حديث: تحريم سباب المسلم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب التحذير من السباب والقتال
حسن: رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١١٠٤) عن علي بن الحسن بن أبي عيسى، حدّثنا المقرئ، حدّثنا ابن لهيعة، حدثني يزيد بن أبي حببب، عن سنان بن سعد الكندي، عن أنس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين خطورة الاعتداء على المسلم في عرضه ودمه.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● الراوي: أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● النص: «سَبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ».
● المصدر: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر)، ومسلم في صحيحه (كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق»).
### ثانياً. شرح المفردات
● سَبَابُ: السباب هو الشتم والتقبيح والطعن في عرض الإنسان بغير حق، كأن يلعنه أو يذكر عيوبه بقصد الإهانة.
● الْمُسْلِمِ: كل من نطق بالشهادتين والتزم بأحكام الإسلام الظاهرة.
● فُسُوقٌ: الفسوق في اللغة: الخروج. وفي الشرع: الخروج عن طاعة الله تعالى، وهو اسم لكل معصية، ولكنه هنا دون الكفر.
● قِتَالُهُ: أي محاربته واعتداؤه بالسلاح بقصد القتل.
● كُفْرٌ: الكفر هنا على قسمين:
1- كفر أصلي (أكبر): إذا قاتله وهو مستحل لذلك، معتقداً حلَّ دمه بغير حق.
2- كفر دون كفر (أصغر): إذا قاتله بدافع الغضب أو العصبية أو لأجل دنيا، دون استحلال، فهذا كفر عمل ونعمة، لا كفر اعتقاد يخرج من الملة.
### ثالثاً. شرح الحديث
يُبيِّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم حرمة المسلم وعظم حقه، فيقرر حكمين شديدين:
1- «سباب المسلم فسوق»: أي أن شتم المسلم وانتقاصه والاعتداء على عرضه بالكلام البذيء معصية كبيرة وخروج عن طريق المؤمنين، وهو من الفسوق الذي يُنقِص الإيمان ويوجب العقوبة، لكنه لا يصل إلى حد الكفر.
2- «وقتاله كفر»: هذا أشد وعيداً من الأول. فقتال المسلم -أي محاربته ورفع السلاح عليه- أمر خطير جداً، لأنه اعتداء على أعظم الحقوق بعد الإيمان وهو حق الحياة. والكفر هنا يحتمل معنيين كما ذكر العلماء:
● إن استحلَّ ذلك: أي اعتقد أن قتل المسلم بغير حق حلال، فهذا كفر أكبر يخرج من الملة، لأنه مكذب لله ورسوله في تحريم قتل النفس المعصومة.
● إن فعله دون استحلال: كأن يقتله لأجل مال أو ثأر أو عصبية جاهلية، وهو يعلم أنه حرام، فهذا من الكفر العملي (كفر النعمة أو كفر دون كفر)، وهو من كبائر الذنوب، ولكنه لا يخرج صاحبه من الإسلام، وإن عرَّضه لعذاب الله وعقوبته.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عصمة الدماء والأعراض: يؤكد الحديث على حرمة دم المسلم وعرضه، وأنها من أعظم الحرمات في الإسلام.
2- خطورة اللسان: فاللسان قد يورد صاحبه المهالك، وشتم المؤمن من كبائر الذنوب التي تهدم الإيمان.
3- التفريق بين أنواع الكفر: ليس كل ذنب يوصف بأنه كفر يعني الكفر المخرج من الملة، بل هناك كفر أصغر وهو المعصية.
4- التحذير من التهاون بالدماء: فيه تحذير شديد من التهاون بقتال المسلمين والوقوع في الفتنة، كما هو واقع في بعض البلدان.
5- الحث على حفظ اللسان: يجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن كل ما يغضب الله، خاصة سباب المؤمنين والوقوع في أعراضهم.
6- وجوب التثبت في أحكام التكفير: لا يجوز تكفير المسلم بمجرد ارتكابه معصية، إلا إذا جاء بما يقتضي الكفر اليقيني، كاستحلال قتل النفس بغير حق.
خامساً:
معلومات إضافية- هذا الحديث من الأحاديث التي عليها مدار أحكام كثيرة في باب حرمة المسلم وعقوبات القتل والاعتداء.
- يستدل به العلماء على تحريم القتال بين المسلمين (الفتنة)، وأنه من أعظم المنكرات.
- يقابله حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم أيضاً: «أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، مما يؤكد على خطورة
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل سنان بن سعد وقيل: سعد بن سنان فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يتبين وهمه؛ لأنه كان يهم كثيرا، وكان لحديثه أصل، وأما ابن لهيعة فروى عنه عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، ورواية العبادلة عنه أعدل من غيرهم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1010 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 985 ائذنوا له فلبئس ابن العشيرة
- 986 من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
- 987 لعن الله من لعن والده ومن ذبح لغير الله
- 988 لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا
- 989 لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا
- 990 لا تهجروا ولا تدابروا ولا تحسسوا ولا يبع بعضكم على...
- 991 لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا
- 992 الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب
- 993 لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا
- 994 إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء...
- 995 ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئًا
- 996 تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ويغفر لكل عبد مسلم
- 997 لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا
- 998 من يبدأ بالسلام هو الخير
- 999 عائشة تنذر ألا تكلم ابن الزبير أبدا
- 1000 لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام
- 1001 لا هجرة بعد ثلاث
- 1002 لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث
- 1003 من هجر أخاه فوق ثلاث وهو يعلم فمات دخل النار
- 1004 لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال
- 1005 من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه
- 1006 كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع
- 1007 سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 1008 لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام
- 1009 معنى سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 1010 تحريم سباب المسلم
- 1011 على البادئ ما لم يعتد المظلوم
- 1012 المستبان ما قالا فعلى البادئ حتى يعتدي المظلوم
- 1013 المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان
- 1014 نهى النبي عن سب الاموات لئلا يؤذي الاحياء
- 1015 لا ينبغي لصديق أن يكون لعانًا
- 1016 ما له ترب جبينه
- 1017 لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
- 1018 إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة
- 1019 من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة
- 1020 المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء
- 1021 لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا
- 1022 من لعن عبدا فلم يكن أهلا رجعت اللعنة إلى قائلها
- 1023 لا تكودن لعانا
- 1024 لا تلعن الريح فإنها مأمورة
- 1025 إذا لعن العبد شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء
- 1026 لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار
- 1027 العز والكبرياء لله فمن ينازعه يعذبه
- 1028 الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في...
- 1029 إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس
- 1030 من في قلبه إيمان لا يدخل النار
- 1031 إني رجل حبب إلي الجمال، وأعطيت منه ما ترى
- 1032 كل بيمينك
- 1033 من كان في قلبه مثقال حردل من كبر أكبه الله...
- 1034 ثلاثة لا يكلّمهم اللَّه يوم القيامة ولا يُزكّيهم ولهم عذاب...
معلومات عن حديث: تحريم سباب المسلم
📜 حديث: تحريم سباب المسلم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تحريم سباب المسلم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تحريم سباب المسلم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تحريم سباب المسلم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, December 18, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








