حديث: هذا خير من ملء الأرض من مثله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الضعفاء والمساكين

عن سهل بن سعد الساعدي قال: مرّ رجل على رسول اللَّه ﷺ فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا؟» فقال: رجل من أشراف الناس، هذا واللَّه حريّ إن خطب أن يُنكَح، وإن شفع أن يُشفَّع، قال فسكت رسول اللَّه ﷺ، ثم مرّ رجل، فقال
له رسول اللَّه ﷺ: «ما رأيك في هذا؟» فقال: يا رسول اللَّه، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريّ إن خَطبَ أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشفّع، وإن قال أن لا يُسمَع لقوله، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا».

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٧) عن إسماعيل، حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي قال: فذكره.

عن سهل بن سعد الساعدي قال: مرّ رجل على رسول اللَّه ﷺ فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا؟» فقال: رجل من أشراف الناس، هذا واللَّه حريّ إن خطب أن يُنكَح، وإن شفع أن يُشفَّع، قال فسكت رسول اللَّه ﷺ، ثم مرّ رجل، فقال
له رسول اللَّه ﷺ: «ما رأيك في هذا؟» فقال: يا رسول اللَّه، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريّ إن خَطبَ أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشفّع، وإن قال أن لا يُسمَع لقوله، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه موعظة بليغة ومعاني جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● حَرِيٌّ: جدير وحقيق، أي أنه من المتوقع أن يحصل له ذلك.
● أَنْ يُنْكَحَ: أي أن يُقبل طلبه للزواج إذا خطب امرأة.
● أَنْ يُشَفَّعَ: أن تُقبل شفاعته (وساطته) لدى الآخرين.
● مِلْءَ الأَرْضِ: ما يملأ الأرض من العدد.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رجلاً مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه، فسأل النبيُ الرجلَ الجالسَ عن رأيه في هذا المار، فكان رأيه أنه من أشراف الناس وذوي المكانة، فهو جدير بأن:
- إذا تقدم لخطبة امرأة أن يُقبل طلبه.
- وإذا توسط لأحد أن تُقبل وساطته.
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعلق على هذا الرأي.
ثم مر رجل آخر، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم نفس السؤال عن رأيه في هذا المار الثاني، فكان رأيه أنه من فقراء المسلمين، وهو جدير بأن:
- إذا تقدم للزواج ألا يُقبل طلبه.
- وإذا توسط لأحد ألا تُقبل وساطته.
- وإذا تكلم ألا يُسمع كلامه أو يُؤبه به.
فعلّق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا التقييم تعليقاً بليغاً، فقال: «هذا (أي الفقير) خير من ملء الأرض من مثل هذا (أي من مثل الشريف الغني الأول)».

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- معيار القيمة الحقيقية: يوضح الحديث أن قيمة الإنسان الحقيقية ليست بماله أو جاهه أو منصبه، وإنما بتقواه وإيمانه وأخلاقه. فالفقراء الصالحون الذين لا وزن لهم في أعين الناس قد يكونون أعظم قدراً عند الله من الأغنياء والأشراف.
2- تحذير من التكبر واحتقار الفقراء: فيه تحذير شديد من النظر إلى الناس بمقياس دنيوي بحت، والاستخفاف بمن لا مال له أو لا جاه عنده، فهذا من أخطر أمراض القلوب.
3- تفضيل الآخرة على الدنيا: التفضيل في الحديث هو تفضيل أخروي، فذلك الفقير المسكين في الدنيا قد يكون له عند الله منزلة عظيمة وجنة عرضها السماوات والأرض، وهو خير من أن يكون مثل ذلك الغني الذي قد يكون مصيره إلى النار.
4- عدم الثقة في表面的 المظاهر: لا ينبغي الحكم على الناس من خلال المظهر الخارجي من اللباس أو الهيئة أو المركز الاجتماعي، فرب شخص مهلهل الثياب مغمور إذا شهد له أهل السماء كان خيراً من ألف غني.
5- تقدير الصالحين وإن قلّوا: خيرية هذا الرجل الفقير الواحد على ملء الأرض من النوع الأول تعلّمنا أن الكثرة لا تعني القيمة، فالعبرة بالجوهر لا بالعدد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة القاطعة على أن التقوى هي معيار التفاضل الوحيد بين الناس بعد الإيمان، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في تنقية قلبه من أي تعصب طبقي أو نظرة دونية لأحد من المسلمين بسبب وضعه المادي أو الاجتماعي.
- هذا الموقف النبوي هو تكريم لكل فقير صابر محتسب، ووعيد لكل غني متكبر مُعْرض عن الله.
نسأل الله أن يرزقنا الإيمان الصادق، وأن يطهر قلوبنا من الكبر والاحتقار، وأن ينفعنا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٧) عن إسماعيل، حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا خير من ملء الأرض من مثله

  • 📜 حديث: هذا خير من ملء الأرض من مثله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا خير من ملء الأرض من مثله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا خير من ملء الأرض من مثله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا خير من ملء الأرض من مثله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب