حديث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما قدّم الإنسان من ماله فهو له، وما أخره فهو لورثته

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس».

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٩) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه، يحمل معاني عميقة وتذكيرًا قويًا للمسلم بحقيقة الدنيا وما فيها من أموال ومتاع زائل. وإليك الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● يقول العبد: مالي مالي: أي يفتخر الإنسان ويتباهى بماله، ويعتقد أنه خالده أو أنه مصدر سعادته وفخره.
● ما أكل فأفنى: أي الطعام الذي يأكله فيستهلكه وينتهي.
● أو لبس فأبلى: الثياب التي يلبسها تبلى وتتهرأ مع الزمن.
● أو أعطى فاقتنى: ما تصدق به أو أنفقه في سبيل الله، فيكون له ثوابه عند الله ويقتنيه في الآخرة.
● فهو ذاهب وتاركه للناس: أي أن ما بقي من المال سيزول ويرثه الآخرون بعد موته.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن الإنسان كثيرًا ما يتباهى بماله ويظن أنه ملكه الحقيقي، ولكن الحقيقة أن ما يملكه من مال لا يخرج عن ثلاثة أنواع:
● ما أكله أو شربه: فهو ينتفع به لحظة استهلاكه، ثم يزول ولا يبقى له منه شيء.
● ما لبسه من ثياب أو استعمله من متاع: ينتفع به فترة ثم يبلى ويصير غير نافع.
● ما أنفقه في الخير كالصدقة والزكاة والإحسان: فهذا هو الجزء الوحيد الذي يبقى له وينتفع به في الآخرة، حيث يكتنزه عند الله ويجازى عليه.
أما ما عدا ذلك من أموال يتركها بعد موته، فإنها تذهب إلى الورثة أو الناس، ولا ينتفع بها هو، بل قد تكون حسرة عليه إن كان قد جمعها من حرام أو بخل بها عن حق الله فيها.

3. الدروس المستفادة منه:


● حقيقة الدنيا: المال والدنيا زائلان، ولا ينفع الإنسان إلا ما قدمه من عمل صالح.
● الحث على الإنفاق في سبيل الله: لأن الصدقة هي الاستثمار الحقيقي للآخرة.
● التحذير من التعلق بالمال: فلا ينبغي للعبد أن يغتر بماله أو يفتخر به، بل يتذكر أنه سيلقى الله ويسأل عن هذا المال من أين جمعه وفيم أنفقه.
● التذكير بالموت: الحديث يذكر بالآخرة ويحث على الاستعداد لها بالإحسان والعمل الصالح.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تحذر من الغرور بالمال والدعوة إلى الزهد في الدنيا والتخفف من حملها.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين إنفاقه على نفسه وعياله وبين إنفاقه في سبيل الله، فلا يسرف ولا يقتر.
- من أعظم ما يعين على تطبيق هذا الحديث: الاستعاذة من الشح، والدعاء بالبركة في المال، وتذكر الموت والإخلاص في العمل.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا القناعة والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٩) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى

  • 📜 حديث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب