حديث: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الضعفاء والمساكين

عن أسماء بنت يزيد أن النبي ﷺ قال: «ألا أخبركم بخياركم؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «الذين إذا رُؤوا، ذُكر اللَّه تعالى» ثم قال: «ألا أخبركم بشِراركم؟ المشّاؤودن بالنميمة، المفسدودن بين الأحبة، الباغودن للبُرآء العَنَت».

حسن: رواه أحمد (٢٧٥٩٩) -واللفظ له- وابن ماجه (٤١١٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٢٣) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، فذكرته.

عن أسماء بنت يزيد أن النبي ﷺ قال: «ألا أخبركم بخياركم؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «الذين إذا رُؤوا، ذُكر اللَّه تعالى» ثم قال: «ألا أخبركم بشِراركم؟ المشّاؤودن بالنميمة، المفسدودن بين الأحبة، الباغودن للبُرآء العَنَت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي الكريم ﷺ الذي يضع فيه ميزاناً دقيقاً لمعرفة الخيرية والشرية في الناس، وها أنا أشرحه لك جزءاً جزءاً:

أولاً. شرح المفردات:


● خياركم: أفضلكم وأكثركم فضلاً وخيراً.
● شِراركم: أردؤكم وأسوأكم حالاً.
● المشّاؤون بالنميمة: الذين يمشون بين الناس بنقل الكلام السيء لغرض الإفساد.
● المفسدون بين الأحبة: الذين يعملون على تخريب العلاقات الطيبة بين الأصدقاء والمتحابين.
● الباغون: الطالبون والساعون.
● البُرآء: جمع بَرِيء، أي الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
● العَنَت: المشقة والبلاء والهلاك، أو الإثم والفساد.

ثانياً. شرح الحديث:


1- الجزء الأول: وصف الخيار
يقول النبي ﷺ: «ألا أخبركم بخياركم؟» استفهام تحفيزي لجذب الانتباه لأهمية ما سيذكره.
فيجيب الصحابة بحماس: «بلى يا رسول الله».
فيجيبهم ﷺ: «الذين إذا رُؤوا، ذُكر اللَّه تعالى».
أي أن خيار الناس وأفضلهم هم أولئك الصالحون المستقيمون على طاعة الله، الذين تكون هيئتهم وأخلاقهم وسلوكهم كله موافقاً للشرع. فمجرد رؤيتهم تذكرك بالله تعالى؛ إما لأنهم من أهل العلم والصلاح، أو لأن هيئتهم تدل على التقوى والاستقامة، أو لأن مجالستهم تحث على الخير وتبعث على ذكر الله. هم قدوة عملية، وجودهم بركة ومذكر بالآخرة.
2- الجزء الثاني: وصف الأشرار
ثم يعطف ﷺ على صفة الأشرار ليكون التحذير أبلغ، فيقول: «ألا أخبركم بشِراركم؟».
ويعدد صفاتهم في ثلاثة أنواع خطيرة من الشر:
● المشّاؤون بالنميمة: وهم الذين يتنقلون بين الناس بنقل الكلام على وجه الإفساد، وإيقاع العداوة، وإخبار كل صاحب بما قاله الآخر فيه من سوء. والنميمة من الكبائر وهي من آفات اللسان المهلكة.
● المفسدون بين الأحبة: وهذه الصفة أعم من النميمة، فهم لا ينقلون الكلام فقط بل يسعون actively لإيجاد الفرقة والخصام بين المتحابين، بإثارة الشكوك ونشر الأكاذيب وإفساد العلاقات.
● الباغون للبُرآء العَنَت: أي الذين يبتغون ويطلبون للبُرآء الأبرياء (الذين لم يقترفوا ذنباً) العنتَ والمشقة والبلاء. فهم يحيكون المؤامرات، ويفترون الأكاذيب، ويسعون لإلحاق الضرر والأذى بمن لا يستحقونه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- معيار القيمة الحقيقية: قيمة المرء ليست بماله ولا جاهه، بل بأثره في الناس؛ فإما أن يكون وجوده ذكراً لله وخيراً، أو شراً وفساداً.
2- القدوة العملية: على المسلم أن يكون صالحاً في نفسه، ومصلحاً لغيره، وأن يكون منظره وحاله داعياً للخير.
3- خطر اللسان: الحديث يحذر أشد التحذير من آفات اللسان، خاصة النميمة والإفساد بين الناس، التي هي من علامات النفاق ومن أعظم أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة.
4- حرمة إيذاء الأبرياء: السعي في إلحاق الضرر بمن هو بريء جريمة عظيمة، والعدوان على الناس بغير حق من كبائر الذنوب.
5- الحث على جمع الكلمة وإصلاح ذات البين: في مقابلة صفة المفسدين، يأتي الترغيب في أن يكون المسلم جامعاً للكلمة، مُصلحاً بين الناس، حافظاً للود والمحبة بينهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


● درجة الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني لغيره في صحيح الجامع.
● مقاصد الحديث: من مقاصد الشريعة العظيمة حفظ المجتمع من التفكك، والحث على كل ما يعمق أواصر المحبة والأخوة، والتحذير من كل ما يفسدها.
● العلاج العملي: على المسلم إذا سمع نميمة أو إفساداً أن يردع النمام وينهه عن ذلك، وأن يدافع عن أخيه الغائب، وأن يسعى في الإصلاح بين المتخاصمين.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين إذا رُؤوا ذُكر الله، وأن يقينا شر اللسان وشر الأشرار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٧٥٩٩) -واللفظ له- وابن ماجه (٤١١٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٢٣) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يأت بما ينكر عليه. وعبد اللَّه بن عثمان بن خثيم أيضًا حسن الحديث.
واختلف على شهر بن حوشب من وجوه والذي ذكرته هو أصحُّها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 58 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى

  • 📜 حديث: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب