حديث: من في قلبه إيمان لا يدخل النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من الكبر

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء»

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٤٨: ٩١) من طرق عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يذكر أصلاً من أصول الإيمان والعقيدة، وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان، وأن إفشاء السلام سبب لحصولها.

### ثانياً. شرح المفردات
● مثقال: وزن، أو قدر.
● حبة خردل: وهي بذرة صغيرة جداً معروفة بدقتها وصغر حجمها.
● الكبرياء: العظمة والتجبر، والاستعلاء على الخلق وحقوقهم، والتكبر على الخالق بعصيانه. وهو من صفات الله تعالى التي لا تليق إلا به، فمن تكبر بها على الخلق فقد نازع الله في صفة من صفاته.

### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقتين عظيمتين:
1- «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان»:
- هذا من أعظم البشارات للمؤمنين. معناه أن من مات وقلبه فيه أدنى قدر من الإيمان الصحيح، ولو كان بقدر حبة الخردل الصغيرة، فإنه لن يخلد في النار، وإن دخلها بسبب ذنوبه وعصيانه، فإن إيمانه هذا سيكون سبباً في خروجه منها بشفاعة الشافعين أو برحمة الرحمن، حتى يدخل الجنة. وهذا موافق لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
- وهذا الإيمان الذي ينفع صاحبه هو الإيمان الحقيقي الذي يقترن بالعمل الصالح وينفي الشرك، وليس مجرد ادعاء.
2- «ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء»:
- هذا وعيد شديد لأهل الكبر والعجب. معناه أن من مات وفي قلبه أدنى قدر من الكبر والاستعلاء على الخلق وعلى أمر الله، ولم يتب منه، فإن هذا الكبر يحجب صاحبه عن دخول الجنة، لأنه من كبائر الذنوب التي تمنع من دخولها، أو تؤدي به إلى النار أولاً حتى يُطَهَّر منها.
- والكبرياء هنا هي الكبر الباطني الذي يستقر في القلب، وهو أصل التكبر في السلوك والأقوال. وقد قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا}.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظمة شأن الإيمان ولو كان قليلاً: فأدنى إيمان يمنع من الخلود في النار، مما يدل على عظمة فضل الله ورحمته بعباده.
2- خطورة الكبر والاستعلاء: فهو من الصفات المهلكة التي تمحق البركات وتغلق أبواب الجنة، وهو أول معصية عصي الله بها، حين أبى إبليس السجود لآدم تكبراً.
3- القلب محل النظر: فالأعمال بالنيات، والنظر إلى القلوب وما انطوت عليه من إيمان أو كبر، وهو أساس قبول الأعمال أو ردها.
4- الحث على تطهير القلب: من أدنى درجات الكبر والعجب، والحذر من احتقار الآخرين أو الاستهانة بهم.
5- الترغيب والترهيب: جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين الترهيب من الكبر والترغيب في الإيمان.


خامساً:

معلومات إضافية
- من كمال الإيمان أن يجمع المسلم بين الإيمان القلبي والتواضع للخلق، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأشجعهم وأحلمهم، وكان لا يتكبر على أحد، ويجلس مع المساكين والفقراء.
- التواضع من صفات عباد الله الرحمن، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}.
أسأل الله أن يرزقنا إيماناً صادقاً، ويطهر قلوبنا من الكبر والعجب، وأن يجعلنا من أهل الجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٤٨: ٩١) من طرق عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، فذكره.
قال الترمذيّ (١٩٩٩): «وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: «لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان»، إنما معناه لا يخلد في النار. وهكذا روي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ قال: يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان وقد فسر غير واحد من التابعين هذه الآية: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [آل عمران: ١٩٢] فقال: من تخلد في النار فقد أخزيته. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1030 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من في قلبه إيمان لا يدخل النار

  • 📜 حديث: من في قلبه إيمان لا يدخل النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من في قلبه إيمان لا يدخل النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من في قلبه إيمان لا يدخل النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من في قلبه إيمان لا يدخل النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب