الفويسق

حديث: الفويسق

عن عائشة أن النبي ﷺ قال للوزغ: «الفويسق» ولم أسمعه أمر بقتله، وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ أمر بقتله.

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣٠٦)، ومسلم في السلام (٢٢٣٩) كلاهما من طريق ابن وهب، اخبرني يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة أن النبي ﷺ قال للوزغ: «الفويسق» ولم أسمعه أمر بقتله، وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ أمر بقتله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

نص الحديث:

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للوزغ: «الفويسق» ولم أسمعه أمر بقتله، وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله.

1. شرح المفردات:

● الوَزَغ: هو حيوان صغير معروف، يشبه البرص أو أبو بريص، وهو من الزواحف.
● الفُوَيْسِق: تصغير "فاسق"، أي الفاسق الصغير، وسماه بذلك لفسقه وخبثه.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يرويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الوزغ "فويسقًا"، لكنها لم تسمعه يأمر بقتله. وفي الوقت نفسه، نقل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله.
وهذا الاختلاف في الرواية يدل على أن الأمر بالقتل لم يبلغ عائشة رضي الله عنها، بينما بلغ سعدًا رضي الله عنه. وقد جمع العلماء بين الروايتين بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله في حالات معينة، ولم يأمر بقتله مطلقًا، أو أن عائشة رضي الله عنها لم تسمع الأمر بالقتل فاكتفت بما سمعت.

3. الدروس المستفادة منه:

● التثبت في نقل العلم: حيث إن عائشة رضي الله عنها نقلت فقط ما سمعته، ولم تنقل ما لم تسمعه، وهذا من دقة الرواية وأمانة العلماء في نقل الحديث.
● الجمع بين الأحاديث الظاهرة في التعارض: حيث يجب على طالب العلم أن يجمع بين النصوص الظاهرة في التعارض، ولا يطرح أحدها لصالح الآخر.
● قتل الوزغ مستحب عند جمهور العلماء: وذلك للأمر بقتله في رواية سعد بن أبي وقاص، ولما فيه من الضرر والخبث.
● التصغير في اللفظ (كقول: فويسق): قد يدل على التحقير، فالنبي صلى الله عليه وسلم سماه "فويسقًا" لفسقه وصغره.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم قتل الوزغ: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى استحباب قتله، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةٌ...» (رواه مسلم).
● الفرق بين الوزغ والجرذ: بعض العلماء يفرق بينهما، فالوزغ هو أبو بريص، والجرذ هو الفأر، وكليهما يؤمر بقتلهما لضررهما.
● العمل باليقين: من سمع الأمر بقتله فعليه أن يمتثله، ومن لم يسمعه فلا إثم عليه، لكن الأفضل الاتباع لما ثبت في السنة.

الخلاصة:

الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الوزغ "فويسقًا" تحقيرًا له لفسقه، وقد أمر بقتله على سبيل الاستحباب، وهذا الجمع بين رواية عائشة ورواية سعد هو الصواب الذي ارتضاه العلماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣٠٦)، ومسلم في السلام (٢٢٣٩) كلاهما من طريق ابن وهب، اخبرني يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. والسياق للبخاري.
قوله: «زعم سعد بن أبي وقاص» قال الحافظ في الفتح (٦/ ٣٥٤): «قائل ذلك يحتمل أن يكون عروة فيكون متصلا فإنه سمع من سعد ويحتمل أن تكون عائشة فيكون من رواية القرين عن قرينه ويحتمل أن يكون من قول الزهري فيكون منقطعا وهذا الاحتمال الأخير أرجح».
قال الأعظمي: بل الثاني أرجح فقد جاء في صحيح مسلم: زاد حرملة قالت: ولم أسمعه أمر بقتله، فهو صريح أن القائلة عائشة، ثم إن الذي يأمر وينهى هو النبي ﷺ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 901 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الفويسق

📜 حديث: الفويسق

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الفويسق

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الفويسق

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الفويسق

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية