نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع

حديث: نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع

عن عبد الرحمن بن عثمان: أن طبيبا سأل النبي ﷺ عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي ﷺ عن قتلها.

حسن: رواه أبو داود (٣٨٧١)، والنسائي (٤٣٥٥)، وأحمد (١٥٧٥٧)، والحاكم (٤/ ٤١٠، ٤١١)، والبيهقي (٩/ ٣١٨) كلهم من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن عثمان، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الرحمن بن عثمان: أن طبيبا سأل النبي ﷺ عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي ﷺ عن قتلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار شراح الحديث وعلمائه:

نص الحديث:

عن عبد الرحمن بن عثمان: "أن طبيبا سأل النبي ﷺ عن ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي ﷺ عن قتلها."
رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه عدد من أهل العلم.

1. شرح المفردات:

● طبيب: الشخص المتخصص في العلاج وتداوي الأمراض.
● ضفدع: حيوان برمائي معروف، يعيش في الماء والبر.
● يجعلها في دواء: يستخدمها كعنصر في تركيب دواء أو علاج.
● نهاه: منعه وزجره عن الفعل.
● عن قتلها: عن قتل الضفادع.

2. شرح الحديث:

في هذا الحديث يخبرنا الصحابي عبد الرحمن بن عثمان رضي الله عنه أن أحد الأطباء في زمن النبي ﷺ سأله عن حكم استخدام الضفدع في صنع الدواء، حيث كان متعارفًا عند بعض الناس استخدامها في التركيبات العلاجية، فأجابه النبي ﷺ بنهيه عن قتلها أصلاً.
والنهي هنا يشمل قتلها لأجل الدواء أو لغيره، مما يدل على تحريم قتل الضفدع، وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء.

3. الدروس المستفادة والعبر:

● تحريم قتل الضفدع: النهي النبوي صريح في منع قتل الضفادع، وهذا يدل على حرمة قتلها إلا لضرورة شرعية.
● التسليم لأمر الشرع: الطبيب سأل ليعرف الحكم، ولما نُهي امتثل، وهذا درس في وجوب الرجوع إلى الشرع حتى في الأمور الدنيوية كالطب.
● الرفق بالحيوان: النهي عن قتل الضفدع يدخل في باب الرفق بالحيوان الذي حث عليه الإسلام، حتى في الكائنات الصغيرة.
● تحريم استخدام المحرمات في العلاج: النهي عن قتلها يعني تحريم استخدامها في الدواء، لأن ذلك يستلزم قتلها، وهذا يتوافق مع القاعدة الشرعية: "ما حرم أخذه حرم إعطاؤه وما حرم الانتفاع به".

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن الضفدع من الحيوانات المحرم قتلها، وهو مذهب الجمهور، خلافًا لبعض المذاهب التي استثنت ما فيه ضرر.
- بعض العلماء قالوا: النهي للتحريم، وبعضهم قال: للكراهة، ولكن الراجح هو التحريم لأنه نهي صريح.
- يستثنى من ذلك إذا كان الضفدع مؤذياً، فيجوز قتله دفعاً للأذى، عمومًا بقاعدة: "لا ضرر ولا ضرار".
- الحديث يدل على تواضع النبي ﷺ وإجابته حتى على الأسئلة الدقيقة والمتعلقة بمهنة الطب.
- يستفاد منه أن على الطبيب المسلم أن يتحرى الحلال في علاجه، ولا يستخدم مواد محرمة.

الخلاصة:

الحديث يدل على تحريم قتل الضفدع، وبالتالي تحريم استخدامه في الأدوية أو غيرها، إلا للضرورة التي تبيح المحظورات، وهو درس في الرفق بالحيوان والالتزام بأحكام الشرع حتى في الأمور الدنيوية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٧١)، والنسائي (٤٣٥٥)، وأحمد (١٥٧٥٧)، والحاكم (٤/ ٤١٠، ٤١١)، والبيهقي (٩/ ٣١٨) كلهم من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن عثمان، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن خالد وهو الكناني فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وقال البيهقي: «هذا أقوى ما ورد في الضفدع».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 896 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع

📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية