حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن تقنيط عباد الله

عن أبي هريرة قال: خرج النبي ﷺ على رهط من أصحابه يضحكون ويتحدثون، فقال: «والذي نفسي بيده! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا»، ثم انصرف وأبكى القوم، وأوحى الله عز وجل إليه: يا محمد! لم تقنط عبادي؟، فرجع النبي ﷺ فقال: «أبشروا، وسددوا، وقاربوا».

صحيح: رواه البخاري في الأدب المفرد (٢٥٤)، وابن حبان (١١٣)، والبيهقي في الشعب (١٠٢٧) كلهم من طريق الربيع بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: خرج النبي ﷺ على رهط من أصحابه يضحكون ويتحدثون، فقال: «والذي نفسي بيده! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا»، ثم انصرف وأبكى القوم، وأوحى الله ﷿ إليه: يا محمد! لم تقنط عبادي؟، فرجع النبي ﷺ فقال: «أبشروا، وسددوا، وقاربوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج النبي ﷺ على رهط من أصحابه يضحكون ويتحدثون، فقال: «والذي نفسي بيده! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا»، ثم انصرف وأبكى القوم، وأوحى الله عز وجل إليه: يا محمد! لم تقنط عبادي؟، فرجع النبي ﷺ فقال: «أبشروا، وسددوا، وقاربوا».

١. شرح المفردات:


● رهط: جماعة من الرجال بين الثلاثة إلى العشرة.
● يقنط: تيئس وتحرم من رحمة الله.
● سددوا: اطلبوا السداد وهو الإصابة في القول والعمل، أو اقصدوا وجه الله تعالى في أعمالكم.
● قاربوا: اقتربوا من الصواب واطلبوا القرب من الله، واعملوا الأعمال التي تقربكم إليه ولو كانت قليلة.

٢. شرح الحديث:


خرج النبي ﷺ على مجموعة من أصحابه وهم في حالة من البشاشة والمرح، يضحكون ويتحدثون في أمور الدنيا، فنبّههم النبي ﷺ إلى خطورة الغفلة عن الآخرة، وأقسم بالله تعالى أنهم لو اطلعوا على ما اطلع عليه من أمور الغيب وعذاب القبر وأهوال القيامة لكان حالهم مختلفًا تمامًا، لكان البكاء والخوف هو الغالب على ضحكهم وفرحهم.
فانصرف النبي ﷺ وتركهم وقد أخذتهم حالة من الخشية والبكاء خوفًا من الله وعذابه، فنزل عليه الوحي من الله تعالى يعاتبه على هذه الشدة التي أوقعت الصحابة في الحزن الشديد واليأس من رحمة الله، فقال له: "يا محمد لم تقنط عبادي من رحمتي؟".
فعاد النبي ﷺ إليهم مسرعًا ليبشرهم ويخفف عنهم، وأمرهم بثلاثة أمور:
1- أبشروا: بالخير والثواب والمغفرة من الله تعالى، ولا تيأسوا من روح الله.
2- وسددوا: اجتهدوا في إصابة الحق في الأقوال والأفعال، واطلبوا التوفيق من الله.
3- وقاربوا: اقتربوا من الكمال واطلبوا القرب من الله بالأعمال الصالحة، واعملوا ما تستطيعون ولو كان قليلًا.

٣. الدروس المستفادة:


● التوازن بين الخوف والرجاء: المسلم يجمع بين خوفه من عذاب الله ورجائه لرحمة الله، فلا يغلب أحدهما على الآخر.
● عدم اليأس من رحمة الله: اليأس من رحمة الله من كبائر الذنوب، والله غفور رحيم.
● الرفق بالمسلمين: ينبغي للداعية أن يكون رفيقًا بالناس، لا يشدد عليهم فينفرهم.
● الحث على العمل الصالح: حتى لو كان قليلاً، فالله يقبل القليل ويشكر لعبده القليل من العمل.
● الاهتمام بالآخرة: دون أن ينسى الإنسان حظه من الدنيا، كما قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}.

٤. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على عظيم رحمة الله تعالى بعباده، وأنه يحب أن يبشرهم ولا يحب أن يقنطهم.
- فيه دليل على أن النبي ﷺ كان يخاطب أصحابه بما يناسب حالهم، مرة بالتخويف ومرة بالتبشير.
- الأمر بالسداد والقربان يدل على أن المسلم مأمور ببذل الجهد واستفراغ الوسع في طاعة الله، فإن لم يستطع الكمال فليقارب منه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب المفرد (٢٥٤)، وابن حبان (١١٣)، والبيهقي في الشعب (١٠٢٧) كلهم من طريق الربيع بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
قال البيهقي: «ففي هذا دلالة على أنه لا ينبغي أن يكون خوفه بحيث أن يؤيسه، ويقنطه من رحمة الله، كما لا ينبغي أن يكون رجاؤه بحيث يأمن مكر الله، أو يُجرئه على معصية الله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 794 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

  • 📜 حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب