حديث: لا تتَنَخَّمَنَّ حيال وجهك في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب متى يجوز الغضب

عن عبد اللَّه بن عمر قال: بينا النبي ﷺ يصلي، رأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بيده، فتغيظ، ثم قال: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن اللَّه حيال وجهه، فلا يتنخمن حيال وجهه في الصلاة»

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٦١١١) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا جويرية، عن نافع، عن عبد اللَّه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر قال: بينا النبي ﷺ يصلي، رأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بيده، فتغيظ، ثم قال: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن اللَّه حيال وجهه، فلا يتنخمن حيال وجهه في الصلاة»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.

نص الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينا النبي ﷺ يصلي، رأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بيده، فتغيظ، ثم قال: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن الله حيال وجهه، فلا يتنخمن حيال وجهه في الصلاة».
(رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري)


1. شرح المفردات:


● بينا: بينما، أي في وقت.
● قبلة المسجد: الجدار الذي في اتجاه الكعبة، والذي يستقبله المصلون في صلاتهم.
● نخامة: بلغم أو بصاق خرج من الفم.
● حكها: أزالها بحكها وإزالتها.
● فتغيظ: غضب وتغير وجهه الشريف ﷺ من شدة الغضب.
● حيال وجهه: مقابل وجهه وأمامه. والمقصود أن المصلي في حالة مناجاة وقرب من الله تعالى.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يصلي في المسجد، فلاحظ وجود بصاق (نخامة) على جدار القبلة، وهو أقدس مكان في المسجد وأطهره، لأنه اتجاه الصلاة الذي يتوجه إليه المسلمون في صلاتهم.
فما كان من النبي ﷺ إلا أن أزالها بيده الكريمة مباشرة، مما يدل على عظم الأمر عنده. ثم ظهر عليه ﷺ علامات الغضب الشديد من هذا الفعل المشين، الذي لا يليق بمكان الصلاة وقدسيتها.
ثم بين ﷺ سبب هذا الغضب والتعظيم، فقال: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن الله حيال وجهه»، أي أن المصلي يكون في مقام عظيم ومناجاة لربه، والله تعالى أقرب إليه من كل شيء، وهو مستقبل ربه بوجهه وقلبه. فكيف يليق به بعد هذا أن يبصق تجاه قبلة الصلاة، التي هي اتجاه مناجاته لربه؟!
فالنهي هنا ليس مجرد نهي عن إلقاء النخامة في المسجد فحسب، بل هو نهي عن كل ما ينافي الأدب مع الله تعالى في هذا المقام الجليل، وهو مقام الصلاة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تعظيم حرمات الله وأماكن العبادة: المسجد له حرمته وقدسيته، ويجب المحافظة على نظافته وطهارته، وعدم إلقاء ما يؤذي المصلين أو ينفرهم من العبادة.
2- استشعار مراقبة الله في الصلاة: الحديث يغرس في قلب المصلي معنى عظيماً، وهو استحضار قرب الله منه أثناء الصلاة، وأنه يناجي ربه. وهذا الاستحضار يورث الخشوع والخضوع والانكسار بين يدي الله تعالى.
3- الغضب لله تعالى: غضب النبي ﷺ هنا كان لله، تعظيماً لحرمة الصلاة والمكان. وهو درس للمسلم أن يغضب عندما تنتهك حرمات الله، لا عندما تمس مصلحته الشخصية.
4- النظافة من الإيمان: الإسلام دين النظافة والطهارة الحسية والمعنوية. وإماطة الأذى عن طريق المسلمين من شعب الإيمان، وهو ما فعله النبي ﷺ بنفسه.
5- تحريم التنخم تجاه القبلة في الصلاة: هذا الفعل مستقبح شرعاً، خاصة في المسجد وفي اتجاه القبلة، لما فيه من إساءة أدب مع الله وإيذاء للمصلين.
6- التوجيه النبوي الرقيق مع البيان: لم يقتصر النبي ﷺ على الغضب أو الإزالة، بل بين السبب والحكمة من النهي، حتى يفهم الناس ويعقلوا، فينتهوا عن هذا الفعل عن قناعة وإيمان.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- اتفق العلماء على كراهة البصق في المسجد وتجاه القبلة مطلقاً، سواء في الصلاة أو خارجها، وعلى تحريمه إذا كان في الصلاة على القول الراجح.
- إذا احتاج المصلي إلى البصق، فالسنة أن يبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ».
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعَلِّم المسلم آداب الصلاة والسلوك في المسجد، وهو جزء من تربية النبي ﷺ لأصحابه على كمال الأدب مع الله تعالى في كل أحوالهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأدب (٦١١١) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا جويرية، عن نافع، عن عبد اللَّه، فذكره.
ورواه مالك في القبلة (٥) عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر نحوه، وليس فيه ذكر التغيظ. ورواه البخاري في الصلاة (٤٠٦)، ومسلم في المساجد (٥٤٧) من طريق مالك به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1064 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تتَنَخَّمَنَّ حيال وجهك في الصلاة

  • 📜 حديث: لا تتَنَخَّمَنَّ حيال وجهك في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تتَنَخَّمَنَّ حيال وجهك في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تتَنَخَّمَنَّ حيال وجهك في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تتَنَخَّمَنَّ حيال وجهك في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب