حديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الشرك الأصغر والخفي

عن عبد اللَّه بن عمرو، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «من سمع الناس بعمله سمع اللَّه به سامع خلقه، وصغره وحقره».

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (١٤٤١٤)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٢٣/ ١٢٤) كلاهما من طريق القاسم بن زكريا، قال: أعطاني عبد الرحيم بن محمد السكري كتابا، فكتبت منه: حدّثنا عباد بن العوام، ثنا أبان بن تغلب، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «من سمع الناس بعمله سمع اللَّه به سامع خلقه، وصغره وحقره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع وبما نقول.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، وغيرهم، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● «من سمع الناس بعمله»: أي من أفشى عمله الصالح وأظهره للناس، وأسمعهم به ليمدحوه ويُثْنوا عليه، لا ليتأسوا به أو لينتفعوا.
● «سمع اللَّه به سامع خلقه»: أي أن الله تعالى سيجعل الناس يسمعون بهذا المرائي، ولكن ليس بمدح وثناء، بل بذم وحقارة، فيفضحه ويُشْهِرُه بينهم.
● «وصغره وحقره»: أي جعله صغيراً وحقيراً في أعين الناس، بعد أن كان يطلب التعظيم والتبجيل منهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يُحذّر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من رياء المرائين، الذين لا يبتغون بعملهم وجه الله تعالى، بل يريدون أن يمدحهم الناس ويُثنوا عليهم.
فمن كان هذا دأبه، أن يعمل العمل الصلاة أو الصدقة أو الصيام أو غيرها، ثم يُذيعها بين الناس ليمدحوه، فإن عقوبته من جنس عمله:
- هو أراد أن يُسْمِع الناس بعمله لينال منهم المَدح،
- فجازاه الله بأن أَسْمَع الناس به، ولكن ليس ليمدحوه، بل ليفضحوه ويذموه، فيجعل عمله حجة عليه، ويجعله صغيراً وحقيراً في أنظارهم، بعد أن كان يتوقع أن يكون عظيماً مُكَرَّماً.
وهذا من العدل الإلهي: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى: 40]. أراد أن يرفعه الناس بالرياء، فخسف الله به إلى الأرض، وأذله بسبب ما أخفاه في نفسه من إرادة غير الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب إخلاص العمل لله تعالى: فالنية هي روح العمل، وبها يقبل العمل أو يرد. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
2- خطر الرياء والسمعة: الرياء شرك أصغر، وهو من أخطر أمراض القلوب لأنه يبطل الثواب ويورد صاحبه المهالك.
3- العدل الإلهي في الجزاء: فكما تدين تدان. من سعى في تعظيم نفسه عند الخلق بالرياء، سعى الله في تحقيره وإذلاله بينهم.
4- الحث على إخفاء الطاعات: يستحب للمسلم أن يُخفي عمله الصالح ما أمكن، خشية الوقوع في الرياء، إلا إذا كان في إظهاره مصلحة راجحة، كقدوةٍ للآخرين أو دعوةٍ للخير.
5- التخويف من عاقبة الرياء: الحديث وعيد شديد لمن عمل لغير الله، فهو يحذر من أن يصير المرائي مُثَلةً يُضرب به المثل في الهوان والذل.

رابعاً. معلومات إضافية:


- ينبغي للمسلم أن يجاهد نفسه على الإخلاص، ويحذر من إطلاق العنان لرغبته في ثناء الناس.
- من الأعمال ما يشرع إظهاره كالحج والجهاد، لما فيه من الدعوة إلى الخير وتشجيع الآخرين.
- إذا حصل للمرء مدح من الناس دون قصد منه أو سعي، فلا يؤاخذ عليه، ولكن عليه أن يحذر العجب ويجدد النية.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الرياء، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١٤٤١٤)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٢٣/ ١٢٤) كلاهما من طريق القاسم بن زكريا، قال: أعطاني عبد الرحيم بن محمد السكري كتابا، فكتبت منه: حدّثنا عباد بن العوام، ثنا أبان بن تغلب، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (٦٥٠٩) من وجه آخر عن عمرو بن مرة سمعت رجلا في بيت أبي عبيدة أنه سمع عبد اللَّه بن عمرو يحدث ابنَ عمر أن رسول اللَّه ﷺ قال: فذكر الحديث مثله. وقال: فذرفتْ عينا عبد اللَّه.
والرجل المبهم هو خيثمة بن عبد الرحمن كما تقدم وهو ثقة.
وورد عند أحمد أيضًا (٧٠٨٥) بكنيته (أبي يزيد).
وفي الباب ما روي عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من يرائي يرائي اللَّه به، ومن يسمع يسمع اللَّه به، من لا يرحم الناس لا يرحمه اللَّه» فهو ضعيف. رواه الترمذيّ (٢٣٨١)، وابن ماجه (٤٢٠٦)، وأحمد (١١٣٥٧) كلهم من طرق عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
والسياق للترمذي، ولم يذكر أحمد وابن ماجه: «من لا يرحم. . .» الحديث.
وعطية العوفي هو ابن سعد الكوفي ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1043 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه

  • 📜 حديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب