حديث: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في ذمّ اللعن

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا»

حسن: رواه الترمذيّ (٢٠١٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٠٩)، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٧) كلهم من طريق كثير بن زيد، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه عبد اللَّه بن عمر قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم في أدب المؤمن وخلقه، رواه الإمام الترمذي في سننه، وقال: حديث حسن.
وفيما يلي الشرح الوافي له على النحو المطلوب:


1. شرح المفردات:


* لا ينبغي: لا يليق ولا يصح ولا يحسن. وهي كلمة تفيد التحريم والنهي الشديد، وليس مجرد الكراهة.
* لَعَّانًا: صيغة مبالغة من الفعل "لَعَنَ". واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى. فـ "اللعَّان" هو الشخص الكثير اللعن، الذي جعل لعن الناس وشتمهم ودعاء الشر عليهم عادة له.


2. شرح الحديث:


يُرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى خُلُقٍ عظيم من أخلاق المؤمن، وينهى عن خُلُقٍ ذميم.
فالمؤمن الحق هو من يسعى لنشر الخير والرحمة والبركة، وليس لنشر الشر والسباب والطرد من رحمة الله. فكثرة اللعن تنافي صفة الرحمة التي يجب أن يتحلى بها المؤمن، وتُذهب المروءة وتُسِيء إلى العلاقات بين الناس.
والنهي هنا يشمل لعن الأشخاص المعيَّنين (مثل أن يقول الإنسان: "لعن الله فلاناً")، كما يشمل لعن الأعمال والأشياء غير المخصصة (مثل لعن الزمان أو المرض أو الدواب).
ملاحظة مهمة: هناك فرق بين لعن الشخص المعيَّن وبين لعن أهل المعاصي والعصاة على سبيل العموم (مثل أن يقول: "لعن الله الظالمين" أو "لعن الله الكاذبين")، فهذا جائز إذا كان فيه مصلحة شرعية كالتحذير من الظلم والكذب. ولكن النهي في الحديث هو عن التلفظ باللعن كعادة وسَبّة لكل صغيرة وكبيرة، مما يجعل القلب قاسياً واللسان سليطاً.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حرمة اللعن: النهي عن اللعن نهيٌ شديد، وهو من الكبائر إذا وُجِّه لمسلم بريء.
2- الرحمة صفة المؤمن: المؤمن رحيم بطبعه، يسامح ويستر ويعفو، ولا يكون سبَّاباً ولا طعَّاناً.
3- حفظ اللسان: الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم التي تحث على حفظ اللسان عن كل قبيح من الكلام.
4- التربية على الخلق الحسن: يجب على المسلم أن يربي نفسه على الكرم في الخُلُق، والابتعاد عن الدعاء على الآخرين أو شتمهم، حتى لو أساءوا إليه.
5- خطورة اللسان: اللسان هو ترجمان القلب، فكثرة اللعن تدل على قسوة القلب وسوء الطوية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* جاء في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ» (رواه الترمذي وهو حسن). فهذه الصفات الأربع (الطعان، اللعان، الفاحش في القول، البذيء) ليست من أخلاق المؤمن.
* من فضل الله تعالى أن جعل للمؤمن بدائل شرعية عظيمة عند الغضب أو رؤية المنكر، كأن يقول: "هداك الله" أو "أصلحك الله" أو "ارحم نفسك"، أو أن يدعو له بالهداية بدلاً من الدعاء عليه باللعنة والطرد.
* إذا رأى المسلم منكراً، فليس من منهج الإسلام أن يبدأ بلعن فاعله، بل ينكر المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، عسى أن يهتدي فاعله.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على حفظ ألسنتنا وجوارحنا.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٠١٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٠٩)، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٧) كلهم من طريق كثير بن زيد، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه عبد اللَّه بن عمر قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل كثير بن زيد المدني فإنه حسن الحديث.
وحسّنه أيضًا الترمذيّ فقال: «هذا حديث حسن غريب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1021 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا

  • 📜 حديث: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب