حديث: من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ذكر فتنة الخوارج
وأن محمدا عبده ورسوله؟ فقال النبي ﷺ: «والذي نفس محمد بيده لو قتلتموه، لكان أولَ فتنةٍ وآخرَها».
حسن: رواه أحمد (٢٠٤٣١)، وابن أبي عاصم في السنة (٩٧١) كلاهما من حديث روح بن عبادة، حدّثنا عثمان الشحام، حدّثنا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● حَسَرَ عن يديه / ذراعيه: أي كشفهما ورفع ثوبه عنهما استعدادًا للقتال والفعل الشديد.
● اخْتَرَط سيفه: أخرجه من غمده.
● هَزَّه: حركه استعدادًا للضرب.
● أُرْعِدَتْ يده: اضطربت وارتعدت من شدة الهز والحماس للقتال، أو من شدة التعجب والخوف من الأمر.
● أول فتنة وآخرها: أي لكان ذلك الفعل سببًا لفتنة عظيمة مستمرة، تفتح باب شر لا يُغلق.
ثانيًا. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي أبو بكرة رضي الله عنه عن موقف عظيم جليل، حيث مر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى الصلاة برجل يسجد لله تعالى (أي يصلي)، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ورجع، وجد الرجل لا يزال ساجدًا في صلاته.
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بأمرٍ شديدٍ مفاده: «مَنْ يَقْتُلُ هَذَا؟»، فنهض رجل من الصحابة مسرعًا لامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف عن ساعديه استعدادًا لل action، وأخرج سيفه وهزه بحماس، ولكن ثمّة شيء أوقفه: إيمانه وتقواه. فتوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً بأدب جم: "يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، كيف أقتل رجلاً ساجدًا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله؟". فهو يعلم أن هذا الرجل مسلم مصلٍّ، فكيف يُقتل؟
كرر النبي صلى الله عليه وسلم الأمر مرة ثانية: «مَنْ يَقْتُلُ هَذَا؟»، فنهض رجل آخر، وفعل كما فعل الأول من الاستعداد التام للقتال، حتى ارتعدت يده من شدة الحماس أو الاضطراب، ثم قال نفس الكلام: يعترض على القتل لأن الرجل مسلم يشهد الشهادتين.
عندها بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا الأمر الصادم، فحلف بقوله: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ» – وهذا قسم عظيم – «لَوْ قَتَلْتُمُوهُ، لَكَانَ أَوَّلَ فِتْنَةٍ وَآخِرَهَا».
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظم خطر الابتداع في الدين: الظاهر من سياق القصة أن هذا الرجل كان مبتدعًا في دينه، حيث أطال السجد بشكل غير مألوف ومخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته. فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يوضح خطورة هذا الفعل – الذي يبدو للبعض أنه من "العبادة" – حتى إنه كاد أن يكون سببًا لإهدار دم صاحبه لولا أن الله حمى حرمة الدم المسلم بالشهادتين. وهذا تحذير شديد من مخالفة السنة والابتداع في العبادة.
2- امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم دون تردد: نرى كيف أن الصحابة قاموا فورًا لتنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدون نقاش أولي، وهذا من قوة إيمانهم وثقتهم المطلقة في نبيهم صلى الله عليه وسلم، حتى لو كان الأمر غريبًا عليهم.
3- الحكمة من التمثيل والتأكيد: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يريد قتله حقًا، بل أراد أن يوضح للصحابة وللأمة من بعدهم خطورة ما فعل هذا الرجل، وأنه ليس من الدين في شيء. فجعل الأمر كأنه واقع ليهز مشاعرهم ويعلق الأذهان بجسامة الفعل.
4- حرمة دم المسلم: رغم غرابة الأمر، فإن الصحابة توقفوا عند الحدود التي علموها من الدين، وهي أن دم المسلم المعصوم لا يحل إلا بحق. فاستفسروا بأدب عن الحكمة، مع بقاء الاستعداد للامتثال. فجمعوا بين الطاعة العمياء للنبي والتفقه في الدين.
