حديث: توكّل على اللَّه يرزقك كما يرزق الطير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل التوكل على اللَّه

عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لو أنكم توكّلون على اللَّه حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٣٤٤)، وابن ماجه (٤١٦٤)، وأحمد (٢٠٥)، وصحّحه ابن حبّان (٧٣٠)، والحاكم (٨/ ٣١٤) كلهم من طرقٍ عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني (هو: عبد اللَّه بن مالك بن أبي الأسحم)، عن عمر بن الخطاب، فذكره.

عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لو أنكم توكّلون على اللَّه حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● تَوَكَّلون على الله: التوكل هو صدق الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار، مع الأخذ بالأسباب المشروعة.
● حَقَّ تَوَكُّلِهِ: أي التوكل الصحيح الكامل، الذي يجمع بين صدق الاعتماد على الله وبين فعل الأسباب المأذون فيها.
● لَرَزَقَكُمْ: لأعطاكم الله الرزق وحصلتم عليه.
● الطَّيْرَ: جمع طائر، وهي من مخلوقات الله التي لا تملك لنفسها رزقاً ولا تقدر على شيء.
● تَغْدُو: تذهب أول النهار (وقت الغداة) للبحث عن الرزق.
● خِمَاصًا: جائعة، خاوية البطون.
● تَرُوحُ: تعود آخر النهار (وقت الرواح).
● بِطَانًا: ممتلئة البطون، شبعانة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من يتوكل على الله تعالى حق توكله - أي يصدق في اعتماده على ربه، ويقوم بما أمره به من الأسباب - فإن الله تعالى سيرزقه رزقاً واسعاً، كما يرزق الطير التي تخرج من أعشاشها في الصباح جائعة، لا تملك قوت يومها، ولكنها تذهب وتطلب رزقها، فترجع في المساء وقد امتلأت بطونها وشبعت.
والحديث يربط بين التوكل الحقيقي والأخذ بالأسباب. فالتوكل ليس هو التواكل والقعود عن السعي وانتظار الرزق من دون عمل. بل التوكل الحقيقي هو أن يعمل الإنسان ويأخذ بالأسباب المتاحة، وقلبه متصل بالله، واثقاً بأن الرزق بيد الله وحده، وأن الأسباب لا تمنع ولا تعطي إلا بمشيئة الله.
فالطير لا تجلس في عشها منتظرة أن يأتيها رزقها، بل تغدو (تذهب) وتبحث وتعمل، ومع هذا فهي تتوكل على الله حق التوكل، لأنها تعلم أن سعيها ليس هو الذي يرزقها، ولكن الله هو الرزاق.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل التوكل على الله: فهو سبب عظيم من أسباب الرزق، وعلامة على قوة الإيمان ويقين القلب بالله تعالى.
2- وجوب الأخذ بالأسباب: التوكل الصحيح لا ينافي الأخذ بالأسباب المشروعة، بل إن الأخذ بها من تمام التوكل. فالمسلم مأمور بأن يأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله في نتائجها.
3- التوكل يورث الطمأنينة: عندما يعلم الإنسان أن الرزق بيد الله، وأنه مضمون له إذا أخذ بأسبابه وتوكل على ربه، فإن قلبه يطمئن ويهدأ، ولا يقلق على رزقه.
4- التوكل على الله يدفع العبد للسعي: كما أن الطير تسعى لرزقها، فكذلك المسلم يجب أن يكون نشيطاً في طلب رزقه، عاملاً بما يستطيع.
5- الاعتماد على الله مع السعي: هذا الحديث يربي في المسلم التوازن بين العمل الدنيوي والاعتماد على الله، فلا يكون مقصراً في العمل معتمداً على التوكل، ولا يكون عاملاً فقط معتمداً على نفسه وقدراته، غافلاً عن ربه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على أن الإسلام دين العمل والسعي، وليس دين الكسل والخمول.
- التوكل على الله من أعظم العبادات القلبية، وهو من شروط الإيمان.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في تحقيق التوكل الحق، بأن يثق بالله ثقة كاملة، ويسعى في الأسباب، ثم يرضى بما قسمه الله له.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق التوكل عليه، وأن يوسع علينا في أرزاقنا، ويغنانا بحلاله عن حرامه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٣٤٤)، وابن ماجه (٤١٦٤)، وأحمد (٢٠٥)، وصحّحه ابن حبّان (٧٣٠)، والحاكم (٨/ ٣١٤) كلهم من طرقٍ عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني (هو: عبد اللَّه بن مالك بن أبي الأسحم)، عن عمر بن الخطاب، فذكره.
وإسناده صحيح.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
قوله: «خماصًا»: أي ضامرة البطون من الجوع.
وقوله: «بطانًا»: أي ممتلئة البطون.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: توكّل على اللَّه يرزقك كما يرزق الطير

  • 📜 حديث: توكّل على اللَّه يرزقك كما يرزق الطير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: توكّل على اللَّه يرزقك كما يرزق الطير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: توكّل على اللَّه يرزقك كما يرزق الطير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: توكّل على اللَّه يرزقك كما يرزق الطير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب