حديث: ما قدّم فهو ماله، وما أخّر فهو مال وارثه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما قدّم الإنسان من ماله فهو له، وما أخره فهو لورثته

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول اللَّه، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: «فإن ماله ما قدّم، ومال وارثه ما أخّر».

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٢) عن عمر بن حفص، حدثني أبي، حدّثنا الأعمش، حدثني إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: قال عبد اللَّه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول اللَّه، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: «فإن ماله ما قدّم، ومال وارثه ما أخّر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ».
شرح المفردات:
● مال وارثه: المال الذي سيتركه بعد موته ويصير ميراثاً لورثته.
● أحب إليه: أكثر محبة وقرباً إلى قلبه.
● ما قدّم: ما أنفقه في سبيل الله أو في الطاعات في حياته.
● ما أخّر: ما بقي منه بعد موته ولم ينفقه في الخير.
شرح الحديث:
يسأل النبي ﷺ أصحابه سؤالاً يثير انتباههم ويحفز تفكيرهم: من منكم يجد في قلبه محبة للمال الذي سيرثه ورثته من بعده أكثر من محبته للمال الذي يملكه بين يديه؟ فيجيب الصحابة بأن كل واحد منهم يحب ماله الحالي أكثر، لأنه تحت تصرفه وينتفع به.
فبيّن النبي ﷺ الحقيقة التي غفلوا عنها، وهي أن المال الحقيقي للإنسان ليس هو الذي يجمعه ويتركه بعد موته، بل هو ما أنفقه في طاعة الله خلال حياته، لأن هذا هو الذي يقدمه بين يديه ليوم القيامة، وهو الذي ينفعه ويبقى له. أما المال الذي يبخل به ويتركه لورثته، فهو في الحقيقة مال لهم، ينفقونه ويتمتعون به، ولا أجر له فيه إلا إذا كان قد أعده لهم بنية صالحة كالنفقة على عياله من بعده، أو إذا أوصى بجزء منه في وجوه البر.
الدروس المستفادة والعبر:
1- توجيه القلب لطلب الآخرة: الحديث يحول نظر المسلم من حب الدنيا والتعلق بمالها إلى حب الآخرة والاستعداد لها.
2- الحث على الإنفاق في سبيل الله: أجر ما ينفقه المسلم في حياته هو الذي يبقى له وينفعه بعد موته، وهو استثمار حقيقي للدار الآخرة.
3- ذم البخل والإمساك: التعلق الشديد بالمال وجمعه دون إنفاق في الخير هو خسارة حقيقية، لأنه سينتقل إلى الورثة ويصبح أجره وزكاته منقطعاً.
4- التفريق بين المال الحقيقي والوهمي: المال الحقيقي هو ما أنفقه المسلم في الخير، لأنه يكتب له أجره ويستمر بعد موته، أما المال المتروك فهو في حكم الضياع إلا إذا أُحسن التصرف فيه بالوصية الشرعية.
5- تنبيه على حقيقة الدنيا: الدنيا زائلة، والمال الذي يجمعها الإنسان لا يساويه في القيمة والمنفعة العمل الصالح الذي يقدمه للآخرة.
معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تحث على الإنفاق التطوعي (الصدقة) وليس فقط الواجب (الزكاة).
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين إنفاقه على نفسه وعياله وبين إنفاقه في سبيل الله، فلا إسراف ولا تقتير.
- من أعظم ما يقدمه المسلم من ماله: الصدقة الجارية، كبناء مسجد أو وقف علمي أو charitable endowment، كما في الحديث: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإنفاق في سبيله ابتغاء مرضاته.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٢) عن عمر بن حفص، حدثني أبي، حدّثنا الأعمش، حدثني إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: قال عبد اللَّه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما قدّم فهو ماله، وما أخّر فهو مال وارثه

  • 📜 حديث: ما قدّم فهو ماله، وما أخّر فهو مال وارثه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما قدّم فهو ماله، وما أخّر فهو مال وارثه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما قدّم فهو ماله، وما أخّر فهو مال وارثه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما قدّم فهو ماله، وما أخّر فهو مال وارثه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب