حديث: من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الحيوانات التي أُمرَ بقتلها

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، لدون الأولى، وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة، لدون الثانية».
وفي لفظ: «من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك».
وفي لفظ: «في أول ضربة سبعين حسنة».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢٢٤٠) من طرق عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، لدون الأولى، وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة، لدون الثانية».
وفي لفظ: «من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك».
وفي لفظ: «في أول ضربة سبعين حسنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يتناول فضل قتل الوزغ (وهو نوع من السحالي الصغيرة المعروفة) والحث على ذلك، مع التفاضل في الأجر بحسب سرعة التخلص منه.

أولاً. شرح المفردات:


● الوَزَغ: (بفتح الواو والزاي) هو حيوان صغير معروف، يشبه السحلية، يُطلق عليه في بعض اللهجات "أبو بريص". وهو مما نهى النبي ﷺ عن قتله بدون سبب، لكنه استثنى الوزغ لأمر خاص.
● ضَرْبَة: أي مرة من مرات الضرب أو القتل.
● كُتِبَتْ لَهُ: أي ثُبتت وأُعدت له في سجل حسناته.
● دُونَ ذلك: أي أقل من ذلك العدد.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضل قتل الوزغ، ويبين أن الأجر على قتله يختلف باختلاف السرعة في إنهائه:
- فمن قتله من أول ضربة، أي استطاع التخلص منه بمحاولة واحدة دون تأخير، فله أجر عظيم (مائة حسنة أو سبعون حسب رواية الحديث).
- فإن لم يقتله من الضربة الأولى، وقتله في الضربة الثانية، فله أجر أيضًا، لكنه أقل من أجر الأولى.
- فإن أخر قتله إلى الضربة الثالثة، فله أجر أيضًا، لكنه أقل من أجر الثانية.
والحديث بهذا يوضح أن المبادرة والإسراع في طاعة الأمر النبوي (وهو قتل هذا الحيوان) تزيد في الأجر والثواب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على قتل الوزغ: وهذا خاص بهذا الحيوان، فقد جاء في أحاديث أخرى أن النبي ﷺ أمر بقتله وسماه "فويسقاً" (أي الحشرة الفاسقة)، كما روى البخاري ومسلم أن النبي ﷺ قال: «اقتلوا الوزغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام». أي حين ألقي إبراهيم في النار، كان الوزغ ينفخ عليها ليزيدها اشتعالاً.
2- تفاضل الأجر بحسب السرعة والإتقان: ليس المقصود مجرد الفعل، بل الإتيان به على أكمل وجه وبأسرع وقت. وهذا أصل عام في العبادات والأعمال، فالمبادرة إلى الخير والمسارعة فيه من أسباب مضاعفة الأجر.
3- إنزال النصيحة منزلة العمل: فالمسارعة إلى إزالة هذا المؤذي نوع من النصيحة للمسلمين، وحماية لهم من أذاه، وقد يكون سبباً في دفع ضرر عنهم.
4- رحمة الإسلام وعدله: حتى في أمر القتل للحيوان المؤذي، جعل الإسلام للأجر مراتب، فمن بذل جهداً أكبر وأسرع في إزالته، كان أجره أوفر. وهذا يحفز النفس على الإتيان بالعمل على أفضل صورة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم قتل الوزغ: هو مستحب عند جمهور العلماء للأمر النبوي بذلك.
● طريقة قتله: يستحب أن يقتل ضرباً، ولا بأس باستخدام أي أداة متاحة، والأفضل أن يكون القتل سريعاً尽量减少 الألم له قدر الإمكان، وإن كان القصد هو الإسراع في إزالة شره.
● الفرق بينه وبين غيره من الحيوانات: نهى النبي ﷺ عن قتل بعض الحشرات والحيوانات التي لا تؤذي في البيوت (كالنمل والنحل وغيرها)، لكن الوزغ مستثنى لأذاه ولقصة إبراهيم عليه السلام.
أسأل الله أن يجعلنا من المسارعين إلى الخيرات، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢٢٤٠) من طرق عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه جرير، عن سهيل به باللفظ الثاني.
ورواه مسلم عن محمد بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، حدثتني أختي، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الثالث.
وفي الباب عن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعا، فقالت يا أم المؤمنين! ما تصنعين بهذا؟ قالت: نقتل به هذه الأوزاغ، فإن نبي الله ﷺ أخبرنا: أن إبراهيم لما ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا أطفأت النار غير الوزغ، فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر رسول الله ﷺ بقتله. رواه ابن ماجه (٣٢٣١)، وأحمد (٢٤٥٣٤، ٢٤٧٨٠)، وابن حبان (٥٦٣١) كلهم من طرق عن جرير بن حازم، عن نافع، عن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة، فذكرته.
والسائبة المذكورة لم يرو عنها غير نافع، ولم يوثقها غير ابن حبان حيث ذكرها في ثقاته (٤/ ٣٥١).
وأما قول البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٦٦): «إسناده صحيح» فهو على اعتماده على توثيق ابن حبان وهو معروف بالتساهل في توثيق المجاهيل عند الجمهور.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 904 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة

  • 📜 حديث: من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب