حديث: أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في الحيوانات التي أُمرَ بقتلها
وزاد في رواية: وقال: «كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام».
متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣٠٧)، ومسلم في السلام (٢٢٣٧: ١٤٢) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا عبد الحميد بن جبير بن شيبة، عن سعيد بن المسيب، أن أم شريك أخبرته فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن أم شريك رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ. وفي رواية: وقال: «كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام».
1. شرح المفردات:
* أم شريك: هي غزية بنت جابر، أو دعد بنت جابر، صحابية جليلة رضي الله عنها.
* الأوزاغ: جمع وَزَغَة، وهي حيوان صغير معروف، شبيه بالضبّ ولكن أصغر حجماً، سامٌّ يُعرف بـ "أبو بريص" أو "البرص" في بعض اللهجات.
* ينفخ: أي يضرم النار ويزيد في لهيبها.
2. شرح الحديث:
يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بقتل الوزغ (أبو بريص) ويعلل ذلك بأن هذا الحيوان كان حاضراً عند محاولة قوم نمرود إحراق سيدنا إبراهيم عليه السلام في النار العظيمة، وكان دوره أنه ينفخ في النار لتصبح أشد احتراقاً وتلهباً.
* الحكم الشرعي: يستفاد من الحديث استحباب أو وجوب قتل الوزغ، وقد ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أنه مستحب قتله وليس واجباً، لكون الأمر في الحديث للإرشاد والاستحباب لا للوجوب.
* كيفية القتل: وردت كيفية مخصوصة لقتله في أحاديث أخرى، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً...». ويستحب قتله بالضربة الأولى القوية التي تقتله مباشرة، تخفيفاً للعذاب عليه.
3. الدروس المستفادة منه:
1- جزاء المعين على الظلم: الحديث يوضح عاقبة من يعين على الظلم والإثم ولو كان حيواناً، فقد استحق الإهلاك والعقاب لتعاونه مع الكفار على إيذاء نبي الله إبراهيم.
2- النصرة للأنبياء: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ هو نوع من نصرته لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وإظهار العداوة لمن عاداه.
3- الحكمة من التشريع: كثير من الأحكام الشرعية لها حِكَمٌ تعبدية قد نعلمها وقد لا نعلمها، وهنا بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من قتل هذا الحيوان الصغير.
4- الشجاعة في الحق: لا يستصغر المسلم عدواً لصغر حجمه أو ضعفه، فالقضية قضية عداوة في الأصل والعقيدة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هل الوزغ شيطان؟ ورد في بعض الأحاديث تسميته بالفويسقة (أي الفاسقة الصغيرة)، وورد في بعض الروايات الضعيفة أنه من شياطين الجن، ولكن الرواية الصحيحة التي بين أيدينا لا تذكر ذلك، وإنما تذكر سبب قتله وهو فعله مع إبراهيم عليه السلام.
* الفرق بينه وبين الضب: الضبّ حيوان أبخص (أعظم) من الوزغ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بقتله، بل قدم إليه ضباً مشوياً فلم يأكله ولم يحرمه، مما يدل على أن الحكم خاص بالوزغ.
* المنهج في التعامل مع النصوص: نأخذ الحكم الشرعي (قتل الوزغ) من الحديث الصحيح، أما قصة نفخه في النار فنتلقاها بالقبول والتسليم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بها، وهي من الغيب الذي لا نعلم تفاصيله إلا من الوحي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 903 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 878 ثلاثة على دابة
- 879 نهي عن ركوب الجلّالة
- 880 أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي
- 881 صاحب الدابة أحق بصدرها
- 882 صاحب الدابة أولى بصدرها
- 883 خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة
- 884 لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة
- 885 من هذا اللاعن بعيره؟ لا تدعوا على أنفسكم ولا على...
- 886 أخرها فقد أُجِبْت فيها
- 887 لا يصحبني شيء ملعون
- 888 لا تسر معنا على بعير ملعون
- 889 دخلت امرأة النار في هرة ربطتها
- 890 لا هي أطعمتها ولا سقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها...
- 891 أحرقت أمة من الأمم تسبح لأن نملة قرصتك
- 892 نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة
- 893 نهي النبي عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد
- 894 الذباب كله في النار إلا النحلة
- 895 فضل النحلة
- 896 نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع
- 897 لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
- 898 خمس فواسق يقتلن في الحرم
- 899 إني لأعجب ممن يأكل الغراب فقد أذن النبي في قتله
- 900 الغراب فاسق
- 901 الفويسق
- 902 أمر النبي ﷺ بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
- 903 أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
- 904 من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة
- 905 لا تلعنوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة
- 906 عن النهي عن الضرب في الوجه والوسم في الوجه
- 907 لا تضرب الوجه
- 908 لعن الله الذي وسم الحمار في وجهه
- 909 من يسم في الوجه
- 910 لا تسموا بالحريق
- 911 لعن الله من وسَمَ الحمار في وجهه
- 912 يسم شاة في آذانها
- 913 لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه
- 914 وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن...
- 915 نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
- 922 قتل الكلب الاسود البهيم ذي النقطتين
- 923 اقتلوا الأسود البهيم من الكلاب
- 924 أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب
- 925 أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب الصيد والماشية والحرث.
- 926 اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا
- 927 أمر محرما بقتل حية بمنى.
معلومات عن حديث: أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
📜 حديث: أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








