حديث: عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر فتنة الخوارج

عن مقسم أبي القاسم مولى عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتَليد ابن كلاب الليثي، حتى أتينا عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وهو يطوف بالبيت، معلقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول اللَّه ﷺ حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم، يقال له: ذو الخويصرة، فوقف على رسول اللَّه ﷺ، وهو يعطي الناس، قال: يا محمد، قد رأيت ما صنعتَ في هذا اليوم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أجل، فكيف رأيت؟» قال: لم أرك عدلت، قال: فغضب رسول اللَّه ﷺ، ثم قال: «ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟» فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه ألا نقتله؟ قال: «لا، دعوه، فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين، حتى يخرجوا منه، كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرثَ والدمَ».

حسن: رواه أحمد (٧٠٣٨) عن يعقوب (هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري)، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم، فذكره.

عن مقسم أبي القاسم مولى عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتَليد ابن كلاب الليثي، حتى أتينا عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وهو يطوف بالبيت، معلقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول اللَّه ﷺ حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم، يقال له: ذو الخويصرة، فوقف على رسول اللَّه ﷺ، وهو يعطي الناس، قال: يا محمد، قد رأيت ما صنعتَ في هذا اليوم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أجل، فكيف رأيت؟» قال: لم أرك عدلت، قال: فغضب رسول اللَّه ﷺ، ثم قال: «ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟» فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه ألا نقتله؟ قال: «لا، دعوه، فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين، حتى يخرجوا منه، كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرثَ والدمَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● مقسم أبو القاسم: راوي الحديث، وهو مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل.
● تَليد بن كلاب الليثي: صحابي، رفيق مقسم في هذه القصة.
● ذو الخويصرة: رجل من بني تميم، وهو أول الخوارج في الإسلام.
● يتعمقون في الدين: يتشددون فيه ويغالون.
● الرمية: الصيد المصاب بالسهم.
● النصل: رأس السهم الحاد.
● القدح: خشبة السهم.
● الفوق: الريشة التي في مؤخرة السهم.
● سبق الفرث والدم: يعني أن السهم خرج نظيفًا لم يصب به شيء من دم الصيد أو فرثه (أمعائه).

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة لقاء عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، حين كان يقسم الغنائم على الناس. فجاءه رجل من بني تميم يسمى ذو الخويصرة، واعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم زاعمًا أنه لم يعدل فيها.
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الاتهام الجاهلي، ورد عليه بقوله: «ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟»، يعني: "ويلك! إذا لم يكن العدل عندي فَعند مَن يكون؟"، وهذا تأكيد على أن النبي معصوم من الظلم والجور في أقواله وأفعاله.
ثم طلب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الإذن بقتله، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «دعوه، فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه»، أي سيكون لأمثاله أتباع يتشددون في الدين ويغالون فيه حتى يخرجوا من الدين بالكلية.
وشبههم النبي صلى الله عليه وسلم بالسهم الذي يخرج من الصيد نظيفًا لا أثر للدم ولا الفرث عليه، يعني: أنهم يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم من الجسم خاليًا من أي أثر للإيمان، فلا يبقى في قلوبهم شيء من التقوى أو الخير.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- براءة النبي صلى الله عليه وسلم من الظلم: فهو المبلغ عن ربه، والمطبق لشرعه، ولا يجوز عليه الجور أو المخالفة.
2- التحذير من الغلو في الدين: فإن التشديد والغلو يؤدي إلى الخروج من الدين بالكلية.
3- صفة الخوارج: هم الذين يتشددون في الدين ويحكمون على المسلمين بالكفر لأدنى مخالفة.
4- الحكمة النبوية في التعامل مع المعارضين: حيث منع النبي صلى الله عليه وسلم قتل ذي الخويصرة رغم جرمه، لعلمه بأن قتله ليس فيه مصلحة شرعية.
5- الإيمان بقضاء الله وقدره: حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بظهور طائفة الخوارج من بعده، فكان كما قال.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تحقق ما أخبر به من ظهور الخوارج.
- ذو الخويصرة هو نفسه الذي قُتل بعد ذلك في عهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مع الخوارج في معركة النهروان.
- يستفاد من الحديث وجوب لزوم منهج الاعتدال في الدين، والتحذير من التكفير والتفريق بين المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٧٠٣٨) عن يعقوب (هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري)، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، وكذا أبو عبيدة بن محمد ومقسم حسنا الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (٦/ ٢٢٧ - ٢٢٨): «رجال أحمد ثقات».
قوله: «سبق الفرثَ والدمَ» قال الحافظ في الفتح (٦/ ٦١٨): «شبَّه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه، ويخرج منه، ومن شدة سرعة خروجه -لقوة الرامي- لا يعلقُ من جسد الصيد شيءٌ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 117 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب