي ﷺ إلى صدره ثلاث مرات قائلًا: «التقوى ها هنا»، ليبين أن أساس الأخلاق والسلوك القويم هو تقوى القلب وخوف الله تعالى.
ثم يختم الحديث بتأكيد حرمة المسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه»، أي أن الاعتداء على دم المسلم أو ماله أو عرضه من الكبائر.

3. الدروس المستفادة:

- تحريم الحسد والتباغض والتدابر، وأن هذه الصفات تتنافى مع الأخوة الإيمانية.
- وجوب الصدق والأمانة في المعاملات، وعدم الغش والخداع.
- التأكيد على أهمية الأخوة الإسلامية ووحدة الصف بين المسلمين.
- وجوب نصر المسلم لأخيه وعدم تخذيله أو احتقاره.
- أن التقوى هي أساس صلاح القلب والسلوك.
- حرمة الاعتداء على دم المسلم أو ماله أو عرضه، وأن ذلك من أعظم الذنوب.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث الجامعة التي جمعت بين النهي عن الرذائل والأمر بالفضائل.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- يدل الحديث على عظم حق المسلم على أخيه، وأن الإسلام قد حرّم كل ما يضر بالعلاقات الاجتماعية.
- ينبغي للمسلم أن يجاهد نفسه ليتخلّى عن هذه الصفات الذميمة، ويعمل على تقوية أواصر المحبة والأخوة مع إخوانه المسلمين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الأخيار، وأن يعيننا على تطبيق تعاليم ديننا الحنيف. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٦٤) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود - يعني ابن قيس -، عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1484 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

📜 حديث: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية