حديث: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الزهد والرقاق

باب قول النبي ﷺ: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا»

عن أنس قال: قال النبي ﷺ: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٨٦) عن سليمان بن حرب، حدّثنا شعبة، عن موسى ابن أنس، عن أنس، فذكره.

عن أنس قال: قال النبي ﷺ: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا»، من الأحاديث العظيمة التي تحمل في طياتها معاني عميقة، وتنبّه القلوب إلى حقائق قد تغيب عنها.

أولاً. شرح المفردات:


● «لو تعلمون»: أسلوب شرط يفيد التمني أو التقدير، أي: إذا حصل منكم علم بما عندي من علم.
● «ما أعلم»: يشمل ما أطلعني الله عليه من أمور الغيب، وأحوال الآخرة، وعذاب القبر، وشدائد يوم القيامة، بجانب ما يحدث للناس من ابتلاءات ومصائب.
● «لضحكتم قليلاً»: الضحك هنا رمز للفرح والانبساط في الدنيا، وقيل: المقصود أنكم ستقلّون من الضحك واللهو بسبب علمكم بحقائق الأمور.
● «ولبكيتم كثيرًا»: البكاء هنا دليل على الخوف والوجل من الله، والحزن على تقصير العبد في حق ربه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لو اطّلع الناس على ما اطّلع هو عليه من بواطن الأمور وحقائق الأخبار – بوحي من الله تعالى – لانقلبت أحوالهم، ولساد الخوف والوجل قلوبهم، فقلّ ضحكهم وكثر بكاؤهم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يرى بعين الوحي ما لا نراه، ويعلم من الأمور الغيبية – التي أطلعه الله عليها – ما يجعل قلبه دائمًا في خوف ومراقبة، وهذا من كمال نبوته وصدق رسالته.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التنبيه على عظمة علم النبي صلى الله عليه وسلم: فقد خصّه الله بعلم لا يعلمه غيره من البشر، وهو ما أوحاه إليه من أمور الغيب والشهادة.
2- الحث على الخوف من الله والبكاء من خشيته: فالبكاء خوفًا من الله من صفات عباد الله الصالحين، كما قال تعالى: «ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا» [الإسراء: 109].
3- ذم الإفراط في الضحك واللهو: لأنه يقسّي القلب ويشغله عن ذكر الله والاستعداد للآخرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تكثروا الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب» (رواه الترمذي وابن ماجه).
4- التوازن في الحياة: فلا ينبغي للمسلم أن ينغمس في الدنيا ويفرط في الفرح بها، بل يذكر أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، والآخرة هي دار القرار.
5- بيان حقيقة الدنيا: فهي ليست دار فرح دائم، بل فيها المشقّات والابتلاءات، وما أعده الله للمؤمنين في الجنة هو النعيم الحقيقي.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أمورًا غيبية بأمر الله، وهذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أحد.
- يستحب للمسلم أن يكون وقافًا عند حد الله، خائفًا من عقابه، راجياً رحمته، فلا يغتر بالدنيا ولا ينخدع بزينتها.
- ينبغي للمسلم أن يجعل لنفسه نصيبًا من البكاء خوفًا من الله، ولو كان ذلك في الخلوات، كما كان يفعل السلف الصالح.
نسأل الله أن يرزقنا قلوبًا خاشعة، وألسنة ذاكرة، وأعينًا دامعة من خشيته، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٨٦) عن سليمان بن حرب، حدّثنا شعبة، عن موسى ابن أنس، عن أنس، فذكره.
ورواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٥٩) كلاهما من طرق عن شعبة به في سياق طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 128 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

  • 📜 حديث: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب