حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترهيب من الشعر الذي يصدُّ عن ذكر الله

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا».

صحيح: رواه البخاري في الأدب (٦١٥٤) عن عبيد الله بن موسى، أخبرنا حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الأدب، باب ما يكره من الشعر) والإمام مسلم في صحيحه (كتاب الشعر، باب الرخصة في إنشاد الشعر)، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● لأن يمتلئ جوف أحدكم: الجوف هو البطن، والمراد هنا داخله وقلبه وعقله.
● قيحاً: القيح هو الصديد الذي يخرج من الجروح المتعفنة، وهو من أقذر الأشياء وأكثرها إيذاءً للجسم.
● خير له: أي أصلح وأقل ضرراً.
● من أن يمتلئ شعراً: أي أن يشغل قلبه وعقله ووقته بالشعر حتى يملأه ويستغرقه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن خطورة الإفراط في الاهتمام بالشعر، حتى يصبح هو الشاغل الأكبر للإنسان، والمادة الأساسية التي تملأ عقله وقلبه ووقته.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً) هو تمثيل للشيء البغيض الضار جداً، فامتلاء الجوف بالقيح يؤدي إلى الهلاك والمرض العضال. ومع هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقرر أن هذا خير له من البديل، وهو (من أن يمتلئ شعراً).
ليس المقصود من الحديث تحريم الشعر مطلقاً، فقد كان للعرب شعرهم الذي يفخرون به، وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع لشعر حسان بن ثابت وغيره من الشعراء، وأقرّه. وإنما المقصود هو التحذير من:
1- جعل الشعر غاية في حد ذاته: بحيث يصبح هو الهم الأوحد للإنسان، فيضيع وقته في نظمه أو سماعه أو حفظه، ويغفل عن ذكر الله، وعن طلب العلم النافع، وعن القيام بالواجبات الشرعية.
2- الشعر الذي فيه مضامين مذمومة: كالشعر الذي يحض على الفجور، أو يصف النساء، أو يهجو المؤمنين، أو يشتم الأخلاق، أو يروج للباطل. فهذا النوع من الشعر سماً قاتلاً للقلب والإيمان.
3- الاغترار بالشعر والتفاخر به: والاعتقاد أنه من أعلى مراتب الفضل، فيتيه الإنسان بموهبته الشعرية ويغتر بها، ويترك العمل الصالح.
فامتلاء الجوف بالشعر (بهذا المعنى) أضر على الدين والقلب من امتلائه بالقيح، لأن ضرر القيح بدني وزائل، أما ضرر الشعر السيء والمفرط فضرر على القلب والروح والدين، وهو أبقى أثراً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تنظيم الأولويات: على المسلم أن يرتب أولوياته، فيجعل طاعة الله وطلب العلم النافع والذكر في مقدمة ما يشغل به وقته وقلبه.
2- الحذر من اللهو المذموم: ليس كل لهو مباح، بل يجب الحذر من اللهو الذي يشغل عن الواجبات ويستغرق الوقت.
3- النظر في المضامين: لا ينبغي للمسلم أن يستهلك أي محتوى (شعراً كان أو غيره) دون أن ينظر في مضمونه وقائله، فإن الكلمة تؤثر في القلب.
4- التوسط والاعتدال: الإسلام لا يحرم الفنون والأدب الجميل الذي لا مخالفة فيه، ولكن ينهى عن الإفراط والغلو فيها. فالشعر الحسن الذي يحض على مكارم الأخلاق ويروي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أو يذكر بالله له مكانته.
5- خطورة ما يملأ القلب: الحديث يلفت الانتباه إلى خطورة ما نملأ به قلوبنا وعقولنا، فإنها أوعية، وما يملؤها سيظهر على الجوارح والسلوك.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أبلغ أساليب الزجر والتحذير، حيث شبه النبي صلى الله عليه وسلم الشيء المذموم بشيء مستقذر ومؤذٍ جسدياً ليبين غاية قبحه المعنوي.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على ذم الإكثار من الشعر الذي لا فائدة فيه، وعلى وجوب صيانة القلب عن كل ما يفسده أو يشغله عن الله تعالى.
- الفرق بين الشعر المذموم والممدوح: المذموم هو ما كان فيه كذب أو فجور أو هجو للمسلمين أو إشغال عن طاعة الله. والممدوح هو ما كان فيه حق، أو حث على الخير، أو دفاع عن الإسلام والمسلمين، أو مدح للرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٥٤) عن عبيد الله بن موسى، أخبرنا حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 680 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا

  • 📜 حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب