حديث: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الحيوانات التي نُهي عن قتلها

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة».

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣١٩)، ومسلم في السلام (٢٢٤١: ١٤٩) كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3319) والإمام مسلم (رقم 2241) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أولاً: شرح المفردات:
● نزل: أي جلس واستقر للراحة.
● تحت شجرة: أي في ظلها.
● فَلَدَغَتْهُ نَمْلَة: اللدغ هو العض بالإبرة التي فيها السم، والمقصود هنا أن نملة لدغته.
● بِجِهَازِهِ: جهازه هنا يعني متاعه وأثاثه وأدواته التي كانت معه.
● فأخرج من تحتها: أي أخرج المتاع من تحت الشجرة.
● ببيتها: أي مسكن النمل وكوكبه.
● فأوحى الله إليه: أي ألهمه الله وخاطبه.
● فهلا نملة واحدة: أي هلا اكتفيت بإزالة النملة التي لدغتك فقط، دون إيذاء بقية النمل البريء.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قصة نبي من أنبياء الله تعالى، جلس ليستريح تحت ظل شجرة، فلدغته نملة مؤذية، فغضب من هذا الأذى.
فبدلاً من أن يتصرف بروح العدل والحكمة التي ينبغي للنبي، انفعل وأمر بإخراج جميع متاعه من تحت الشجرة، ثم أمر بإحراق بيت النمل كله، فدمر مستعمرة النمل بأكملها انتقاماً من نملة واحدة.
فعاتبه الله تعالى بوحي منه قائلاً: (فهلا نملة واحدة؟)، أي: لماذا لم تعاقب النملة التي أذتك وحدها، وتترك بقية النمل الذي لم يقترف ذنباً؟ لماذا التعميم والعقاب الجماعي على ذنب فرد؟
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- العدل واجب حتى مع أصغر المخلوقات: الحديث درس عظيم في العدل واجتناب الظلم. فالنمل مخلوقات ضعيفة، وحرمة إيذائها دون حق معتبرة في الشريعة. فكيف بالإنسان؟!
2- تحريم العقاب الجماعي على ذنب الفرد: من أخطأ فهو الذي يستحق العقاب، ولا يجوز معاقبة الجماعة أو العائلة أو القبيلة بذنب فرد منها. هذا من أصول العدل في الإسلام.
3- الرحمة بجميع المخلوقات: النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذه القصة ليعلمنا الرحمة حتى بالحيوانات والحشرات، وعدم إيذائها إلا لمصلحة معتبرة (كالحشرات الضارة في البيت مثلاً، ولكن بالطريقة التي لا تعذبها).
4- ضبط النفس عند الغضب: الغضب قد يؤدي إلى أفعال طائشة وظالمة يندم عليها الإنسان لاحقاً. كان على النبي في القصة أن يضبط غضبه ويتصرف بحكمة.
5- التقوى في التعامل مع كل شيء: المسلم يتقي الله في كل شيء، حتى في تعامله مع الحيوان والحشرة، فهو يعلم أنه سيُسأل عن كل حقٍّ أضاعه.
6- عظمة التشريع الإسلامي: جاء الإسلام ليحفظ الحقوق للجميع، ويحرم الظلم بجميع أشكاله، حتى أنه يحرم الظلم تجاه الحيوان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لَا هِيَ أطْعَمَتْهَا وَلا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ». (رواه البخاري ومسلم).
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على تحريم إحراق النمل أو قتله بتعذيب، إلا إذا كان مؤذياً في البيت فيُزال بالطرق التي لا تؤذي بقية النمل البريء أو تعذبه.
- العلماء يستنبطون من هذا الحديث أصولاً عظيمة في السياسة الشرعية والقضاء، منها منع العقاب الجماعي، ووجوب تخصيص العقاب بالمذنب فقط.
- القصةرغم أن عن نبي، ولكن الله عاتبه على هذا الفعل ليعلمنا أن الخطأ ممكن من أي أحد، والحكمة هي في قبول العتاب والرجوع إلى الحق.
أسأل الله أن يجعلنا من العادلين الرحماء، الذين يقتدون بنبيهم صلى الله عليه وسلم في رحمته وعدله وحكمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣١٩)، ومسلم في السلام (٢٢٤١: ١٤٩) كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي الباب ما رواه أبو داود (٢٦٧٥، ٥٢٦٨) عن محبوب بن موسى، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن ابن سعد، (وهو الحسن بن سعد)، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة، فجعلت تفرش، فجاء النبي ﷺ، فقال: «من فجع هذه بولدها؟ رُدُّوا ولدها إليها» ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: «من حرق هذه؟» قلنا: نحن، قال: «إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار».
ورواه البخاري في الأدب المفرد (٣٨٢)، والحاكم (٤/ ٢٣٩) كلاهما من طرق عن الحسن بن سعد به مقتصرا على الحمرة.
ورواه أحمد (٤٠١٨)، والنسائي في الكبرى (٨٥٦٠) كلاهما من طريق أبي إسحاق الشيباني به مقتصرا على قصة حرق قرية النمل.
وسماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه محل خلاف، والراجح أنه لم يسمع من أبيه إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 892 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة

  • 📜 حديث: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب