عن أنس: النبي ﷺ لا يرتحل حتى يصلي الظهر وإن كان بنصف النهار

حديث: عن أنس: النبي ﷺ لا يرتحل حتى يصلي الظهر وإن كان بنصف النهار

عن أنس بن مالك يقول: كان النبي ﷺ إذا نزل منزلًا لم يرتحل منه حتى يُصَلِّي الظُّهر، فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.

حسن: أخرجه أبو داود (١٢٠٥) والنسائي (٤٩٨) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن شُعبة، قال: حدثني حمزة العائذي، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان النبي ﷺ إذا نزل منزلًا لم يرتحل منه حتى يُصَلِّي الظُّهر، فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني)

١. شرح المفردات:

● نزل منزلًا: حلَّ ووقف في مكان خلال السفر للإستراحة.
● لم يرتحل: لم يبرح المكان ولم يتحرك منه لمواصلة السفر.
● بنصف النهار: في وقت الظهيرة، أي وقت صلاة الظهر.

٢. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن هدي النبي ﷺ في أسفاره، حيث كان إذا توقف للاستراحة في مكان خلال رحلته، فإنه لا يغادر هذا المكان ولا يواصل السير حتى يؤدي صلاة الظهر فيه، حتى لو كان وقت نزوله في ذلك المكان هو وقت الظهيرة نفسه، أي أن الاستراحة كانت قصيرة جدًا ولم تمتد طويلاً. وسُئل أنس لتوضيح هذه العادة، فأكد أن النبي ﷺ كان يفعل ذلك حتى في هذه الحالة.

٣. الدروس المستفادة والفَوائد:

1- المحافظة على الصلوات في أوقاتها: الحديث يُظهر حرص النبي ﷺ الشديد على أداء الصلاة في وقتها المحدد، حتى أثناء السفر ومشاق الطريق. وهذا تأكيد على أن السفر ليس عذرًا لتأخير الصلاة عن وقتها، بل يجب المسارعة إلى أدائها حين يحين وقتها.
2- التيسير وعدم التشدد في السفر: كان بإمكان النبي ﷺ أن يجمع بين الصلاتين (جمع تقديم: صلاة الظهر مع العصر) وهو مسافر، إلا أنه في هذا الموقف فضّل أداء كل صلاة في وقتها، مما يدل على أن الأصل هو أداء الصلاة في وقتها، وجمع الصلاتين رخصة لمن شق عليه أداء كل صلاة في وقتها.
3- تعليم الأمة وتثبيت السنن: بفعله هذا ﷺ، كان يعلم أصحابه ومن بعدهم أهمية الصلاة وعدم التهاون فيها، حتى في أحوال المشقة. وهو قدوة عملية في عدم تأخير الصلاة لأي سبب كان.
4- بركة الطاعة: قد يكون في نزول المسافر واستقراره لأداء الصلاة بركة وأمان، فيستحب له أن لا يغادر المكان الذي صلى فيه مباشرة، ليكون خروجه بعده على بركة وطاعة.
5- الاستفادة من الأوقات: الحديث يعلمنا تنظيم الوقت واستغلال فترات الاستراحة القصيرة في الطاعات، فحتى لو كانت الاستراحة قصيرة جدًا (كأن تكون في منتصف النهار وقبيل وقت الرحيل)، فإنه يمكن استغلالها في أداء الفريضة.

٤. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على مشروعية صلاة النافلة في السفر، فصلاة الظهر فريضة، ولكنه أدّاها في المنزل الذي نزل فيه، مما يدل على جواز الصلاة في أماكن النزول.
- السفر في الإسلام له أحكام خاصة تسمى (أحكام المسافر)، منها قصر الصلاة الرباعية (أي صلاة الظهر والعصر والعشاء تصلى ركعتين) والجمع بين الصلاتين، ولكن هذا الحديث يبين أن هذه الرخص لا تعني التهاون بأداء الصلاة في وقتها.
- يستحب للمسافر أن يتخذ من السفر وقتًا للعبادة والذكر وليس للتفريط، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كانت جميع أحواله ذكرًا وطاعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو داود (١٢٠٥) والنسائي (٤٩٨) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن شُعبة، قال: حدثني حمزة العائذي، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكر الحديث. وإسناده حسن.
وحمزة العائذي هو: ابن عمرو الضبي البصري، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: شيخ، وجعله الحافظ في مرتبة «صدوق» وهو من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات، وسيأتي مزيد من التخريج في صلاة المسافرين.
وقوله: «إذا نزل منزلًا» أي قبيل الظُّهر لا مطلقًا؛ لأنه قد ثبت أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمسُ أخَّر الظُّهر إلى العصر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 65 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أنس: النبي ﷺ لا يرتحل حتى يصلي الظهر وإن كان بنصف النهار

📜 حديث: عن أنس: النبي ﷺ لا يرتحل حتى يصلي الظهر وإن كان بنصف النهار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن أنس: النبي ﷺ لا يرتحل حتى يصلي الظهر وإن كان بنصف النهار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن أنس: النبي ﷺ لا يرتحل حتى يصلي الظهر وإن كان بنصف النهار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن أنس: النبي ﷺ لا يرتحل حتى يصلي الظهر وإن كان بنصف النهار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية