من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم القيامة

حديث: من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم القيامة

عن عتبة بن عبد قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة اللَّه عز وجل لحقره يوم القيامة»

حسن: رواه أحمد (١٧٦٤٩)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ١٥)، والبيهقي في الشعب (٧٦٧) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عُتبة بن عبد قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عتبة بن عبد قال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة اللَّه ﷿ لحقره يوم القيامة»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الترغيب في الإخلاص والاستمرار على الطاعة، وبيان عظمة الجزاء عند الله تعالى. وإليك الشرح المفصل له:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة": إسناده صحيح.

ثانياً. شرح المفردات:

● يجر على وجهه: أي يسحب نفسه سحباً وهو على الأرض، مجهداً متعباً.
● هرماً: أي حتى يبلغ سن الشيخوخة والضعف.
● مرضاة الله: طلباً لرضا الله تعالى وأجره، بعيداً عن الرياء والسمعة.
● لحقره: استصغره وازدراه، أي لرأى أن هذا العمل القليل لا يكفي ولا يقابل نعمة الله عليه.

ثالثاً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عظمة الله وجزائه، وعن ضآلة عمل الإنسان مقارنة بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى.
فلو فرضنا أن إنساناً عاش حياته كلها – من يوم ولد إلى يوم يموت – في حالة من العبادة والطاعة الشديدة والمستمرة، بحيث كان يجاهد نفسه ويُتعب جسده في طاعة الله، حتى إنه يسحب نفسه سحباً على الأرض من شدة التعب والإجهاد، وكل هذا بإخلاص خالص لوجه الله تعالى وطلباً لرضاه...
فإن هذا الإنسان يوم القيامة، عندما يرى عظمة الله تعالى، ونعمه التي أنعم بها عليه، وعظمة جنته وثوابه، سينظر إلى كل هذا الجهد والعناء الذي بذله طوال عمره، فيستصغره ويستحقره ويتمنى لو أنه بذل المزيد، لأنه يرى أن كل ما قدمه لا يكفي ولا يقابل ولو نعمة واحدة من نعم الله عليه.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة الله وجلاله: الحديث يصور عظمة الله وجلاله، وأن ثوابه أعظم من أي عمل، ونعمه أكثر من أي شكر.
2- الحث على الإخلاص: الشرط الأساسي لقبول العمل هو الإخلاص لله تعالى ("في مرضاة الله").
3- الاستمرارية في الطاعة: الحث على المداومة على الطاعة والعبادة من المهد إلى اللحد.
4- الاستعداد ليوم القيامة: تذكير المسلم بيوم الحساب، حيث يرى حقيقة أعماله مقارنة بنعم ربه.
5- التواضع لله تعالى: حتى لو عمل الإنسان الكثير، فلا ينبغي له أن يعجب بعمله أو يراه كبيراً، بل عليه أن يستصغره دائماً خوفاً من القصور.
6- شكر نعم الله: النعم التي أنعم الله بها على العبد تحتاج إلى شكر دائم، والعمل الصالح هو من أعظم صور الشكر.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أحاديث "الترهيب والترغيب" التي تحفز الهمم للاجتهاد في الطاعة.
- لا يتناقض هذا الحديث مع حديث "إن الله لا يمل حتى تملوا" الذي يبين أن الله يقبل التوبة ويعطي الأجر على القليل من العمل. كلا الحديثين صحيحان، الأول يبين عظمة الجزاء، والثاني يبين سعة فضل الله ورحمته.
- يستفاد منه أهمية استحضار نعم الله عند العمل، ليكون الشكر هو الدافع، لا العجب والغرور.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المخلصين له، المداومين على طاعته، الذين يستصغرون أعمالهم بين يديه، ويثبتنا على الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٦٤٩)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ١٥)، والبيهقي في الشعب (٧٦٧) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عُتبة بن عبد قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد فإنه حسن الحديث إذا صرّح.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث خالد، تفرد به بقية عن بحير».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أنه لا يضر.
ويقوّيه ما روي موقوفا عن محمد بن أبي عميرة وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: لو أن عبدًا خر على وجهه من يوم وُلِدَ إلى أن يموت هرما في طاعة اللَّه، لحقره ذلك اليوم ولودَّ أنه رُدَّ إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب.
رواه أحمد (١٧٦٥٠) عن علي بن إسحاق، حدّثنا عبد اللَّه يعني ابن المبارك، حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة قال: فذكره. ورجاله ثقات.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم القيامة

📜 حديث: من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم القيامة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم القيامة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم القيامة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يجر على وجهه هرما في مرضاة الله حقره يوم القيامة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية