حديث: من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر فتنة الخوارج

عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: «سيكون في أمتي خلاف وفرقة: قوم يُحسنون القِيل، ويُسيئون الفِعل، يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، يحقرُ أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتَدَّ على فُوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب اللَّه، وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان
أولى باللَّه منهم» قالوا: يا رسول اللَّه ما سيماهم؟ قال: «التحليق».

صحيح: رواه أبو داود (٤٧٦٣)، وأحمد (١٣٣٣٨)، والحاكم (٢/ ١٤٨) من طرق عن أبي عمرو الأوزاعي، حدثني قتادة، عن أنس وأبي سعيد الخدري، فذكراه.

عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: «سيكون في أمتي خلاف وفرقة: قوم يُحسنون القِيل، ويُسيئون الفِعل، يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، يحقرُ أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتَدَّ على فُوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب اللَّه، وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان
أولى باللَّه منهم» قالوا: يا رسول اللَّه ما سيماهم؟ قال: «التحليق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يحذر من فئة ضالة ستظهر في الأمة، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يُحسنون القِيل: أي يحسنون الكلام والحديث والوعظ.
● يُسيئون الفِعل: أي أعمالهم وسلوكهم سيئة ومنحرفة.
● لا يُجاوز تراقيهم: التراقي هي عظام الصدر عند الحلقوم، أي أن القرآن لا يتعدى حناجرهم إلى قلوبهم فلا يؤثر فيهم.
● يُحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم: أي أنهم يبالغون في الظاهر بالعبادة حتى يظن الشخص العادي أن صلاته قليلة مقارنة بtheirs.
● يَمرقون من الدين: يخرجون منه خروجاً سريعاً وشديداً.
● مروق السهم من الرمية: كما يخرج السهم من الصيد بسرعة وقوة.
● حتى يرتد على فُوقه: أي حتى يرجع السهم إلى جهة الذي رماه من مؤخرة السهم (ناحية الريش).
● طوبى لمن قتلهم وقتلوه: أي السعادة والفلاح لمن قاتلهم وقتلوه في سبيل الله.
● التحليق: حلق شعر الرأس كاملاً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في أمته ستظهر فرقة ضالة، لهم مظهر صالح وحديث معسول، ولكن قلوبهم فاسدة وأعمالهم منحرفة. يقرؤون القرآن لكنه لا يصل إلى قلوبهم فيعملون به، بل هو مجرد تلاوة على ألسنتهم. يظهرون من العبادة والزهد ما يجعل المسلم العادي يشعر بالتقصير، لكن حقيقتهم خبيثة. يخرجون من الدين بسرعة كما يخرج السهم من الصيد، ولا يعودون إلى الحق بل يزدادون ضلالاً. هم من شر الخليقة، والسعيد من قاتلهم وقُتل في سبيل الله دفاعاً عن الدين. يدّعون أنهم يدعون إلى كتاب الله ولكنهم أبعد الناس عنه. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم علامة ظاهرة لهم وهي (التحليق) أي حلق رؤوسهم بالكامل، والتي كانت سمة للخوارج في عهد الصحابة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الحذر من الاهتمام بالمظهر دون الجوهر: فالفئة الضالة تحسن الكلام وتظهر العبادة ولكنها سيئة العمل.
2- أن كثرة العبادة لا تكفي بدون الإخلاص والعمل الصالح: فقراءة القرآن بدون فهم وعمل لا تنفع.
3- التحذير من الغلو في الدين: الذي يؤدي إلى الخروج عن الاعتدال والوسطية.
4- وجوب قتال الخوارج والبغاة: الذين يخرجون على الأمة ويشققون عصا الطاعة.
5- التعرف على أهل البدع من خلال علاماتهم: كما بين النبي سيماهم بالتحليق.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تحذر من فرقة الخوارج، الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على كفر الخوارج أو على least على ضلالهم الشديد.
- الحديث يدل على فضل قتالهم وأن من قاتلهم فهو أولى بالله منهم.
- من صفاتهم: الغلو في العبادة مع فساد القلب والخروج على الأمة.
نسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على دينه القويم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٧٦٣)، وأحمد (١٣٣٣٨)، والحاكم (٢/ ١٤٨) من طرق عن أبي عمرو الأوزاعي، حدثني قتادة، عن أنس وأبي سعيد الخدري، فذكراه. واللفظ لأحمد.
ورواه الحاكم (٢/ ١٤٧ - ١٤٨) من طريق محمد بن كثير المصيصي، حدّثنا الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس وحده.
ورواه أبو داود (٤٧٦٦)، وابن ماجه (١٧٥)، وأحمد (١٣٠٣٦) كلهم من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس وحده بنحوه.
وإسناده صحيح عن أنس، وأما عن أبي سعيد ففيه انقطاع.
قال الحاكم: «لم يسمع هذا الحديث قتادة عن أبي سعيد الخدري، إنما سمعه من أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد، ثم أسنده».
وقد روي الحديث عن أبي سعيد الخدري من طرق متعددة صحيحة بألفاظ مطولة ومختصرة كما تقدم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 109 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين

  • 📜 حديث: من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب