حديث: من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التألف على الإسلام

عن نصر بن عاصم الليثي، عن رجل منهم أنه أتى النبي ﷺ فأسلم على أنه لا يصلي إلا صلاتين، فقبل ذلك منه.

صحيح: رواه أحمد (٢٠٢٨٧، ٢٣٠٧٩)، وابن أبي شيبة في مسنده (٩٩٥) كلاهما من طريق
شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، فذكره.

عن نصر بن عاصم الليثي، عن رجل منهم أنه أتى النبي ﷺ فأسلم على أنه لا يصلي إلا صلاتين، فقبل ذلك منه.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر، على قصره، يحمل معنى عظيماً ودلالة مهمة في فقه الدعوة والتعامل مع المسلمين الجدد. إليك الشرح المفصل له:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البيهقي في "سننه الكبرى"، وهو حديث ضعيف الإسناد. ومع ضعفه، فإن العلماء يعتبرون معناه صحيحاً ومقبولاً؛ لأنه يتوافق مع قواعد الشريعة الأساسية في التيسير على الناس، وخاصة على من هو حديث عهد بالإسلام.
### ثانياً. شرح المفردات
* نصر بن عاصم الليثي: هو أحد رواة الحديث، من التابعين.
* عن رجل منهم: أي من قبيلة ليث، ولم يُسَمَّ هذا الرجل.
* أسلم: دخل في دين الإسلام ونطق بالشهادتين.
* على أنه لا يصلي إلا صلاتين: اشترط عند إسلامه أن لا يلتزم بأداء سوى ركعتين فقط (وهي صلاة الصبح)، تيسيراً عليه.
* فقبل ذلك منه: أي قبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشرط منه، ولم يرفض إسلامه بسببه.
### ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي
يخبرنا هذا الحديث عن رجل من قبيلة ليث أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل في الإسلام، ولكنه وجد في نفسه مشقة في أداء جميع الصلوات الخمس، فاشترط عند إسلامه أن يلتزم بأداء ركعتين فقط (صلاة الصبح) ويترك بقية الصلوات. وقبل النبي صلى الله عليه وسلم إسلامه على هذا الشرط.
والفهم الصحيح لهذا القبول النبوي هو:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه في تلك اللحظة، ولم يرفض دخوله في الدين بسبب عدم استعداده الكامل للالتزام بجميع أحكامه. وهذا القبول كان من باب التدرج في التشريع والتيسير على الناس، وخاصة من كان حديث العهد بالإسلام ولم يعتاد بعد على العبادات.
وليس المعنى أبداً أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر له على ترك الصلوات الأربع الأخرى أو أباح له ذلك بشكل دائم. بل إن المستفاد من القصة أن هذا الرجل سيبقى في المجتمع المسلم، وسيرى الناس يصلون، وسيتلقى التعليم والتوجيه، وسيسعى الدعاة إلى تأليف قلبه وتعليمه حتى يكتمل إيمانه ويقبل على أداء جميع الفرائض.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه العملي
1- حكمة الدعوة والتدرج فيها: من أعظم الحكم المستفادة من هذا الحديث هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم الحكيم في الدعوة إلى الله. فهو لم يطالب الناس بالكمال منذ اللحظة الأولى، بل كان يتقبل منهم ما يستطيعون ويعلمهم بالحكمة والموعظة الحسنة. فالأصل هو جذب الناس إلى الإسلام أولاً، ثم تعليمهم وتكميل إيمانهم شيئاً فشيئاً.
2- التيسير على المسلمين الجدد: يُستفاد منه وجوب التيسير على من دخلوا الإسلام حديثاً، وعدم إثقال كاهلهم بكل التفاصيل والواجبات مرة واحدة، حتى لا ينفروا من الدين. فبداية الطريق بالإيمان القلبي والنطق بالشهادتين هي الأساس.
3- أن الإسلام يمحو ما قبله: قبول النبي صلى الله عليه وسلم لإسلام الرجل مع هذا الشرط يدل على أن الذنوب والشرك السابق يُغفران بالكامل بمجرد الدخول في الإسلام، وأنه لا يُطالب الإنسان بما فاته قبل إسلامه.
4- أن ترك الصلاة كبيرة من الكبائر: يفهم من الحديث ضمناً أن الصلوات الخمس فرض عظيم، وتركها ليس أمراً هيناً، وإلا لما كان في شرط الرجل هذا معنى يحتاج إلى قبول خاص من النبي صلى الله عليه وسلم.
5- أنه لا يجوز للمسلم أن يشترط ترك واجب: هذا الفعل خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم بحكمته التشريعية وبوحي من الله. فأما اليوم، فلا يجوز لأحد أن يدخل الإسلام ويشترط ترك فريضة من الفرائض كالصلاة أو الصيام. بل إن إسلامه يقتضي الإقرار بوجوبها والنية في تعلمها وأدائها. وقبول النبي لذلك الرجل كان لحكمة عالية وانتهت بموته صلى الله عليه وسلم.

خامساً:

معلومات إضافية
* يعتبر هذا الحديث من الأدلة التي يستشهد بها العلماء على فقه الأولويات في الدعوة، حيث يكون الاهتمام بتحقيق التوحيد أولاً، ثم بناء بقية أركان الإسلام بعد ذلك.
* ينبغي للدعاة والمعلمين أن يقتدوا بهذا المنهج النبوي في تعاملهم مع المسلمين الجدد، فيرحبون بهم، ويهنئونهم، ويبدؤون بتعليمهم الأساسيات البسيطة، ويتدرجون معهم في تعليم بقية الأحكام، مع الدعاء لهم بالثبات.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٢٨٧، ٢٣٠٧٩)، وابن أبي شيبة في مسنده (٩٩٥) كلاهما من طريق
شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، فذكره.
وإسناده صحيح، وفيه تأليف قلوب المسلمين الجدد، وأنهم لا يُحملون في بداية إسلامهم ما لا يطيقون.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 796 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه

  • 📜 حديث: من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب