دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم

حديث: دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧)﴾

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم».

متفق عليه: رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٨) ومسلم في الفضائل (١٣٣٧: ١٣١) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
رواه البخاري ومسلم.

1. شرح المفردات:

● دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ: كفوا عن سؤالي عن الأشياء التي سكت عنها ولم أذكر حكمها.
● هَلَكَ: أُهْلِكُوا وعُذِّبُوا.
● بِسُؤَالِهِمْ: بكثرة أسئلتهم وتعنتهم.
● وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ: بمخالفتهم لأنبيائهم واعتراضهم عليهم.
● فَاجْتَنِبُوهُ: اتركوه بالكلية وأعرضوا عنه.
● فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ: افعلوا منه ما تقدرون عليه دون تكلف أو مشقة.

2. شرح الحديث:

يحتوي هذا الحديث على توجيهات عظيمة من النبي ﷺ لأمته:
أولاً: النهي عن كثرة السؤال والتعنت:
يقول النبي ﷺ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ» أي لا تسألوني عن الأشياء التي لم أحرمها أو أوجبها، بل اتركوها على الإباحة الأصلية. وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة، حيث ترك لهم مساحة من الأمور المباحة التي لم يرد فيها نص، تخفيفًا عليهم وعدم تضييقًا.
ثانيًا: بيان سبب هلاك الأمم السابقة:
يبيّن ﷺ أن سبب هلاك الأمم قبلنا كان «بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ». فكانوا يسألون أسئلة تعنتية، فإذا أجيبوا عنها خالفوا وعصوا، مما أدى إلى نزول العقاب بهم. وهذا تحذير لأمة محمد ﷺ من سلوك نفس الطريق.
ثالثًا: التوجيه إلى المنهج الصحيح في التعامل مع الأوامر والنواهي:
● في النهي: «فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ» أي إذا حرمت عليكم شيئًا فابتعدوا عنه بالكلية، ولا تبحثوا عن الحيل أو التخفيف في المعصية، فاجتناب المنهي عنه يكون كليًا وشاملاً.
● في الأمر: «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» أي إذا أوجبت عليكم شيئًا فافعلوا منه ما تقدرون عليه دون حرج أو مشقة. وهذه القاعدة العظيمة هي أساس التيسير في الشريعة الإسلامية ورفع الحرج عن الأمة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- التيسير ورفع الحرج: من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية التيسير على العباد وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، كما في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].
2- التحذير من التعنت والغلو: كثرة الأسئلة غير الضرورية والغلو في الدين من أسباب الهلاك، كما حصل للأمم السابقة.
3- الفرق بين الأمر والنهي: النهي requires الاجتناب الكامل (فاجتنبوه)، بينما الأمر requires فعل المقدور عليه (فأتوا منه ما استطعتم). وهذا من دقة الشريعة وعدلها.
4- السكوت عن الحكم دليل على الإباحة: ما سكت عنه الشارع ولم يرد فيه نص فهو من الأمور المباحة، ولا ينبغي التشديد فيه أو تحريمه من تلقاء النفس.
5- الالتزام بالوسطية: الدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال، فلا غلو ولا تفريط.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الشريعة الإسلامية، وقد استدل به العلماء على many القواعد الفقهية المهمة.
- الحديث يدل على أن العبرة في فعل المأمور به هي الاستطاعة والقدرة، كما في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
- نهي النبي ﷺ عن كثرة السؤال كان من حكمته ﷺ في التربية، حتى لا تثقل على الأمة بالتكاليف، كما ورد في أحاديث أخرى.
- هذا الحديث يرد على المتشددين والمتساهلين على حد سواء؛ فهو ينهى عن الغلو في التشديد، ويأمر بالاجتناب الكامل للمحرمات.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٨) ومسلم في الفضائل (١٣٣٧: ١٣١) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1646 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم

📜 حديث: دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية