حديث: القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ذكر الموت

عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبُلَّ لحيتُه، فقيل له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه» قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٠٨)، وابن ماجه (٤٢٦٧) كلاهما من حديث يحيى بن معين، حدّثنا هشام بن يوسف، عن عبد اللَّه بن بَحير، عن هانئ مولى عثمان، فذكره.

عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبُلَّ لحيتُه، فقيل له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه» قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم يذكرنا بحقيقة الموت والقبر، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بكتب أهل العلم المعتمدة.

الحديث باختصار:


يروي هانئ مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان كان إذا وقف عند قبر يبكي بكاءً شديداً حتى تبتل لحيته من الدموع. فتعجب الناس وسألوه: كيف تبكي من القبر مع أنك إذا تذكرت الجنة والنار لا تبكي بهذا الشكل؟ فأجابهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه". ثم ذكر عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضاً: "ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه".


1. شرح المفردات:


● يُبِلُّ لحيته: يبللها ويُصيبها بالبلل من شدة البكاء والدموع.
● أفظع: الأشد رعباً وهولاً، والأكثر إثارة للخوف والفزع.
● أول منازل الآخرة: أول محطة stations في رحلة الإنسان بعد الموت إلى الدار الآخرة.
● فإن نجا منه: إذا سلم العبد من عذاب القبر وفتنته.
● فما بعده أيسر منه: فما يأتي بعد القبر من أهوال (كالحشر والحساب) أهون منه.


2. شرح الحديث:


يشير هذا الحديث إلى عدة حقائق عقدية هامة:
* عظمة خوف عثمان رضي الله عنه: بكاء عثمان بن عفان ذي النورين - وهو من هو في مكانته وفضله ومنزلته عند الله - دليل على خشيته العظيمة من الله وخوفه من عذاب القبر. وهذا من كمال إيمانه، فكلما ازداد العبد علماً، ازداد خوفاً من الله.
* حقيقة القبر: يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن القبر ليس مجرد حفرة يوضع فيها الجسد، بل هو أول محطة في رحلة الآخرة. فيه يبدأ حساب العبد وعذابه أو نعيمه.
* نتيجة الاختبار في القبر: القبر بمثابة اختبار مصيري:
* من نجا فيه (أي المؤمن الصالح)، فإن ما يليه من أهوال يوم القيامة (كالحشر والوقوف بين يدي الله) سيكون أهون عليه وأسهل، لأن قد اجتاز أصعب المحطات.
* من لم ينجُ فيه (أي الكافر أو العاصي المفرط)، فإن ما ينتظره بعد ذلك من عذاب سيكون أشد وأفظع، لأنه فشل في أول الامتحانات.
* فظاعة منظر القبر: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه» يصف الهول والرعب الذي ينتاب الإنسان عند تذكر القبر وما فيه من ضمة وظلمة ووحشة وسؤال الملكين. فهو منظر يفوق في فظاعته كل منظر مخيف في الدنيا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- التذكير بالموت وعذاب القبر: الحديث يحثنا على كثرة تذكر الموت والقبر، ليس لإدخال اليأس بل للتحفيز على العمل الصالح والتوبة والاستعداد للقاء الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هاذم اللذات (أي الموت)".
2- الخشية والتباكي: مشروعية البكاء من خشية الله، وخشية عذاب القبر، والتأثر عند رؤية القبور. وهذا دليل على صحة القلب واستجابته لآيات الله.
3- الاستعداد للقبر: يجب على المسلم أن يستعد لهذا المنزل by:
* الإكثار من الأعمال الصالحة التي تنجي من عذاب القبر، كالتوحيد الخالص، وبر الوالدين، وصلاة الليل، وقراءة القرآن، والشهادة في سبيل الله.
* اجتناب الكبائر والموبقات التي تعرضه لعذاب القبر، كالنميمة والكذب وأكل الربا وأكل مال اليتيم.
* الدعاء بالثبات في القبر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أن يقولوا في دعائهم: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر".
4- القدوة في الخشوع: عثمان رضي الله عنه قدوة للمسلم في خشيته لله وخوفه منه، حتى وهو من المبشرين بالجنة.


4. معلومات إضافية:


* مصادر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وابن ماجه، والحاكم في المستدرك، وقال الترمذي: حديث حسن. وهو حسن.
* عذاب القبر ونعيمه: من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بعذاب القبر ونعيمه، وهو حق يقع للروح والجسد معاً كما أراد الله، وهو مما يجب الإيمان به لأنه ثابت في النصوص الصحيحة.
* سؤال القبر: من أهوال القبر سؤال الملكين (منكر ونكير) للعبد عن ربه، ودينه، ونبيه. فيثبت الله المؤمنين بالقول الثابت.
نسأل الله تعالى أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، وأن يحفظنا من عذاب القبر والنار.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٣٠٨)، وابن ماجه (٤٢٦٧) كلاهما من حديث يحيى بن معين، حدّثنا هشام بن يوسف، عن عبد اللَّه بن بَحير، عن هانئ مولى عثمان، فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف».
وإسناده حسن من أجل هانئ مولى عثمان، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 47 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه

  • 📜 حديث: القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب