حديث: المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧)﴾

عن عبد الله بن مسعود قال: «لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله» فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب، فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ﷺ، ومن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحتين، فما وجدت فيه ما تقول. قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ قالت: بلى. قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه. قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتها.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٨٦) ومسلم في اللباس والزينة (٢١٢٥) كلاهما من طريق منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: «لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله» فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب، فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ﷺ، ومن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحتين، فما وجدت فيه ما تقول. قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ قالت: بلى. قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه. قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب اللباس، باب الواشمة) والإمام مسلم في صحيحه (كتاب اللباس والزينة، باب تحريم فعل الواصلة والواشمة وغير ذلك)، وهو حديث صحيح متفق عليه.

شرح المفردات:


● الوَاشِمَات: النساء اللاتي يضعن الوشم (بكسر الشين) في أجساد الآخرين بإبرة أو نحوه.
● الْمُوتَشِمَات: النساء اللواتي يطلبن الوشم لأنفسهن.
● الْمُتَنَمِّصَات: اللاتي ينتفن شعر الحاجبين أو الوجه لترقيقه أو تغيير شكله.
● الْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ: اللاتي يفلجن الأسنان (أي يفرقن بينها) بصنعة أو بردها لتظهر جميلة ومتباعدة؛ ظنًا منهن أن ذلك يزيد الجمال.
● الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ: كل من غيَّرت خلق الله تعالى بالوشم أو النمص أو التفلج أو غير ذلك من التغييرات المحرمة.

شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فئات من النساء بسبب تغيير خلق الله تعالى، وذلك في أمور التجميل المحرمة التي فيها غش وخداع، وتعدٍّ على الخلق الذي خلقه الله.
فلما سمعت امرأة من بني أسد -ويقال لها أم يعقوب- بهذا اللعن، جاءت إلى ابن مسعود مستنكرةً، قائلة: بلغني أنك لعنت كذا وكذا (تعني هذه الأفعال). فأجابها ابن مسعود رضي الله عنه بأنه يلعن من لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا موجود في كتاب الله تعالى.
فأخبرته أنها قرأت القرآن كله فلم تجد هذا الذكر! فرد عليها بأنها لو قرأت القرآن حقًا لوجدت الأمر، ثم استدل بالآية الكريمة: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]. فأقرت بأنها قرأت هذه الآية، فقال: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذه الأفعال.
ثم احتكت بأن أهل بيته (أي زوجة ابن مسعود) يفعلن ذلك! فرد عليها بأن تذهب لترى بنفسها، فذهبت ولم ترَ منهم شيئًا. ثم أكد لها أنه لو كانت زوجته تفعل ذلك ما كان ليقربها (أي ما كان ليجامعها)، تأكيدًا على اجتنابه لهذه المحرمات.

الدروس المستفادة:


1- تحريم تغيير خلق الله بالوشم والنمص والتفلج: وهذا التحريم يشمل الفاعلة والمفعول بها، سواء كانت متبرجة أو غير متبرجة، لأنه تغيير للخلق بغير حق.
2- وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث استدل ابن مسعود بالآية التي تأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع.
3- الرد على الشبهات والاستدلال بالقرآن والسنة: حيث واجه ابن مسعود شبهة المرأة بحكمة وحجة.
4- التأكيد على أهمية التطبيق العملي للدين: حيث نفى أن تكون أهله فعلت المحرم، ولو فعلت لابتعد عنها، مما يدل على غيرة دينية وحرص على الطاعة.
5- تحذير النساء من التقليد الأعمى في الموضات والتجميل المحرم: الذي قد يؤدي إلى اللعن والخروج من رحمة الله.

معلومات إضافية:


- النمص (نتف الشعر) محرم إلا للزوجة لزوجها، أو لإزالة الشعر الزائد الذي لا يكون على هيئة الحاجب الأصلي.
- التفلج لغير علة (كأن يكون لأجل الجمال فقط) محرم؛ لأنه تغيير لخلق الله.
- الوشم الدائم الذي يغير لون الجلد محرم، أما الرسم المؤقت (كالحناء) فجائز.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، والاتباع لسنة النبي الكريم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٨٦) ومسلم في اللباس والزينة (٢١٢٥) كلاهما من طريق منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.
واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه. وزاد مسلم: «والنامصات» وزاد البخاري (٤٨٨٧) من وجه آخر عن منصور به: «لعن رسول الله ﷺ الواصلة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1645 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله

  • 📜 حديث: المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب