حديث: أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحث على كثرة السجود

عن الأحنف بن قيس قال: دخلت بيت المقدس، فوجدت فيه رجلًا يُكثِر السجود، فوجدت في نفسي من ذلك، فلمَّا انصرف قلت: أتدري على شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: إن أك لا أدري، فإنّ الله عز وجل يدري. ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم ﷺ ثمّ بكى ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم ﷺ ثمّ بكى ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم ﷺ أنه قال: «ما من عبد يسجد لله سجدة إلّا رفعه الله بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة».
قال: قلت: أخبرني من أنت يرحمك الله؟
قال: أنا أبو ذرٍّ صاحب رسول الله ﷺ. فتقاصَرَتْ إِليَّ نَفْسِي.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢١٤٥٢) عن عبد الرزاق - وهو في مصنَّفه (٣٠٦١ - ٤٨٤٧) قال: سمعت الأوزاعي يقول: أخبرني هارون بن رئاب، عن الأحنف بن قيس فذكره.

عن الأحنف بن قيس قال: دخلت بيت المقدس، فوجدت فيه رجلًا يُكثِر السجود، فوجدت في نفسي من ذلك، فلمَّا انصرف قلت: أتدري على شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: إن أك لا أدري، فإنّ الله ﷿ يدري. ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم ﷺ ثمّ بكى ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم ﷺ ثمّ بكى ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم ﷺ أنه قال: «ما من عبد يسجد لله سجدة إلّا رفعه الله بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة».
قال: قلت: أخبرني من أنت يرحمك الله؟
قال: أنا أبو ذرٍّ صاحب رسول الله ﷺ. فتقاصَرَتْ إِليَّ نَفْسِي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه موعظة بليغة وعبرة جليلة، سأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● الأحنف بن قيس: صحابي جليل، معروف بحلمه وعقله.
● بيت المقدس: المسجد الأقصى في فلسطين.
● يُكثِر السجود: يكثر من الركوع والسجود في الصلاة.
● على شفع انصرفت أم على وتر؟: الشفع هو الزوجي (مثل ركعتين)، والوتر هو الفردي (مثل ركعة واحدة). والسؤال يعني: هل أنهيت صلاتك بعد عدد زوجي من الركعات أم فردي؟ (وهذا يدل على حرص الأحنف على السنة في ending الصلاة بعد وتر).
● حطّ عنه بها خطيئة: غفر له بها ذنبًا.
● تقاصرت إليَّ نفسي: شعرت بالصغر والتقصير أمام عظمة هذا الصحابي.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يدور الحديث حول لقاء الأحنف بن قيس بأبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- في بيت المقدس، حيث رآه يكثر من السجود فاستنكر ذلك في نفسه (ربما ظن أنه يزيد عن المشروع)، فسأله بعد الصلاة: هل انصرفت بعد شفع (عدد زوجي) أم وتر (فردي)؟ فأجابه أبو ذر بأنه لا يدري بالضبط، لكن الله يعلم، ثم أخبره أن النبي ﷺ (الذي يكنيه بأبي القاسم ويصفه بـ"حبي" أي حبيبي) قد بشره بأن كل سجدة يسجدها العبد لله ترفع له درجة، وتحط عنه خطيئة، وتكتب له حسنة.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضيلة السجود وكثرة الصلاة: الحديث يبين عظيم أجر السجود لله تعالى، وأنه سبب للرفعة والمغفرة والحسنات.
● التواضع والعلم: أبو ذر -رضي الله عنه- مع مكانته كصحابي جليل، لم يزدد في الصلاة عن المشروع، بل اعترف بأنه لا يدري تفاصيل العدد (مع حرصه على السنة)، موكلاً العلم إلى الله، وهذا درس في التواضع وعدم الادعاء بما لا يعلم.
● محبة النبي ﷺ: وصف أبي ذر للنبي ﷺ بـ"حبي" وبكائه عند ذكره، يدل على شدة محبته له ﷺ، وهي من أوجب الواجبات.
● الحرص على السنة: سؤال الأحنف عن انصرافه بعد شفع أو وتر يدل على حرص الصحابة على تطبيق صفة الصلاة كما علمهم النبي ﷺ.
● عظمة الصحابة: قول الأحنف "تقاصرت إلي نفسي" عندما عرف أنه أبو ذر، يظهر مكانة الصحابة وعظم قدرهم، وأن المسلم يجب أن يعظمهم ويقتدي بهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حسن.
- أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، ومن أهل التقوى والزهد، وكان من أكثر الصحابة عبادة وورعًا.
- الحديث يدل على أن أجر السجود عام في كل صلاة مفروضة أو نافلة، مما يحفز المسلم على الإكثار من النوافل والركوع والسجود.
- فيه إشارة إلى فضل بيت المقدس وأنه كان مكانًا لعبادة الصحابة بعد النبي ﷺ.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يكثرون من السجود له، ويرفع به درجاتنا، ويحط به عنا خطايانا، ويكتب لنا به الحسنات. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢١٤٥٢) عن عبد الرزاق - وهو في مصنَّفه (٣٠٦١ - ٤٨٤٧) قال: سمعت الأوزاعي يقول: أخبرني هارون بن رئاب، عن الأحنف بن قيس فذكره. ورواه البزّار (٣٩٠٣) من طريق الأوزاعي به.
وإسناده صحيح. وللحديث أسانيد أخرى رواه الإمام أحمد والطحاوي والبيهقي وغيرهم، غير أن ما ذكرته هو أصحّها.
وفي معناه ما رُوي عن عبادة بن الصامت أنّه سمع النبي ﷺ يقول: «ما من عبد يسجد لله سجدة إلّا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فأكثروا من السجود».
رواه ابن ماجه (١٤٣٤) عن العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد المُرِّي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن الصُّنابحي، عن عبادة بن الصامت فذكره. وإسناده ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم؛ فإنّه لم يُصرِّح بالسماع، وإنّه وُصف بتدليس التسوية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 381 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها

  • 📜 حديث: أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبو ذر يروي: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب