حديث: لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في الحيوانات التي نُهي عن قتلها
حسن: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٤٤٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٩٧)، وفي الأوسط (٩٢٧٧)، ومسند الشاميين (١٦٥٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٨٠٤) كلهم من طرق عن إسماعيل بن عياش، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي زهير النميري، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر:
عن أبي زهير النميري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تَقْتُلُوا الجَرَادَ؛ فَإِنَّهُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ تَعَالَى».
[رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني]
1. شرح المفردات:
● لَا تَقْتُلُوا: النهي عن القتل والإيذاء.
● الجَرَادَ: الحشرة المعروفة، التي تهاجم المزروعات أحيانًا بأعداد هائلة.
● جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ: أي أنه جزء من قوى الله تعالى التي يسخرها كما يشاء، إما لعقاب أو اختبار أو غير ذلك.
2. شرح الحديث:
ينهى النبي ﷺ في هذا الحديث عن قتل الجراد، ويبين السبب في ذلك بأنه "جند من جنود الله". وهذا يعني أن الجراد ليس مجرد حشرة عادية، بل هو من القوات التي يسلطها الله تعالى على من يشاء من عباده كعقاب أو اختبار، كما حدث في قصة فرعون حين سلط الله عليه الجراد والقمل والضفادع وغيرها.
والنهي هنا يحمل معنى التكريم لهذه المخلوقات لكونها من جنود الله، فلا ينبغي للإنسان أن يعتدي عليها بدون سبب مشروع. وقد فهم العلماء من هذا أن الجراد له حرمة خاصة.
3. الدروس المستفادة:
● تعظيم خلق الله: النهي عن قتل الجراد يدل على وجوب احترام مخلوقات الله، حتى تلك التي قد نراها مؤذية أو ضارة.
● التسليم لحكمة الله: إذا سلط الله الجراد على قوم، فهو لحكمة يعلمها، وقد يكون عقابًا أو اختبارًا للصبر والاستغفار.
● عدم الاعتداء بدون سبب: لا يجوز قتل الجراد لمجرد العبث أو الأذى، لكن إذا سبب ضررًا حقيقيًا (كإتلاف المزروعات بشكل كبير)، فإن العلماء أجازوا دفعه بأخف الضررين، كصيده لأكله أو إبعاده بدون تعذيب.
● التفكر في قدرة الله: الجراد من الجنود التي يسلطها الله، وهو يدل على عظمة الخالق وقدرته في تسخير أصغر المخلوقات لأمر عظيم.
4. معلومات إضافية:
● حكم أكل الجراد: الجراد حلال أكله، كما في الحديث: «أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ: الحُوتُ وَالجَرَادُ» [رواه أحمد وابن ماجه]. فلا تناقض بين النهي عن قتله وإباحة أكله، لأن النهي عن قتله إذا لم يكن هناك حاجة، أما إذا صيد للأكل أو لدفع ضرره فهو جائز.
● الفرق بين النهي والتحريم: بعض العلماء حمله على الكراهة التنزيهية لا التحريم، خاصة إذا كان هناك مصلحة في دفعه.
● مناسبة الحديث: يُذكر أن هذا الحديث جاء في سياق تعليم النبي ﷺ لأصحابه احترام نظام الكون وتسخير الله له، وعدم الاعتداء على ما سخر الله من مخلوقات.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتقين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال الطبراني: «تفرد به إسماعيل بن عياش».
وإسناده حسن من أجل ضمضم بن زرعة فإنه صدوق، وكذا إسماعيل بن عياش في روايته عن أهل بلده كما هنا فإنه رجال الإسناد شاميون كلهم، وصحابيه أبو زهير النميري لا يعرف اسمه وقيل: يحيى بن نفير، قال البغوي: سكن الشام. انظر: الإصابة ترجمة (٩٩٧٦).
قال البيهقي في الشعب (٧/ ٢٣٢): «وهذا إن صح فإنما أراد به - والله أعلم - إذا لم يتعرض لإفساد المزارع فإذا تعرض له جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل». اهـ.
وأما ما روي عن جابر قال: نهى رسول الله ﷺ عن أكل الهرة وثمنها فهو ضعيف. رواه أبو داود (٣٨٠٧)، والترمذي (١٢٨٠)، وابن ماجه (٣٢٥٠) كلهم من طريق عبد الرزاق، وهو في مصنفه (٨٧٤٩) قال: أخبرنا عمر بن زيد الصنعاني، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
وإسناده ضعيف لضعف عمر بن زيد الصنعاني.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وعمر بن زيد لا نعرف كبير أحد روى عنه غير عبد الرزاق».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 897 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 872 اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة
- 873 الجمل يشكو إلى النبي ﷺ من الجوع والتعب
- 874 ما تأتون إلى البهائم
- 875 لا نسبح حتى نحل الرحال
- 876 إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر
- 877 اركبوا الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي
- 878 ثلاثة على دابة
- 879 نهي عن ركوب الجلّالة
- 880 أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي
- 881 صاحب الدابة أحق بصدرها
- 882 صاحب الدابة أولى بصدرها
- 883 خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة
- 884 لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة
- 885 من هذا اللاعن بعيره؟ لا تدعوا على أنفسكم ولا على...
- 886 أخرها فقد أُجِبْت فيها
- 887 لا يصحبني شيء ملعون
- 888 لا تسر معنا على بعير ملعون
- 889 دخلت امرأة النار في هرة ربطتها
- 890 لا هي أطعمتها ولا سقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها...
- 891 أحرقت أمة من الأمم تسبح لأن نملة قرصتك
- 892 نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة
- 893 نهي النبي عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد
- 894 الذباب كله في النار إلا النحلة
- 895 فضل النحلة
- 896 نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع
- 897 لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
- 898 خمس فواسق يقتلن في الحرم
- 899 إني لأعجب ممن يأكل الغراب فقد أذن النبي في قتله
- 900 الغراب فاسق
- 901 الفويسق
- 902 أمر النبي ﷺ بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
- 903 أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
- 904 من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة
- 905 لا تلعنوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة
- 906 عن النهي عن الضرب في الوجه والوسم في الوجه
- 907 لا تضرب الوجه
- 908 لعن الله الذي وسم الحمار في وجهه
- 909 من يسم في الوجه
- 910 لا تسموا بالحريق
- 911 لعن الله من وسَمَ الحمار في وجهه
- 912 يسم شاة في آذانها
- 913 لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه
- 914 وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن...
- 915 نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
معلومات عن حديث: لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
📜 حديث: لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