5- الفتنة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن الصحابة قتلوا هذا الرجل لفتح ذلك الباب لأمور عظيمة:
- لربما ظن بعض الناس أن الإسلام يأمر بقتل المصلين!
- لربما أدى ذلك إلى اقتتال بين المسلمين.
- لكان سابقة يُحتج بها لقتل أي شخص يخالف الآخرين في رأيه أو عبادته ولو كان مسلمًا.
- فهو أول فتنة بفتح باب القتل على المخالف في الرأي والعبادة، وكانت آخر فتنة لأن آثارها ستستمر إلى آخر الزمان.
6- التثبت وعدم التسرع في إراقة الدماء: الحديث تحذير واضح للمسلمين في كل عصر من التسرع في اتهام الناس بالكفر أو الضلال، واستباحة دمائهم وأموالهم لمجرد اختلافهم في مسائل فرعية أو أساليب العبادة.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أبلغ الأحاديث تحذيرًا من الغلو في الدين والابتداع فيه.
- يستدل به العلماء على ذم من يتعبد بغير ما شرع الله، وأن فعله وإن ظنه عبادة فهو معصية وضلال.
- هو أساس عظيم في باب الحكم على الناس، ووجوب التثبت والتأني، وصيانة الدماء المعصومة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عثمان بن الشحام ومسلم بن أبي بكرة فإنهما حسنا الحديث.
قوله: «لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها» فيه دلالة على أن النبي ﷺ لم يعزم على قتل رجلٍ يصلي؛ لأن في قتله فتنة عظيمة، إلا أن هذه القصة رويت بألفاظ مختلفة بعضها يرجع إلى اختلاف الرواة، والخلاصة كما قلت.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 121 من أصل 409 حديثاً له شرح
- 96 "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية"
- 97 عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية
- 98 أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية
- 99 تقتله الفئة الباغية
- 100 إن عائشة لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم
- 101 عن عمار بن ياسر: إن عائشة زوجة نبيكم في الدنيا...
- 102 ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل
- 103 قَسَمَ النَّبِيُّ ذَهَبًا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ كُنَّا أَحَقَّ
- 104 يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
- 105 يخرج ناس من قبل المشرق ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 106 يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 107 من يعدل إذا لم أكن أعدل
- 108 يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية
- 109 من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين
- 110 كلما خرج قرن قطع حتى يخرج الدجال
- 111 يقرأ القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام
- 112 يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية
- 113 يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام
- 114 سيماهم التحليق هم شر الخلق والخليقة
- 115 الحرب خدعة، فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرًا
- 116 أحداث أحداء أشداء يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 117 عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا...
- 118 كلاب النار شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء
- 119 الخوارج كلاب النار
- 120 من يقتله فقال علي أنا فقال رسول الله أنت
- 121 من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا...
- 122 رجل مخدج اليد في الخوارج وعد الله قاتليهم
- 123 كلمة حق أريد بها باطل
- 124 قوم يخرجون من المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 125 يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن وهو عليهم
- 126 ها إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان
- 127 الفتنة تجيء من حيث يطلع قرنا الشيطان
- 128 هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان
- 129 منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودينارها
- 130 ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة
- 131 دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم
- 132 ذو السويقتين من الحبشة يستخرج كنز الكعبة
- 133 "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين"
- 134 لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من...
- 135 في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون...
- 136 يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه
- 137 إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة
- 138 إن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها
- 139 سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة
- 140 سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم...
- 141 لا يُظهر عليهم عدوًا من غيرهم ولا يُهلكهم بالسنين
- 142 سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة
- 143 شفاعة النبي لأمته يوم القيامة
- 144 عقوبة هذه الأمة السيف
- 145 هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش
معلومات عن حديث: من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا الله
📜 حديث: من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








