حديث: أشد تعجيلًا للظهر منكم وأشد تعجيلًا للعصر منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب تعجيل الظهر في أول وقتها

عن أم سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ أشد تعجيلًا للظُّهر منكم، وأنتُم أشَدُّ تعجيلًا للعصر منه.

صحيح: رواه الترمذي (١٦١) حدثنا علي بن حُجر، حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة فذكر الحديث.

عن أم سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ أشد تعجيلًا للظُّهر منكم، وأنتُم أشَدُّ تعجيلًا للعصر منه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ أَشَدُّ تَعْجِيلًا لِلْعَصْرِ مِنْهُ".
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح)


الشرح الوجيز:



# 1. شرح المفردات:


● أشد تعجيلًا: أي أكثر وأسرع في تقديم الصلاة في أول وقتها.
● الظُّهر: صلاة الظهر.
● العصر: صلاة العصر.
● منكم: أي مقارنة بفعل الصحابة رضي الله عنهم في زمن أم سلمة (وهو زمن التابعين).
● منه: أي مقارنة بفعل النبي ﷺ.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


تشير أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها إلى اختلاف منهجية الصحابة الكرام في زمنها (أي بعد وفاة النبي ﷺ) في تعجيل صلاة العصر عن منهجية النبي ﷺ نفسه. فتبين أن النبي ﷺ كان يعجل صلاة الظهر (يصليها في أول وقتها) أكثر مما كان يعجله الصحابة المتأخرون، بينما كان أولئك الصحابة يعجلون صلاة العصر (يصلونها في أول وقتها) أكثر مما كان النبي ﷺ يعجله.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● مراعاة تغير الأحوال: فعل النبي ﷺ هو الأصل والأكمل، ولكن قد يختلف تطبيق السنن تبعًا للظروف. فقد كان النبي ﷺ يؤخر العصر قليلاً ليتسع وقت العمل والكسب والدعوة، بينما في زمن التابعين، خشي الصحابة من انشغال الناس بالدنيا فبادروا بتعجيلها للحفاظ عليها.
● فضل تعجيل الصلاة في أول وقتها: الحديث يدل على فضيلة المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها، وهو الأصل العام في الصلوات، إلا ما استثني بدليل.
● فقه الصحابة واجتهادهم: يظهر حرص الصحابة رضي الله عنهم على الدين وخوفهم على الناس من فتنة الدنيا، مما دفعهم لتعجيل العصر أكثر، وهذا من فقههم واجتهادهم المقدر.
● التيسير ورفع الحرج: الدين يسر، وفعل النبي ﷺ يؤكد أن تأخير الصلاة إلى آخر وقتها الجائز (بدون كراهة) أمر مباح، طالما وقع within الوقت الشرعي.
● أن السنة لا تُعارض بالسنة: فعل الصحابة هنا مبني على فهمهم لمقاصد الشريعة وحرصهم على مصلحة الناس، وليس معارضة لسنة النبي ﷺ، لأنه ﷺ كان أحيانًا يعجلها وأحيانًا يؤخرها.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● وقت صلاة العصر: وقتها يبدأ من مصير ظل كل شيء مثله (انتهاء وقت الظهر) ويمتد إلى غروب الشمس. وأفضل وقت لأدائها هو أول الوقت، ولكن التأخير إلى آخر الوقت (ما قبل الاصفرار) جائز بدون كراهة.
● الحكمة من تعجيل الظهر: بسبب شدة الحر، فالتعجيل فيه راحة للمصلين وتخفيف عنهم.
● الحكمة من تأخير العصر قليلاً (في بعض الأحيان): لإعطاء الناس متسعًا من الوقت لإنجاز أعمالهم ودنياهم، خاصة أنها صلاة يتوسط بها اليوم.
- هذا الحديث من جوامع كلمه ﷺ، حيث جمع حكمتين عظيمتين في جملة موجزة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٦١) حدثنا علي بن حُجر، حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة فذكر الحديث. وهذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات.
إلا أن الترمذي أظهر له علة وهي ليست بعلة في علم الحديث، أن إسماعيل بن عُلَيَّة روى هذا الحديث عن ابن جُريج، عن ابن أبي مُليكة، عن أم سلمة، ويقول: وجدتُ في كتابي: أخبرني علي بن حُجر، عن إسماعيل ابن إبراهيم (وهو ابن عُلَيَّة) عن ابن جُريج، ثم قال: وحدثنا بشر بن مُعاذ البصري قال: حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن ابن جُريج بهذا الإسناد نحوه، وهذا أصح. انتهى كلامه.
قال الأعظمي: هكذا رواه الإمام أحمد في مسنده (٢٦٤٧٨ و٢٦٦٤٧) عن إسماعيل بن عُلَيَّة، عن ابن جُريج، عن ابن أبي مُليكة، عن أم سلمة، ولكن لا يمنع هذا من أن يكون عند علي بن حُجر من وجهين:
أحدهما: عن إسماعيل ابن عُلَية، عن أيوب، عن ابن أبي مُليكة.
والثاني: من طريقه ومن طريق بشر بن معاذ، كلاهما عن إسماعيل ابن علية، عن ابن جُريج، ابن أبي مليكة به.
وهو أمر سائغ في علم الحديث فلا حاجة إلى تخطئة علي بن حُجر وهو ثقة حافظ، وترجيح روايته عن إسماعيل ابن عُلَيَّة عن ابن جُريج، وإن كان له ما يؤيده، وابن جُريج مدلس وقد عنعن، وهو يفتقر إلى المتابعة، وأيوب متابع قوي له، ومتن الحديث ثابت من روايات الآخرين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أشد تعجيلًا للظهر منكم وأشد تعجيلًا للعصر منه

  • 📜 حديث: أشد تعجيلًا للظهر منكم وأشد تعجيلًا للعصر منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أشد تعجيلًا للظهر منكم وأشد تعجيلًا للعصر منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أشد تعجيلًا للظهر منكم وأشد تعجيلًا للعصر منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أشد تعجيلًا للظهر منكم وأشد تعجيلًا للعصر منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب