حديث: الرياء شرك السرائر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الشرك الأصغر والخفي

عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي ﷺ فقال: «أيها الناس! إياكم وشرك السرائر» قالوا: يا رسول اللَّه! وما شرك السرائر؟ قال: «يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر».
وفي رواية: أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: يا رسول اللَّه! وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء، يقول اللَّه عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءًا».

صحيح: رواه ابن خزيمة (٩٣٧)، وابن أبي شيبة (٨٤٨٩)، وأحمد (٢٣٦٣١)، والبغوي في شرح السنة (٤١٣٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٨٣١) كلهم من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره.

عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي ﷺ فقال: «أيها الناس! إياكم وشرك السرائر» قالوا: يا رسول اللَّه! وما شرك السرائر؟ قال: «يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر».
وفي رواية: أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: يا رسول اللَّه! وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء، يقول اللَّه ﷿ لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بشرح هذا الحديث العظيم.

الحديث الأول:

شرح حديث محمود بن لبيد
متن الحديث:
عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي ﷺ فقال: «أيها الناس! إياكم وشرك السرائر» قالوا: يا رسول اللَّه! وما شرك السرائر؟ قال: «يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر».

# 1. شرح المفردات:


● إياكم: احذروا.
● شرك السرائر: الشرك الخفي الذي يكون في الباطن والنيَّات.
● يزين صلاته: يحسنها ويرتلها ويطيل فيها، لا لله بل ليراه الناس.
● جاهدا: باذلاً جهده ووسعه في تحسينها.

# 2. شرح الحديث:


يحذّر النبي ﷺ في هذا الحديث من نوع خفي من الشرك، وهو "شرك السرائر"، أي ما يكنّه العبد في نفسه من رياء وخوف من المخلوقين أكثر من الخوف من الله.
وسُمي "شرك السرائر" لأنه لا يظهر للناس، بل هو نية فاسدة في القلب، يريد بها صاحبها عرضاً من الدنيا أو مدحاً من الناس.
والمثال الذي ضربه النبي ﷺ هو صلاة المرء، حيث يجتهد في تحسينها وإطالتها لا لله، بل لأنه يعلم أن الناس ينظرون إليه، فيريد أن يظهر أمامهم بمظهر العابد الزاهد. وهذا من أخطر أمراض القلوب، لأنه يفسد العمل ويبطله.

# 3. الدروس المستفادة:


- وجوب إخلاص النية لله تعالى في كل قول وعمل.
- خطورة الرياء، وأنه من الشرك الخفي الذي قد يقع فيه الإنسان من حيث لا يشعر.
- الحذر من تزيين العمل لأجل الناس ومدحهم.
- أهمية مراقبة القلب والنية في كل العبادات.


الحديث الثاني:

شرح رواية الشرك الأصغر
متن الحديث:
أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: يا رسول اللَّه! وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء، يقول اللَّه عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءًا».

# 1. شرح المفردات:


● أخوف ما أخاف: أكثر ما أخشاه عليكم.
● الشرك الأصغر: هو الرياء، وسُمي أصغر تمييزاً له عن الشرك الأكبر (كعبادة الأصنام).
● تراؤون: تظهرون أعمالكم لهم ليمدحوكم.

# 2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ أن من أخوف ما يخافه على أمته هو "الشرك الأصغر" وهو الرياء.
والرياء: هو أن يعمل الإنسان عملاً صالحاً يريد به وجه الله، لكنه يخلط ذلك بقصد أن يمدحه الناس أو يثنوا عليه.
وفي يوم القيامة، عندما يُجازى الناس بأعمالهم، يقول الله تعالى للعابد المرائي: اذهب إلى الذين كنت تعمل لأجلهم في الدنيا، واطلب منهم الجزاء؛ لأنك لم تخلص لي في عملك. وهذا من أشد أنواع العقاب، حيث يحرم صاحبه من ثواب العمل الذي ظن أنه سيناله.

# 3. الدروس المستفادة:


- الرياء من أخطر الأمور على العبد، لأنه يهدم العمل ويبطله.
- وجوب إخلاص العمل لله تعالى وحده.
- التذكير بيوم القيامة وأن الله هو الذي يجازي على الأعمال، لا الناس.
- الحذر من طلب المدح والثناء من الناس على العبادة.


معلومات إضافية مفيدة:


- الرياء قد يكون في العبادات الظاهرة (كالصلاة والصيام والصدقة)، وقد يكون في الأمور الدنيوية (كطلب السمعة والمنزلة بين الناس).
- من علاج الرياء:
1- استحضار عظمة الله وأنه المطلع على القلوب.
2- تذكر أن الناس لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله.
3- الإكثار من الأعمال الخفية التي لا يعلمها إلا الله.
4- الدعاء بأن يُطهّر الله القلب من الرياء.
- الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر:
- الشرك الأكبر: يُخرج من الملة ويُخلّد صاحبه في النار إذا مات عليه.
- الشرك الأصغر: لا يُخرج من الملة، لكنه من الكبائر التي تُ減ِّل الأجر وقد تُحبِط العمل.
أسأل الله أن يُخلص قلوبنا وأعمالنا له، وأن يجعلنا من عباده المخلصين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٩٣٧)، وابن أبي شيبة (٨٤٨٩)، وأحمد (٢٣٦٣١)، والبغوي في شرح السنة (٤١٣٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٨٣١) كلهم من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره. وإسناده صحيح.
واللفظ الأول لابن خزيمة وابن أبي شيبة، واللفظ الثاني للبغوي والبيهقي، والإمام أحمد لم يسق لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على لفظ حديث قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1047 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرياء شرك السرائر

  • 📜 حديث: الرياء شرك السرائر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرياء شرك السرائر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرياء شرك السرائر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرياء شرك السرائر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب