حديث: هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن جابر قال: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «إن ناسا من المنافقين اغتابوا أناسا من المسلمين، فبعثت هذه الريح لذلك».
وفي رواية عنه: قال: كنا مع النبي ﷺ، فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».

صحيح: رواه عبد بن حميد (١٠٢٨) والبخاري في الأدب المفرد (٧٣٣) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (١٨٧) كلهم من طريق فضيل بن عياض، عن سليمان - وهو الأعمش -، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.

عن جابر قال: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «إن ناسا من المنافقين اغتابوا أناسا من المسلمين، فبعثت هذه الريح لذلك».
وفي رواية عنه: قال: كنا مع النبي ﷺ، فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، فيه تحذير شديد من خلق ذميم هو الغيبة، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده (3/344)، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم. وقال عنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (4/510): "إسناده صحيح على شرط مسلم". فهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
### ثانياً. شرح المفردات
● هاجت: هبت واشتدت.
● ريح منتنة: رائحة كريهة شديدة النتانة.
● المنافقين: الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
● اغتابوا: أي ائْتَوا الغيبة، وهي ذكر المسلم في غيبته بما يكره.
● جيفة: جثة حيوان ميت، وهي رمز للرائحة الكريهة.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن ريحاً كريهة منتنة هبت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن سبب هذه الريح هو أن بعض المنافقين كانوا يغتابون المؤمنين، فأرسل الله هذه الريح عقاباً لهم وعبرة لغيرهم.
وفي الرواية الثانية يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن هذه الرائحة الكريهة هي رائحة الذين يغتابون المؤمنين، مما يدل على قبح هذا الفعل عند الله تعالى، وأنه يشبه في قبحه هذه الرائحة المنتنة.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تحريم الغيبة وشدة خطرها: فالغيبة من كبائر الذنوب، وقد شبهها الله بأكل لحم الأخ ميتاً، فقال تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12]. وهذا الحديث يزيد الأمر بياناً حيث جعل الله لها عقوبة عاجلة في الدنيا بهذه الرائحة الكريهة.
2- الغيبة من صفات المنافقين: فالمنافقون هم الذين يغتابون المؤمنين، والمؤمن الحقيقي يبتعد عن هذا الخلق الذميم.
3- أن المعاصي لها آثار في الدنيا قبل الآخرة: فكما أن الطاعات لها بركة في الدنيا، فإن المعاصي لها عقوبات عاجلة، كما في هذا الحديث.
4- أن الله يكره الغيبة ويبغضها: حتى أنه يُظهر قبحها بالريح المنتنة التي تظهر عقوبة للغتابين.
5- الحكمة من إظهار هذه العقوبة: لتكون عبرة للآخرين ليتجنبوا الغيبة، وحتى يتوب الغائبون من هذا الذنب العظيم.

خامساً:

علاج الغيبة والوقاية منها
1- استشعار مراقبة الله تعالى: فالله مطلع على كل قول وعمل.
2- تذكر عقوبة الغيبة في الدنيا والآخرة.
3- مجالسة الصالحين والبعد عن أهل الغيبة.
4- الإكثار من الاستغفار والتوبة.
5- تذكر فضل حفظ اللسان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

سادساً:

تنبيه مهم
هذا الحديث لا يعني أن كل ريح كريهة تكون بسبب الغيبة، بل هذا خاص بحادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأمر عظيم، وهو غيبة المنافقين للمؤمنين، فكانت عقوبة عاجلة. لكنه يدل على قبح الغيبة وعظم خطرها.
أسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة، وأن يجنبنا مواطن الزلل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد بن حميد (١٠٢٨) والبخاري في الأدب المفرد (٧٣٣) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (١٨٧) كلهم من طريق فضيل بن عياض، عن سليمان - وهو الأعمش -، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.
وإسناده صحيح، وأبو سفيان هو: طلحة بن نافع حسن الحديث ولكن ما رواه عنه الأعمش صحيح، وهذا منه.
والرواية الثانية: رواها أحمد (١٤٧٨٤) والبخاري في الأدب المفرد (٧٣٢) كلاهما من طريق عبد الوارث بن سعيد، حدثنا واصل مولى أبي عيينة، حدثني خالد بن عُرْفُطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل خالد بن عُرفُطة الذي روى عنه عدد منهم قتادة وغيره، ووثقه ابن حبان.
وأما قول أبي حاتم والبزار بأنه مجهول فمعناه قليل الرواية.
وكذلك فيه واصل مولى أبي عيينة حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1491 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين

  • 📜 حديث: هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب