حديث: المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في ذمّ اللعن

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء»

حسن: رواه أحمد (٣٩٤٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٣١٢)، وصحّحه ابن حبان (١٩٢)، والحاكم (١/ ١٢) كلهم من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد اللَّه قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء».
[رواه الترمذي في سننه وقال: حديث حسن، وهو حسن]


1. شرح المفردات:


● المؤمن: هو الذي اكتملت فيه شعب الإيمان، وصدّق بقلبه، ونطق بلسانه، وعمل بجوارحه.
● اللعان: الكثير اللعن، أي الدعاء على الآخرين بالإبعاد من رحمة الله.
● الطعان: الكثير من الطعن في أعراض الناس، والغيبة، والتنقيص من شأنهم.
● الفاحش: الذي يتلفظ بالألفاظ القبيحة والبذيئة، أو يفعل الأفعال المشينة.
● البذيء: الذي لا يحترم نفسه ولا غيره، ويتجاوز حدود الأدب في القول والفعل.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أربع صفات ذميمة تنافي كمال الإيمان وحسن الخلق، وأن المؤمن الحقيقي يبتعد عنها:
● ليس باللعان: المؤمن لا يعتاد اللعن، لأن اللعن دعاء على الآخرين بالطرد من رحمة الله، وهذا خلاف شفقة المؤمن وإرادته الخير للخلق. وقد ورد الوعيد الشديد في اللعن، كما في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة» [رواه مسلم].
● ولا الطعان: المؤمن لا يطعن في أعراض الناس، ولا يغتابهم، ولا يتتبع عوراتهم. والطعان هو من يكثر من التنقيص من الآخرين والتشهير بهم. وقد حذر الله تعالى من الغيبة وشبهها بأكل لحم الأخ ميتًا، فقال: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
● ولا الفاحش: المؤمن لا يتكلم بالكلام الفاحش البذيء، ولا يفعل الفواحش، بل يتخلق بالحياء والحلم. والفاحش هو من تجاوز الحد في القول أو الفعل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» [رواه الترمذي].
● ولا البذيء: البذيء هو قليل الأدب، الذي لا يراعي المشاعر، ويتكلم بكلامٍ خالٍ من الذوق والأخلاق. والمؤمن يتجنب هذا؛ لأنه يعلم أن كلامه وعمله مراقب من الله تعالى.


3. الدروس المستفادة من الحديث:


1- العلاقة بين الإيمان والأخلاق: الحديث يظهر أن الأخلاق الحسنة جزء من الإيمان، وأن سوء الخلق ينقص الإيمان ويضعفه.
2- الحث على حفظ اللسان: المؤمن يحفظ لسانه من اللعن والطعن والفحش والبذاءة، لأن الكلمات لها تأثير كبير في العلاقات الاجتماعية.
3- التربية على الرحمة واللين: المؤمن رحيم بالخلق، لا يدعو عليهم باللعنة، بل يدعو لهم بالهداية والمغفرة.
4- التحذير من مساوئ الأخلاق: هذه الصفات الأربع (اللعان، الطعان، الفاحش، البذيء) من مساوئ الأخلاق التي يجب على المسلم تجنبها.
5- السعي للكمال الإيماني: المؤمن الحقيقي يسعى دائمًا لتجنب كل ما يعيب شخصيته ويُنقص إيمانه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي جمعت جوامع الخير وآداب المؤمن، وهو يدل على أن الإسلام دين الأخلاق والفضيلة.
- ينبغي للمسلم أن يعوّد لسانه على الذكر والكلام الطيب، كما قال تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: 53].
- من أسباب حفظ اللسان: مجالسة الصالحين، وتذكر الآخرة، وقراءة القرآن، والدعاء بأن يزين الله أخلاقنا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٩٤٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٣١٢)، وصحّحه ابن حبان (١٩٢)، والحاكم (١/ ١٢) كلهم من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد اللَّه قال: فذكره. وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1020 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء

  • 📜 حديث: المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب