حديث: الغراب فاسق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في الحيوانات التي أُمرَ بقتلها
صحيح: رواه ابن ماجه (٣٢٤٩) عن محمد بن بشار، حدثنا الأنصاري، حدثنا المسعودي، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «الحية فاسقة، والعقرب فاسقة، والفأرة فاسقة، والغراب فاسق». فقيل للقاسم (ابن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو راوي الحديث عن عائشة): أيؤكل الغراب؟ قال: من يأكله بعد قول رسول الله ﷺ فاسقا؟
1. شرح المفردات:
● فاسقة: الفسق في الأصل هو الخروج عن الطاعة، ويطلق على من خرج عن حدود الشرع. وهنا وصف هذه الحيوانات بالفسق لخروجها عن سلوك الحيوانات المباحة أو لضررها.
● الحية: نوع من الثعابين المؤذية.
● العقرب: حشرة سامة معروفة.
● الفأرة: حيوان صغير معروف، غالبًا ما يكون في البيوت ويسبب الأذى.
● الغراب: طير أسود معروف بنعقه وبأنه من آكلات الجيف.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يصف النبي ﷺ أربعة حيوانات بأنها "فاسقة"، وهذا الوصف ليس وصفًا تشريعيًا بحتًا يتعلق بالحلال والحرام، بل هو وصف لسلوكها وطبيعتها الضارة أو المستقذرة. ومع ذلك، فإن هذا الوصف يستفاد منه في الأحكام الشرعية.
● الحية والعقرب: هما مؤذيتان بسُمهما، وقد أجمع العلماء على تحريم أكلهما لضررهما.
● الفأرة: مستقذرة وتأكل النجاسات، وقد ذهب جمهور العلماء إلى تحريم أكلها لاستقذارها وضررها.
● الغراب: اختلف العلماء في حكم أكله:
● الرأي الأول: يحرم أكله؛ لأنه من الفواسق التي أبيح قتلها، ولأنه من الجوارح التي تأكل الجيف، وقد وصفه النبي ﷺ بالفِسق.
● الرأي الثاني: أنه مكروه وليس حرامًا؛ لأن الأصل في الطيور الإباحة ما لم يرد دليل بالتحريم، والفسق هنا ليس تحريمًا مباشرًا بل وصف لسلوكه.
- والراجح عند كثير من العلماء تحريمه؛ لقوله ﷺ: "فاسق"، ولأنه من الجوارح التي تأكل الجيف، وقد قال الله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ﴾ [المائدة: 3]، والغراب يأكل الميتة فيتلوث لحمها.
وقول القاسم: "من يأكله بعد قول رسول الله ﷺ فاسقا؟" يدل على أن وصف النبي ﷺ له بالفسق يقتضي التحريم أو الكراهة الشديدة، وأن المسلم ينبغي له أن يتجنب أكل ما وصفه النبي ﷺ بهذا الوصف.
3. الدروس المستفادة:
- النهي عن أكل الحيوانات الضارة أو المستقذرة، والحكمة من ذلك حفظ صحة الإنسان وسلامته.
- وجوب احترام نصوص النبي ﷺ وعدم الاستهانة بأقواله، فوصفه للشيء بالفسق يدل على قبحه ومنعه.
- التفريق بين الحيوانات المباحة والمحرمة based على نصوص الشرع، وليس على الهوى أو العادة.
- الحكمة من تحريم هذه الحيوانات: لأنها مؤذية أو مستقذرة أو ضارة، مما يدل على أن الشريعة جاءت لحماية الإنسان ودينه وعقله وماله ونفسه.
4. معلومات إضافية:
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني.
- الفواسق التي أبيح قتلها في الحل والإحرام هي: الحية، العقرب، الفأرة، الحدأة، الغراب الأسود، الكلب العقور.
- ليس كل ما أبيح قتله حرام الأكل، لكن هذه الحيوانات خاصتها الضرر أو الاستقذار، فاجتمع فيها الأمران.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب أكل ما حرم الله ورسوله، وأن يحرص على الطيب من الطعام، امتثالاً لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172].
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
والمسعودي مختلط، والأنصاري هو محمد بن عبد الله بن المثنى لا يعلم متى سمع منه قبل الاختلاط أو بعده، ولكن رواه أحمد (٢٥٧٥٣) عن وكيع، عن المسعودي بإسناده نحوه، ووكيع سمع منه قبل الاختلاط.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 900 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 875 لا نسبح حتى نحل الرحال
- 876 إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر
- 877 اركبوا الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي
- 878 ثلاثة على دابة
- 879 نهي عن ركوب الجلّالة
- 880 أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي
- 881 صاحب الدابة أحق بصدرها
- 882 صاحب الدابة أولى بصدرها
- 883 خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة
- 884 لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة
- 885 من هذا اللاعن بعيره؟ لا تدعوا على أنفسكم ولا على...
- 886 أخرها فقد أُجِبْت فيها
- 887 لا يصحبني شيء ملعون
- 888 لا تسر معنا على بعير ملعون
- 889 دخلت امرأة النار في هرة ربطتها
- 890 لا هي أطعمتها ولا سقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها...
- 891 أحرقت أمة من الأمم تسبح لأن نملة قرصتك
- 892 نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة
- 893 نهي النبي عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد
- 894 الذباب كله في النار إلا النحلة
- 895 فضل النحلة
- 896 نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع
- 897 لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
- 898 خمس فواسق يقتلن في الحرم
- 899 إني لأعجب ممن يأكل الغراب فقد أذن النبي في قتله
- 900 الغراب فاسق
- 901 الفويسق
- 902 أمر النبي ﷺ بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
- 903 أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
- 904 من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة
- 905 لا تلعنوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة
- 906 عن النهي عن الضرب في الوجه والوسم في الوجه
- 907 لا تضرب الوجه
- 908 لعن الله الذي وسم الحمار في وجهه
- 909 من يسم في الوجه
- 910 لا تسموا بالحريق
- 911 لعن الله من وسَمَ الحمار في وجهه
- 912 يسم شاة في آذانها
- 913 لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه
- 914 وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن...
- 915 نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
- 922 قتل الكلب الاسود البهيم ذي النقطتين
- 923 اقتلوا الأسود البهيم من الكلاب
- 924 أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب
معلومات عن حديث: الغراب فاسق
📜 حديث: الغراب فاسق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الغراب فاسق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الغراب فاسق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الغراب فاسق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








