حديث: من أشرك معي غيري تركته وشركه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الشرك الأصغر والخفي

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قال اللَّه تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه»

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٨٥) عن زهير بن حرب، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «قال اللَّه ﵎: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، هو من الأحاديث القدسية، التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى. وهو يحمل تحذيراً شديداً من الشرك في العبادة، وبياناً لعاقبة من يقع فيه.

أولاً. شرح المفردات:


● أغنى الشركاء عن الشرك: أي أنا الله الغني المطلق، الذي لا يحتاج إلى شريك أبداً، ولا ينبغي أن يُجعل لي شريك في العبادة. فغنى الله تعالى يجعله يستحق أن يُعبد وحده لا شريك له.
● من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري: أي من قام بعبادة أو عمل صالح (كالصلاة، أو الصدقة، أو الدعاء) وقصد به وجه الله ولكنه خلطه بقصد غير الله، مثل الرياء أو السمعة أو مراءاة الناس.
● تركته وشركه: أي أنا الله أتخلى عن هذا العمل وأهجره، وأتركه للشريك الذي أشركه معي، فلا أقبله ولا أثيب عليه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الله تعالى في هذا الحديث عن عظيم غناه وكمال استغنائه عن كل ما سواه. فهو الغني بذاته عن العالمين، فلا يحتاج إلى شريك يعينه أو يشاركه في العبادة. بل إن إشراك غيره معه في العبادة هو منافٍ لكمال غناه وجلاله.
ثم يبين تعالى المصير المحتوم لكل عملٍ خالطه الشرك، حتى لو كان في أصله عملاً صالحاً. فإذا قام العبد بعملٍ من أعمال البر والطاعة، ولكن نقص إخلاصه لله فيه بأن أراد به عرضاً من الدنيا، أو رياءً وسمعةً من الناس، فإن الله تعالى يترك هذا العمل لصاحبه ولا يقبله، بل يخيبه ويحبطه، ويدعه للشريك الذي قصد به (وهو الناس أو الدنيا)، ليكون جزاؤه منهم في الدنيا فقط، ولا يكون له في الآخرة من نصيب.
فالحديث تحذير من الشرك الخفي، وهو الرياء، الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء».

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- وجوب إخلاص العبادة لله وحده: فالعبادة لا تصح ولا تقبل إلا إذا خلت من الشرك كله، كبيرَه وصغيرَه، جليَّه وخفيَّه.
2- عظمة غنى الله تعالى وكمال استغنائه: فهو لا يحتاج إلى شريك، بل هو الغني عن كل ما سواه.
3- خطر الرياء والسمعة: فهو شركٌ في العبادة، يحبط العمل ويذهب بأجره.
4- أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم: فكم من عملٍ يبدو أنه عظيم، لكنه ذهب أدراج الرياح لعدم الإخلاص فيه.
5- الحث على محاسبة النفس: والتأكد من نقاء القصد وإخلاص النية في كل عملٍ تقوم به.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب الإخلاص، ومحاسبة النفس على النية والقصد.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الحديث دائماً،尤其 عند القيام بأي عملٍ صالح، ليتذكر أن الله لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه.
- من الأدعية المأثورة في هذا الباب: «اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه».
نسأل الله أن يخلص أعمالنا، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يحفظنا من الشرك كله ظاهره وباطنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٨٥) عن زهير بن حرب، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1040 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أشرك معي غيري تركته وشركه

  • 📜 حديث: من أشرك معي غيري تركته وشركه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أشرك معي غيري تركته وشركه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أشرك معي غيري تركته وشركه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أشرك معي غيري تركته وشركه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب