حديث: كل مخموم القلب صدوق اللسان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل العبد التقي الغني الخفي

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قيل لرسول اللَّه ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقيّ النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غلّ ولا حسد».

صحيح: رواه ابن ماجه (٤٢١٦)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٤٥)، والطبراني في مسند الشاميين (١٢١٨) كلهم من طريق زيد بن واقد، حدّثنا مغيث بن سمي، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قيل لرسول اللَّه ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقيّ النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غلّ ولا حسد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: «كُلُّ مُخْمومِ القلبِ، صَدوقِ اللسانِ»، قالوا: صَدوقُ اللسانِ نَعْرِفُه، فما مُخْمومُ القلبِ؟ قال: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لا إثْمَ فيه ولا بَغْي، ولا غِلَّ ولا حَسَدَ».
(رواه ابن ماجه في سننه، وهو حسن)


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


● مُخْموم القلب:
● المخموم في اللغة: من الخَمْم، وهو السكوت والوقار والسكينة. يُقال: "خَمَّ الشيءَ" إذا ستره وغطاه. والمقصود هنا القلب الذي سُتر عن الآفات والشرور، فسكن واطمأن، وخلا من الأمراض النفسية والذنوب. وهو القلب المصفي والمطهر من كل سوء.
● صَدوق اللسان:
- الصادق في قوله، الذي لا ينطق إلا بالحق، ويجتنب الكذب واللغو والفحش والباطل.
● التقي النقي:
● التقي: الذي يتقي الله عز وجل، فيجتنب محارمه ويؤدي فرائضه.
● النقي: الطاهر من الأدناس والأوزار، الخالي من العيوب والشرور.
● لا إثم فيه:
- خالٍ من المعاصي والذنوب التي حرمها الله.
● ولا بغي:
- خالٍ من الظلم والتعدي على حقوق الآخرين.
● ولا غل:
● الغل: هو الحقد والضغينة التي تستقر في القلب تجاه الآخرين.
● ولا حسد:
● الحسد: هو تمني زوال النعمة عن المحسود. وهو خلو من هذه الآفة الخبيثة.


# 2. شرح الحديث:


يسأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفة أفضل الناس، وهي منزلة عظيمة يطمح إليها كل مؤمن. فلم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم جنسية معينة، ولا لونًا، ولا غنى، ولا منصبًا دنيويًا، بل جعل معيار التفاضل عند الله تعالى مرتبطًا بطهارة الباطن (القلب) واستقامة الظاهر (اللسان).
● "كل مخموم القلب، صدوق اللسان": يربط النبي صلى الله عليه وسلم بين صلاح الظاهر والباطن. فصدق اللسان هو ثمرة طهارة القلب، والقلب الطاهر يدفع صاحبه دائمًا إلى الصدق والقول الحسن. لا يمكن أن يكون القلب نقيًا واللسان كاذبًا، ولا أن يكون اللسان صادقًا والقلب مليئًا بالحقد.
- لما استشكل الصحابة معنى "مخموم القلب" الذي قد يكون غريبًا عليهم، بينه النبي صلى الله عليه وسلم بأوضح بيان، فجعله مرادفًا للقلب "التقي النقي"، ثم فصَّل صفاته بأربع negations (نفيات) تشير إلى التخلي عن أعظم أمراض القلوب:
1- "لا إثم فيه": تخلى عن معاصي الله.
2- "ولا بغي": تخلى عن الظلم والتعدي على الخلق.
3- "ولا غل": تخلى عن الحقد والضغينة.
4- "ولا حسد": تخلى عن تمني زوال النعمة عن الآخرين.
فهذا القلب هو القلب السليم الذي قال الله عنه: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].


# 3. الدروس المستفادة منه:


1- معيار التفاضل الحقيقي: الإسلام يرفع من شأن القيم الأخلاقية والروحية فوق كل المقاييس المادية والدنيوية. أفضل الناس عند الله هو أتقاهم وأطهرهم قلبًا، لا أكثرهم مالًا أو جاهًا.
2- أهمية سلامة القلب: الحديث يؤكد على أن محك الإيمان الحقيقي هو صلاح القلب، لأنه مصدر الأفعال والأقوال. إذا صلح القلب صلح الجسد كله.
3- الربط بين الباطن والظاهر: لا ينفصل إصلاح اللسان عن إصلاح القلب. فالإسلام دين متكامل يعتني بظاهر الإنسان وباطنه.
4- اجتناب كبائر القلب: يحدد النبي صلى الله عليه وسلم أهم الأمراض التي يجب على المسلم أن يعالجها في نفسه: الإثم، البغي، الغل، الحسد. وهي أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة.
5- السعي للكمال الأخلاقي: الحديث يحث المسلم على أن يكون طموحًا في تزكية نفسه، ليس فقط باجتناب الكبائر، بل وباجتناب أدنى درجات الحقد والحسد، ليصبح من أفضل الناس.


# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهو يعطيك معيارًا واضحًا لتقييم نفسك والآخرين في جملة موجزة.
- ينبغي للمسلم أن يجعل هذا الحديث نصب عينيه، فيكثر من الدعاء بأن يطهر الله قلبه من الغل والحقد والحسد، ويلجم لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة.
- من الأدعية النبوية في هذا المعنى: «اللهم آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ ز
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٢١٦)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٤٥)، والطبراني في مسند الشاميين (١٢١٨) كلهم من طريق زيد بن واقد، حدّثنا مغيث بن سمي، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه أبو حاتم فقال: «هذا حديث صحيح حسن، وزيد محلّه الصدق، وكان يرى رأي القدر». علل الحديث (١٨٧٣).
قال الأعظمي: زيد بن واقد ثقة عند جمهور النقاد، وثّقه أحمد بن حنبل، وابن معين، والدارقطني، وغيرهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل مخموم القلب صدوق اللسان

  • 📜 حديث: كل مخموم القلب صدوق اللسان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل مخموم القلب صدوق اللسان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل مخموم القلب صدوق اللسان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل مخموم القلب صدوق اللسان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب