حديث: عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحث على كثرة السجود

عن أبي فاطمة قال: قلت يا رسول الله! أخبرني بعمل أستقيم عليه وأعمله. قال: «عليك بالسجود، فإنّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله درجة، وحطَّ بها عنك خطيئة».

حسن: رواه ابن ماجه (١٤٢٢) عن هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيان قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة أنّ أبا فاطمة قال: فذكر الحديث.

عن أبي فاطمة قال: قلت يا رسول الله! أخبرني بعمل أستقيم عليه وأعمله. قال: «عليك بالسجود، فإنّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله درجة، وحطَّ بها عنك خطيئة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي فاطمة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل أستقيم عليه وأعمله. قال: «عليك بالسجود، فإنّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ بها عنك خطيئة».

1. شرح المفردات:


● أستقيم عليه: أي أداوم عليه وألتزم به دون انقطاع أو ملل.
● عليك بالسجود: الأمر بالإكثار من السجود لله تعالى، وهو يشمل السجود في الصلوات المفروضة والنوافل، وسجود التلاوة، وسجود الشكر.
● رفعك الله بها درجة: أي زادك منزلة وقربة عند الله تعالى في الجنة.
● وحطَّ بها عنك خطيئة: أي محا وغفر لك بها ذنبًا من ذنوبك.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يطلب الصحابي الجليل أبو فاطمة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدله على عمل صالح ثابت الثواب، يعتصم به ويواظب عليه طوال حياته. فوجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من السجود لله عز وجل، مبينًا أن في كل سجدة أجران عظيمان:
● أجر positif: وهو الرفعة في الدرجات في الآخرة.
● أجر سلبي: وهو محو السيئات وتكفير الخطايا.
فالسجود هو غاية الخضوع والتذلل لله تعالى، وهو أقرب ما يكون العبد من ربه كما ورد في الحديث الصحيح، لذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم جامعًا للخيرين: الزيادة في الحسنات والمحو للسيئات.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● السجود باب عظيم للقرب من الله: فهو يعد من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، لاشتماله على غاية الخضوع والذل.
● الاستقامة على العمل الصالح: ليس المطلوب كثرة الأعمال فحسب، بل المداومة والاستمرارية عليها، كما فهم الصحابي من سؤاله: "أستقيم عليه".
● سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل الله تعالى للأعمال الصغيرة مثل السجدة الواحدة أجرًا عظيمًا، وهو رفع الدرجة ومحو الخطيئة، مما يحفز المسلم على الإكثار من النوافل.
● التوازن بين رفع الدرجات وحط السيئات: فالمسلم بحاجة إلى ما يرفع درجاته في الجنة، وإلى ما يكفر عن سيئاته، والسجود يجمع بين هذين الأمرين.
● الحث على الإكثار من النوافل: بعد الفرائض، فإن السجود في النوافل كالسنن الرواتب وصلاة الليل، يعد من أسباب تكفير السيئات ورفع الدرجات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● من هو أبو فاطمة؟: اختلف المحدثون في تعيينه، فقيل هو صحابي اسمه عمير، وقيل غيره، وقد ورد في بعض الروايات بلفظ "أبي فاطمة الأيادي" وهو صحابي جليل.
● مصدر الحديث: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وقال الشيخ الألباني: حديث حسن.
● السجود لا يختص بالصلاة فقط: بل يشمل أيضًا سجود التلاوة عند تلاوة آية سجدة، وسجود الشكر عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة.
● الحديث يدل على فضل السجود عموماً: سواء كان في الفريضة أو النافلة، لكن يجب أن لا يؤخذ على إطلاقه بحيث يظن أن السجود يكفر عن الكبائر بدون توبة، فإن التوبة شرط في تكفير الكبائر.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المكثرين من سجوده، المداومين على طاعته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٤٢٢) عن هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيان قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة أنّ أبا فاطمة قال: فذكر الحديث. والوليد بن مسلم مدلس إلا أنه صرّح بالتحديث.
وعبد الرحمن بن ثابت مختلف فيه، والخلاصة أنه حسن الحديث، إلا ما يروي في تأييد مذهبه في القدر، وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مكحول.
قال ابن عدي: «له أحاديث صالحة، وكان رجلًا صالحًا، ويكتب حديثه على ضعفه، وأبوه ثقة».
والحديث في مسند الإمام أحمد (١٥٥٢٧) من طريق ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن زيد، عن كثير الأعرج الصدفي، قال: سمعت أبا فاطمة وهو معنا بذي العواري يقول ... فذكر الحديث.
وابن لهيعة فيه كلام مشهور، ولكن في بعض الأسانيد بروي عنه عبد الله بن المبارك كما في زهده (١٢٩٦) وعبد الله بن يزيد المقرئ، وقتيبة بن سعيد وسماع هؤلاء كان قديمًا.
وكثير الأعرج الصدفي لا يُعرف، ولكن المحفوظ أنه من حديث كثير بن مُرَّة كما قال المزي وغيره. وللحديث أسانيد أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحّها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 380 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة

  • 📜 حديث: عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب